أمَّا المنازل فقد سُكِنَتْ ، وأمّا الأموالُ فقد قُسِمَتْ

‏دخل عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه المقابرَ فقال :
أمَّا المنازل فقد سُكِنَتْ ، وأمّا الأموالُ فقد قُسِمَتْ ، وأمّا الأزواج فقد نُكِحَتْ ، فهذا خبرُ ما عندنا فما خَبر ما عندكم ؟
ثم قال :
والذي نفسي بيده لو أُذِنَ لهم في الكلام لأخبَرُوا أنّ خيرَ الزّاد التّقوَى .

ماصحة هذا الاثر؟

خرجه وكيع الضبي في أخبار القضاة (2/196)، فقال:
حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد اللهِ بْن معاوية. قال: حَدَّثَنِي أبي، عَن أبيه معاويه، عَن ميسرة عَن شريح قال: فذكره.
وهذا موضوع، علي بن عبد الله متهم، ومن فوقه مجاهيل إلى شريح القاضي.
وخرج ابن حبان في الثقات (5:565)، فقال: هشام بن كامل البيوردي شيخ يروي عن يزيد بن هارون لم أر في حديثه ما في القلب منه إلا شيئا:
حدثني به أحمد بن محمد بن حبيب بنسا حدثنا هشام بن كامل البيوردي
حَدَّثَنا يزيد بن هارون حَدَّثَنا حميد الطويل، عَن أَنس بن مالك رضي الله عنه قال: فذكر نحوه في حديث طويل إلا أنه قال:
فَلَمَّا حُمِلَتِ الْجِنَازَةُ قَامَ فِي الْمَقْبُرَةِ، قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْبَلاءِ، أَمْوَالُكُمْ قُسِمَتْ، وَدُورُكُمْ سُكِنَتْ، وَنِسَاؤُكُمْ نُكِحَتْ،
فَهَذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟ فَهَتَفَ هَاتِفٌ مِنْ قَبْرٍ:
وَعَلَيْكُمُ السَّلامُ، مَا أَكَلْنَا رَبِحْنَا، وَمَا قَدَّمْنَا وَجَدْنَا، وَمَا خَلَّفْنَا خَسِرْنَا". اهـ.
قال الحافظ ابن حجر في اللسان: فذكر الخبر موقوفا وهو ظاهر النكارة والله أعلم. اهـ.
قلت قد توبع فيما خرجه الثعلبي في تفسيره (4/31)، فقال:
وأخبرنا أبو محمد الحسن بن على بن أبي جعفر السِّجْزِي، قال: نا أبي، قال: نا أبو الحسن بن حرزاد، قال:
نا محمدبن عبد الله بن خنبس، قال: نا محمد بن عبد الملك الواسطي، قال: نا يزيد بن هارون، به.
وهذ طريق منكر مظلم إلى الواسطي.
وخرج الخطيب وغيره في التلخيص [757] من طريق أبي المفضل الشيباني، قال:
نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الرَّزَّازُ، نا أَيُّوبُ بْنُ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ، أنا بَشَّارُ بْنُ ذِرَاعٍ،
عَنْ أَخِيهِ يَسَارٍ، عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فذكره في حديث طويل.
وهذا موضوع؛ أبو المفضل متهم بالكذب.
وخرجه ابن عساكر في تاريخه (58/79) بإسناد مظلم عن محمد بن معروف المكي عن أبيه به باللفظ الأول.
وخرجه الدينوري في المجالسة [278]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الْبَغْدَادِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ،
نَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ رُشَيْدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: فذكره، وزاد:
ثُمَّ بَكَى وَقَالَ لِي: يَا كُمَيْلُ ! الْقَبْرُ صُنْدُوقُ الْعَمَلِ، وَعِنْدَ الْمَوْتِ يَأْتِيكَ الْخَبَرُ". اهـ.
قلتُ: هذا موضوع؛ إسناد مسلسل بالمتروكين والوضاعين إلى كميل عدا الحسين بن عمرو.
وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٢٧/ ٣٩٤) من طريق البيهقي، عن أبي عبدالله الحاكم في «التاريخ» قال:
سمعت مكي بن أحمد البردعي، يقول: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن البزاز بأطرابلس،
قال: حدثنا علي بن القاسم المحدث، قال: حدثنا أبو زيد النحوي، قال:
حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبدالله بن دينار، عن سعيد بن المسيب، قال: فذكره إلا أنه قال:
فأجابه ميِّتٌ: قد تخرقت الأكفان، وانتثرت الشعور، وتقطعت الجلود، وسالت الأحداق على الخدود،
وسالت المناخر بالقيح والصديد، وما قدمناه وجدناه، وما خلفناه خسرناه، ونحن مرتهنون بالأعمال". اهـ.
قال البيهقي عقبه: (في إسناده قبل أبي زيد النحوي مَن يُجهل، والله أعلم). اهـ.
وروي أنه حدث لعمر رضي الله عنه ولا يصح خرجه ابن أبي الدنيا في الهواتف.
والله أعلم.

جزاكم الله خيرا.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

جزاكم الله خيرا.

---

وجزاكم الله خيرا وبارك فيك.