إذا أراد أحدكم أن يسأل؛ فليبدأ بالمدحة والثناء على الله
3204- (إذا أراد أحدكم أن يسأل؛ فليبدأ بالمدحة والثناء على
الله بما هو أهله،ثم ليصل على النبي - صلى الله عليه وسلم -،ثم ليسأل بعد؛ فإنه أجدر أن ينجح).
موقوف في حكم المرفوع:أخرجه عبدالرزاق في"المصنف "(1/ 441/19642)،
ومن طريقه: الطبراني في "المعجم الكبير" (9/170/ 8780) عن معمر عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود عن ابن مسعود قال:... فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لانقطاعه بين أبي عبيدة وأبيه، قال الهيثمي في "المجمع " (10/155):
"رواه الطبراني، ورجاله رجال "الصحيح "؛ إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه ". قلت: فقوله (10/160):
"وهو حديث جيد"!
غير جيد للانقطاع الذي فيه، وأيضاً فأبو إسحاق- وهو السبيعي- مدلس مختلط؛ إلا إن كان يريد أنه جيد لشواهده، فهو كما قال، ولكنه لم يوضح.
فيقويه أن له طريقاً أخرى عند الترمذي (2/184/593) من طريق أبي بكر
ابن عياش عن عاصم عن زر بن حبيش عن عبدالله قال:
كنت أصلي؛ والنبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر معه، فلما جلست بدأت بالثناء
على الله، ثم الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم دعوت لنفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"سل تعطه، سل تعطه ".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح ".
قلت: إسناده حسن، وقد أخرجه أحمد (1/445) من طريق أخرى عن
زائدة: ثنا عاصم بن أبي النجود بالجملة الأخيرة منه في قصة أخرى. وكذلك رواه شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبدالله.
أخرجه أحمد (1/386 و 437)؛ وانظر "تخريج المختارة" (455) و" المشكاة" (931).
وله شاهد آخر بنحوه، تقدم برقم (2035).*من أدبه - صلى الله عليه وسلم - مع نسائه
الكتاب : السلسلة الصحيحة
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني
رد: إذا أراد أحدكم أن يسأل؛ فليبدأ بالمدحة والثناء على الله
2035 - " كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 54 :
رواه ابن مخلد في " المنتقى من أحاديثه " ( 76 / 1 ) و الأصبهاني في " الترغيب
" ( ق 171 / 2 ) عن سلام بن سليمان حدثنا قيس عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي
مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :
الأولى : الحارث ، و هو ابن عبد الله الأعور ، قال الحافظ : " كذبه الشعبي في
رأيه و رمي بالرفض ، و في حديثه ضعف " .
قلت : لكن كذبه ابن المديني مطلقا .
الثانية : أبو إسحاق السبيعي ، ثقة و لكنه على اختلاطه مدلس ، و قد عنعنه بل
ذكروا في ترجمته أنه لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث و الباقي كتاب .
الثالثة و الرابعة : قيس - و هو ابن الربيع - و سلام بن سليمان - و هو المدائني
الضرير - ضعيفان . لكن يبدو أن له طريقا أخرى ، فقد أورده السخاوي في " القول
البديع " ( ص 223 - بيروت ) من رواية البيهقي في " الشعب " و أبي القاسم التيمي
و غيرهما عن الحارث الأعور عن علي مرفوعا نحوه . و قال : " الأعور قد ضعفه
الجمهور ، و روي عن أحمد بن صالح توثيقه " .
قلت : فلم يعله بغير الأعور ، لكن ذكر له متابعا فقال : " و أخرجه الطبراني في
" الأوسط " و البيهقي في " الشعب " من رواية الحارث و عاصم بن ضمرة عن علي .
و رواه الطبراني أيضا و الهروي في " ذم الكلام " له ، و أبو الشيخ و الديلمي من
طريقه ، و البيهقي أيضا في " الشعب " كلهم موقوفا باختصار : " كل دعاء محجوب
حتى يصلى على محمد و آل محمد صلى الله عليه وسلم " . و الموقوف أشبه " . و قال
الهيثمي في هذا الموقف ( 10 / 160 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " ، و رجاله
ثقات " .
قلت : و هو في حكم المرفوع لأن مثله لا يقال من قبل الرأي كما قال السخاوي ( ص
223 ) ، و حكاه عن أئمة الحديث و الأصول . و قد وجدت له شاهدا بلفظ : " الدعاء
محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم " . أخرجه ابن حبان في ترجمة
" إبراهيم بن إسحاق الواسطي " من " الضعفاء " له يسنده عن ثور بن يزيد عن خالد
ابن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعا . و قال فيه : " يروي عن ثور ما لا يتابع عليه
و عن غيره من الثقات المقلوبات ، على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به " .
و أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 87 ) فلم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و له
شاهد آخر ، فقال ابن القيم في " في جلاء الأفهام " ( ص 261 ) : " و قال أحمد بن
علي بن شعيب ( هو النسائي الإمام ) : حدثنا محمد بن حفص حدثنا الجراح بن مليح
( الأصل : يحيى ) : حدثني عمر ( الأصل : عمرو ) بن عمرو قال : سمعت عبد الله بن
بسر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدعاء كله محجوب حتى يكون
أوله ثناء على الله عز وجل ، و صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يدعو
فيستجاب لدعائه " . و عمر بن عمرو هذا هو الأحموسي له عن عبد الله بن بسر
حديثان هذا أحدهما " .
قلت : قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 127 ) : " شامي ، أبو حفص ، أدرك عبد الله بن
بسر ... قال أبي : لا بأس به ، صالح الحديث ، هو من ثقات الحمصيين " . و الجراح
ابن مليح هو البهراني ، شامي حمصي ، روى عن جمع منهم الأحموسي هذا كما في
" الجرح و التعديل " ( 1 / 1 / 524 ) ، و قال عن أبيه : " صالح الحديث " .
و محمد بن حفص الظاهر أنه الوصابي الحمصي أبو عبيد روى عن محمد بن حمير و غيره
، قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 237 ) : " أدركته ، و أردت قصده و السماع منه ،
فقال لي بعض أهل حمص : ليس بصدوق ، و لم يدرك محمد بن حمير ، فتركته " . و قال
ابن منده : " ضعيف " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و قال : " يغرب " .
و الحديث رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من حديث أنس كما في " القول البديع
" ( ص 222 ) و لم يتكلم على إسناده بشيء . و قد جزم المناوي بضعفه ، فقال :
" فيه محمد بن عبد العزيز الدينوري ، قال الذهبي في " الضعفاء " : منكر الحديث
" . و جزم بأن رواية الطبراني المتقدمة جيدة الإسناد .
و خلاصة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق و الشواهد لا ينزل عن مرتبة الحسن إن
شاء الله تعالى على أقل الأحوال . ثم وقفت على إسناده عند الطبراني في " الأوسط
" ( 4 / 448 - مصورة الجامعة الإسلامية ) ، فإذا هو من طريق عامر بن يسار حدثنا
عبد الكريم الجزري عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث و عاصم بن ضمرة عن علي
موقوفا .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات كما تقدم عن الهيثمي ، لكن أبو إسحاق - و هو
السبيعي - مدلس و كان اختلط إلا أن ذلك لا يضر في الشواهد . و الله أعلم .
و من شواهده ما أخرجه الترمذي ( 1 / 97 ) عن أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب
عن عمر قال : " إن الدعاء موقوف بين السماء و الأرض ، لا يصعد منه شيء حتى تصلي
على نبيك صلى الله عليه وسلم " . و أبو قرة مجهول .