أيها طبيب داوى مسلما يريد به وجه الله لم يأخذ عليه أجرا فصلح على يديه

وعن أنس بن مالك أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قال: " أيها طبيب داوى مسلما يريد به وجه الله لم يأخذ عليه أجرا فصلح على يديه كتب الله إذا نقل أجره إلى يوم القيامة ومن أخذ عليه أجرا فهو حظه في الدنيا والآخرة.
ماصحة هذا الحديث؟

لعله مروي بالمعنى فيما خرجه أحمد وغيره في مسنده [13392]، فقال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهَبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَارِثَةَ الْأَنْصَارِيِّ ، أَنِّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
" مَا مِنْ رَجُلٍ يُنْعِشُ لِسَانَهُ حَقًّا يُعْمَلُ بِهِ بَعْدَهُ، إِلَّا أَجْرَى اللَّهُ عَلَيْهِ أَجْرَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ وَفَّاهُ اللَّهُ ثَوَابَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". اهـ.
وهذا حديث مختلف في صحته، صححه الأرناؤوط لغيره وجوده ابن الوزير.
وإليه مال المنذري في الترغيب والترهيب (١‏/٩٥)، فقال: "إسناده فيه نظر لكن الأصول تعضده". اهـ.
وحكم عليه أبو حاتم الرازي بالانقطاع كما سيأتي.
وأعله الهيثمي بقوله: " رواه أحمد وفيه (عبيد الله بن عبد الله بن موهب) قال أحمد: لا يعرف،
قلت أي الهيثمي القائل: "وشيخ ابن موهب مالك بن خالد بن حارثة الأنصاري لم أر من ترجمه". أهـ. المجمع.
قلتُ عبد الرحمن: ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازي [962]، فقال:
مالك بن ابى الرجال وهو اخو حارثة بن ابى الرجال وعبد الرحمن ابن ابى الرجال، وكانوا ثلاثة اخوة،
واسم أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، روى عن انس بن مالك مرسلا وعن ابيه عن عمرة،
روى عنه عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب والوليد بن مسلم سمعت أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن قال سألت أبى عن مالك بن ابى الرجال فقال: "هو أحسن حالا من اخويه حارثة وعبد الرحمن". اهـ.
والأحاديث التي فيه أجور تجري قد نظمها السيوطي في شرحه على مسلم (4/228)، فقال:
إِذا مَاتَ بن آدم لَيْسَ يجْرِي عَلَيْهِ من فعال غير عشر
عُلُوم بثها وَدُعَاء نجل وغرس النّخل وَالصَّدقَات تجْرِي
وراثة مصحف ورباط ثغر وحفر الْبِئْر أَو إِجْرَاء نهر
وَبَيت للغريب بناه يأوي إِلَيْهِ أَو بِنَاء مَحل ذكر
وَتَعْلِيم لقرآن كريم فَخذهَا من أَحَادِيث بحصر
انتهى.
والله أعلم.
والله أعلم.

جزاكم الله خيراً.