مجمل عقيدة المشركين.
قال المصنف رحمه الله تعالى:
(اعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة)
هذا أصل عظيم تعرف به معنى التوحيد الذي جاءت به الرسل.
ثم بين لك قاعدة
وهي أن هذا التوحيد هو دين الرسل أجمعين الذين أرسلهم الله تعالى إلى عباده،
فالنزاع بين الرسل وأقوامهم هو في إفراد الله تعالى بالعبادة.
ثم بين لك سبب الذي وقع فيه الشرك وأن أول شرك إنما وقع في قوم نوح عليه السلام
وقع الشرك في قوم صالحين، لذلك بين السبب وهو أن الغلو في الصالحين ومجاوزة الحد بهم مدحًا أو قدحًا يُعتبر من أسباب الوقوع في الشرك.
ثم بين أن هذه الأصنام الخمسة التي أُرْسِل نوح عليه السلام من أجل دعوة الناس إلى نبذها وطرحها وهي: ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر.
أن هذه الأصنام الخمسة
هدمها و حطمها و كسرها النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -،
وبهذا تعلم أن الله عز وجل ابتلى الخلق بهذه الأمور،
فنوح عليه السلام أول الرسل يُبعث من أجل نبذ الناس وبعدهم عن عبادة هذه الأصنام الخمسة،
ثم يُكَسِّرُها ويحطمها حِسًا و معنًى أيضا النبي وهو محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وهو آخر الرسل،
أرسله الله عز وجل إلى أناس إلى قريش ومن صفتهم حتى نعرف الحال
لأننا نعيش واقع قد يشابه،
بل يشابه واقع أولئك الذين بُعِثَ فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - لماذا؟
لأن الصراع بين التوحيد والشرك قائم،
منذ أو وجد الشرك في قوم نوح إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،
فحينئذٍ لا بد من معرفة ما هو التوحيد الذي بُعِثَ به الرسل،
ولا بد من معرفة ما هو الشرك الذي جاء الرسل لإبطاله وبعد الناس وإبعادهم عنه.
ثم ما حال أولئك الأقوام الذين وقعوا في الشرك وبماذا عاملهم
أو حَكَمَ عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -
فصفتهم ومعرفة أحوالهم حينئذٍ نستطيع أن نعرف الشرك الذي يقع في زماننا هذا،
ولذلك لا فرق بين المشركين في كل زمان،
يعني: يشتركون في قدر معين الشرك جنس واحد،
ولذلك الكفر ملة واحدة وإن اختلفت أسبابه وصوره وأحواله، لكنها تجتمع في الكفر.