الأحلام وعلاقتها بالسحر والمس والعين

" تصحيح مفاهيم خاطئة "
المفهوم الخاطئ :
( الأحلام علامة ودليل على السحر أو المس أو العين)
المفهوم الصحيح:
" كل أنواع الأحلام أو الكوابيس لا علاقة بها أبدا بأمراض السحر والمس والعين ومن يجعلها من علامات السحر والمس والعين فقد عصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم"

فهذه الأحلام المزعجة والكوابيس هي من الشيطان وهي لا تضر أبدا وعلينا أن لا نذكرها أبدا لأي إنسان.
وهذا هو الهدي النبوي في مسألة رؤية المسلم لما يكره في المنام وتلاعب الشيطان به .
فقد أخرج البخاري في صحيحه هذا الحديث
صحيح البخاري - كتاب التعبير
باب إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها -
حدثنا سعيد بن الربيع ، حدثنا شعبة ، عن عبد ربه بن سعيد ، قال : سمعت أبا سلمة ، يقول : لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني ، حتى سمعت أبا قتادة ، يقول : وأنا كنت لأرى الرؤيا تمرضني ، حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " الرؤيا الحسنة من الله ، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب ، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ، ومن شر الشيطان ، وليتفل ثلاثا ، ولا يحدث بها أحدا ، فإنها لن تضره "
وأخرج مسلم في صحيحه الحديث التالي
صحيح مسلم - كتاب الرؤيا
باب لا يخبر بتلعب الشيطان به في المنام -
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو سعيد الأشج ، قالا : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي قطع ، قال : فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال : " إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه ، فلا يحدث به الناس "
هذا هو الهدى النبوي في الأحلام أن نتعوذ بالله من شرها ولا نحدث بها أحدا.
فلو كانت الأحلام من علامات السحر والمس والعين لأخبرنا بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو القائل ( قد تركتم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك )
فكل من يقول أن الاحلام علامة ولها علاقة بأمراض السحر والمس والعين فكأنه يقول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يبين لأمته أمرا غيبيا عظيما وخطيرا وهو مما تعم به البلوى وتفسد به أحوال المسلمين.
وهذا مستحيل في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد بين لأمته حتى كيف نأكل ونشرب وننام ثم لا يبين أمرا بهذه الخطورة!
المعيصفي
الثاني من محرم ١٤٤٢
٢٠٢٠/٨/٢١