يا أيها الناس إن أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها..

فعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس إن أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم علي صلاة في دار الدنيا.
ماصحة هذا الحديث؟

خرجه ابن منده في أماليه [20]، ومن طريقه أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب [١٦٦٧]، والسبكي في الطبقات الشافعية الكبرى [1 : 127]، فقال:
أخبرنا محمد بن عمر بن جميل أبو الأحرز الطوسي، بها أنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق البصري، قال:
حدثتنا حكامة بنت عثمان بن دينار، حدثني أبي عثمان، عن أخيه مالك بن دينار، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا أيها الناس إن أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم علي في دار الدنيا صلاة، قد كان في الله وفي ملائكته كفاية، إن الله قال:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. خص بذلك المؤمنين ليثيبهم عليه ". اهـ.
قال السبكي: "لَيْسَ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ". اهـ.
وخرجه الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث [1 : 99]، ومن طريقه ابن بشكوال فيما عزاه إليه السخاوي، فقال:
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْبَرَاثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى التَّمَّارُ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْجَحِيمِ، به.
وخرجه الأصبهاني في الترغيب [1687]، من طريق علي بن موسى الحافظ إملاءً، ثنا عبد الله بن محمد بن أبي سعيد، به.
وخرجه الديلمي كما في الغرائب الملتقطة [٣٠٤٦]، فقال: أخبرنا عبدوس إجازةً عن أبي بكر بن لال،
أخبرنا أبو سهل حامد بن عبد الله الحُلْوَاني، أخبرنا أبو بكر إبراهيم بن محمد بن إسحاق حدثتنا حَكّامة بنت عثمان بن دينار، به.
قال السخاوي في القول البديع (127) : "سنده ضعيف جداً". اهـ، كذا قال ابن حجر الهيتمي في الدر المنضود (169) ويشبه أنه نقل عنه.
قال الذهبي في ميزان الاعتدال [5502] في ترجمة عثمان بن دينار: "لا شئ، والخبر كذب بين". اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان [2681]: وقد رأيت في ترجمة عثمان بن دينار في ثقات ابن حبان حكامة لا شيء.
وقال العقيلي: في ترجمة والدها عثمان بن دينار وهو أخو مالك بن دينار أحاديث حكامة تشبه أحاديث القصاص وليس لها أصل". اهـ.
وقال عنها المعلمي "الفوائد" (ص 242): "ليست بشيء". اهـ.
والله أعلم.

جزاكم الله خيرا.