هل الرقية من الطب المباح أم هي عبادة ؟

هل الرقية من الطب المباح أم هي عبادة ؟
يستدل من يقول أن الرقية اجتهادية لأنها من الطب بإخراج علماء الحديث لأحاديث الرقى في أبواب الطب .
وبما أنها من الطب والطب أصله اجتهادي ومباح فالرقية تأخذ نفس الحكم فهي اجتهادية ومباحة .
فيعتبرون الرقية كالدواء الحسي الذي يخضع لتجارب الأطباء فالرقية عندهم كالباراسيتول أو المضادات الحيوية أو الأعشاب الطبية فهي مباحة وليست عبادة .

وهو استدلال باطل .
فقد أخرج علماء الحديث أنفسهم أحاديث الرقى نفسها في أبواب الدعاء وهو دليل قاطع على أنها من الدعاء والدعاء هو العبادة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدعاء هو العبادة " الترمذي وصححه الألباني .
وهي من الدعاء المقيد بعلة المرض .
فلقد شرع الله سبحانه استعمال الرقية لعلاج الأمراض فهي تشترك مع الطب كونها سببا للشفاء وتفترق عن الطب كونها سببا شرعيا توقيفيا لأنها من الدعاء والدعاء عبادة .

وكذلك أخرجوها في باب فضائل القرآن وباب عمل اليوم والليلة وكتاب التأريخ وأبواب أسماء الله تعالى وصفاته وأبواب التوحيد .
وفيما يلي أمثلة لبعض الرقى التي أخرجها علماء الحديث في أبواب الدعاء وغيره .

1 :الرقية بالمعوذات " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ، ومسح عنه بيده ، فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه ، طفقت أنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث ، وأمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم عنه " *
أخرجها البخاري في - كتاب المغازي وفي فضائل القرآن .
والنسائي في كتاب عمل اليوم والليلة
والبيهقي في شعب الإيمان في باب تخصيص المعوذتين بالذكر
وابن حبان في كتاب التاريخ

2 : حديث الرقية بفاتحة الكتاب
أخرجها النسائي في كتاب عمل اليوم والليلة
والحاكم في المستدرك على الصحيحين في كتاب فضائل القرآن

3 : وهذه الرقية عن علي ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضا قال : " " اللهم أذهب البأس رب الناس ، واشف فأنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما "
أخرجها الترمذي في أبواب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - باب في دعاء المريض
وابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الدعاء
والنسائي في السنن الكبرى في كتاب الطب دعاءالعائد للمريض
والطبراني في الدعاء في باب الدعاء للمريض عند عيادته
وابن السني في عمل اليوم والليلة في باب دعاء العواد للمريض

4 : وهذه الرقية " أن جبريل رقاه وهو يوعك فقال : بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ، ومن كل حاسد إذا حسد ، ومن كل عين وسم ، والله يشفيك " *
أخرجها الترمذي في الجامع الصحيح في أبواب الجنائز باب ما جاء فيالتعوذ للمريض .

5 : وهذه الرقية " بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا ، بإذن ربنا "
أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الدعاء ما يدعى به للمريض إذا دخل عليه
الطبراني في الدعاء في باب الدعاء للمريض عند عيادته

6: وهذه الرقية " ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر .
والنسائي في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة
والبيهقي في الأسماء والصفات في باب ما جاء في إثبات القدرة
وابن منده في التوحيد في باب - ومن أسماء الله عز وجل : العزيز-
والطبراني في الدعاء في باب الدعاء للمريض عند عيادته

7 : وهذه الرقية عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ عَادَ مَرِيضًا، لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ: أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلَّا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ "
أخرجها أبو داود هذه الرقية في بَابُ الدُّعَاءِ لِلْمَرِيضِ عِنْدَ الْعِيَادَةِ
وابن حبان في كتاب الجنائز ذكر الإخبار عما يستعمل الإنسان من الدعاء عند الحمى إذا اعترته ( وهذا فيه تصريح أن الرقية هي دعاء يستعمل للشفاء من الأمراض )
والحاكم في المستدرك على الصحيحين في كتاب التفسير تفسير سورة الفلق
ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الدعاء ما يدعى به للمريض إذا دخل عليه
وفي السنن الكبرى للنسائي في كتاب عمل اليوم والليلة ذكر ما كان جبريل يعوذ به النبي صلى الله عليه وسلم
والتوحيد لابن منده - ذكر آية تدل على وحدانية الخالق وأنه الممرض المداوي الشافي لعباده
وفي الدعاء للطبراني - باب الدعاء للمريض عند عيادته


المعيصفي