لَمَّا رَفَعَ اللَّهُ مُوسَى نَجِيًّا رَأَى رَجُلاً مُتَعَلِّقًا بِالْعَرْشِ فَقَالَ : يَا رَبُّ ، مَنْ هَذَا ؟

27119- حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : لَمَّا رَفَعَ اللَّهُ مُوسَى نَجِيًّا رَأَى رَجُلاً مُتَعَلِّقًا بِالْعَرْشِ فَقَالَ : يَا رَبُّ ، مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي صَالِحٌ ، إِنْ شِئْتَ أَخْبَرَتْك بِعَمَلِهِ ، قَالَ : يَا رَبُّ ، أَخْبِرْنِي ، قَالَ : كَانَ لاَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ.

27120- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : كَانَتْ لَنَا جَارِيَةٌ أَعْجَمِيَّةٌ ، فَمَرِضَتْ فَجَعَلَتْ تَقُولُ عِنْدَ الْمَوْتِ : هَذَا فُلاَنٌ تَمَرَّغَ فِي الْحَمْأَةِ ، فَلَمَّا أَنْ مَاتَتْ سَأَلْنَا عَنِ الرَّجُلِ ، قَالَ : فَقَالَ : مَا كَانَ بِهِ بَأْسٌ إلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ.

ماصحة هذه الآثار؟

رواه أبو إسحاق السبيعي ، واختُلف عليه:
- فرواه الثوري ، والأعمش ، والجراح بن مليح ، وإسرائيل بن يونس ، وزهير بن معاوية ، وأبو بكر بن عياش ، جميعهم ، عنه ، عن عمرو بن ميمون به.

أخرجه أحمد في "الزهد" (346) ، ووكيع في "الزهد" (445) ، ومن طريقه هناد بن السري في "الزهد" (574/2) ، ومن طريق هناد أخرجه الثعلبي في "الكشف والبيان" (415/10) ، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26587) (26593) ، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (111/4) ، وأخرجه ابن الجعد في "الجعديات" (2536) ، ومن طريقه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (265) ، وفي "مكارم الأخلاق" (257) ، وفي "ذم الغيبة والنميمة" (129) ، ومن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه قوام السنة في "الترغيب والترهيب" (2449) ، وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" ( 212) (247) ، والحسين بن حرب في "البر والصلة" (106) ، وعبد الرزاق في "تفسيره" (607) ، وأبو نعيم في "الحلية" (149/4) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (61/ 131-132) ، وابن حبان في "روضة العقلاء" (ص133) (ص177) ، والذهبي في "العلو" (326).

- ورواه حديج بن معاوية ، عنه ، عن عمرو بن ميمون ، عن رجل من أصحاب النبي (ص) به.
أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (1422) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (10606).

- ورواه المسعودي ، والحسن بن عمارة ، عنه ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود به.
أخرجه ابن وهب في "الجامع" (109) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (130/61).

والصواب رواية الجماعة.

ورُوي عن ابن مسعود ، من طريق اخر ، فأخرج ابن فضيل الضبي في "الدعاء" (102) ، والمستغفري في "فضائل القرآن" (483) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (132/61) ، عن ليث بن أبي سليم ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «إِنَّ مُوسَى لَمَّا قَرَّبَهُ اللَّهُ نَجِيًّا بِطُورِ سَيْنَاءَ، أَبْصَرَ عَبْدًا جَالِسًا فِي ظِلِّ الْعَرْشِ , سَأَلَهُ: أَيْ رَبِّ , مَنْ هَذَا؟ فَلَمْ يَنْسِبْهُ , أَوْ يُسَمِّهِ. قَالَ: هَذَا عَبْدٌ , لَا يَحْسُدُ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ، بَرٌّ بِالْوَالِدَيْن ِ , لَا يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ.. .».
والليث سئ الحفظ.

ورواه عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، عن وهب بن منبه به.
أخرجه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (1746) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (131/61).
وعبد المنعم بن إدريس ، متروك الحديث.

وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (6201) عن أحمد بن أبي خلف الصوفي، نا أبو سعيد محمد بن إبراهيم الواعظ، نا أبو بكر محمد بن محمد بن رجاء، نا أبو همام الوليد بن شجاع السكوني، نا مخلد بن الحسين، أنه سمع موسى بن سعيد، قال: لما قرب الله موسى نجيا رأى عبدا تحت العرش، فقال: يا رب، من هذا العبد لعلي أعمل مثل عمله؟ فقيل: " يا موسى، هذا عبد كان برا لوالديه، وكان لا يحسد الناس، وكان لا يمشي بالنميمة "
وفي إسناده جهالة ، والله أعلم.

جزاكم الله خيراً.

وجزاكم الله خيرا ، أخي الحبيب.