رد: عقيدة ابن حجر العسقلانى
وقال: "قال ابن بطال: أجمعت الأمة على أن الله تعالى لا يجوز أن يوصف بأنه شخص؛ لأن التوقيف لم يرد به"اهـ (الفتح 13/400)
وقال: "ثم قال ابن فورك: وإنما منعنا من إطلاق لفظ الشخص؛ أمور: أحدها .. انتهى. وطعن الخطابي ومن تبعه؛ في السند؛ مبني على تفرد عبيدالله بن عمرو به، وليس كذلك كما تقدم، وكلامه ظاهر في أنه لم يراجع صحيح مسلم، ولا غيره من الكتب التي وقع فيها هذا اللفظ من غير رواية عبيدالله بن عمرو. ورد الروايات الصحيحة، والطعن في أئمة الحديث الضابطين؛ مع إمكان توجيه ما رووا؛ من الأمور التي أقدم عليها كثير من غير أهل الحديث .. ومن ثم قال الكرماني: لا حاجة لتخطئة الرواة الثقات؛ بل حكم هذا حكم سائر المتشابهات؛ إما التفويض، وإما التأويل"اهـ (الفتح 13/401)
وقال: "تنبيه: لم يفصح المصنف بإطلاق الشخص على الله؛ بل أورد ذلك على طريق الاحتمال"اهـ (الفتح 13/402)
وقال: "معنى (لا ينظر إليهم) يعرض عنهم، ومعنى نظره لعباده: رحمته لهم، ولطفه بهم"اهـ (الفتح 13/203)
وقال: "وقال ابن الصلاح: هو حي عند جمهور العلماء، والعامة معهم في ذلك، وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين. وتبعه النووي وزاد: أن ذلك متفق عليه بين الصوفية وأهل الصلاح، وحكاياتهم في رؤيته, والاجتماع به؛ أكثر من أن تحصر. انتهى"اهـ (الفتح 6/434)
وقال: "والقول في الخضر إن كان حياً؛ كالقول في عيسى، والله أعلم"اهـ (الفتح 2/75)
وقال: "وقال ابن رشيد: يحتمل أن يكون أراد بالترجمة الاستدلال بطريق الأولى؛ لأنهم إذا كانوا يسألون الله به فيسقيهم؛ فأحرى أن يقدموه للسؤال. انتهى، وهو حسن"اهـ (الفتح 2/495)
وقال: "ويستفاد من قصة العباس: استحباب الاستشفاع بأهل الخير، والصلاح، وأهل بيت النبوة"اهـ (الفتح 2/497)
وقال: "وروى بن أبي شيبة بإسناد صحيح؛ من رواية أبي صالح السمان؛ عن مالك الداري، وكان خازن عمر؛ قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر؛ فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا. فأتى الرجل في المنام؛ فقيل له: ائت عمر. الحديث. وقد روى سيف في الفتوح؛ أن الذي رأى المنام المذكور؛ هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة. وظهر بهذا كله مناسبة الترجمة لأصل هذه القصة أيضاً"اهـ (الفتح 2/495-496)
وقال: "وقال البيضاوي: لما كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور الأنبياء تعظيماً لشأنهم، ويجعلونها قبلة يتوجهون في الصلاة نحوها، واتخذوها أوثاناً؛ لعنهم ومنع المسلمين عن مثل ذلك؛ فأما من اتخذ مسجداً في جوار صالح، وقصد التبرك بالقرب منه؛ لا التعظيم له، ولا التوجه نحوه؛ فلا يدخل في ذلك الوعيد"اهـ (الفتح 1/525)
وقال: "قال بعض المحققين: قوله (إلا إلى ثلاثة مساجد) المستثنى منه محذوف؛ فإما أن يقدر عاماً؛ فيصير: لا تشد الرحال إلى مكان في أي أمر كان إلا إلى الثلاثة، أو أخص من ذلك. لا سبيل إلى الأول لإفضائه إلى سد باب السفر للتجارة وصلة الرحم وطلب العلم وغيرها؛ فتعين الثاني. والأولى أن يقدر ما هو أكثر مناسبة، وهو: لا تشد الرحال إلى مسجد للصلاة فيه إلا إلى الثلاثة؛ فيبطل بذلك قول من منع شد الرحال إلى زيارة القبر الشريف وغيره من قبور الصالحين"اهـ (الفتح 3/66)
وقال: "واختلف في شد الرحال إلى غيرها؛ كالذهاب إلى زيارة الصالحين أحياء وأمواتاً، وإلى المواضع الفاضلة لقصد التبرك بها، والصلاة فيها"اهـ (الفتح 3/65)
وقال: "وفيه طهارة النخامة والشعر المنفصل والتبرك بفضلات الصالحين الطاهرة"اهـ (الفتح 5/341)
وقال: "فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين"اهـ (الفتح 1/569)
وقال: "وهو أصل في التبرك بآثار الصالحين"اهـ (الفتح 3/129-130)
وقال: "وفيه استعمال آثار الصالحين ولباس ملابسهم على جهة التبرك، والتيمن بها"اهـ (الفتح 10/330)
وقال: "وفي الحديث: التبرك بالرجل الصالح، وسائر أعضائه، وخصوصاً اليد اليمنى"اهـ (الفتح 10/198)
وقال: "وفي هذه الأحاديث: جواز تقبيل الميت تعظيماً، وتبركاً"اهـ (الفتح 3/115)
وقال: "ويستفاد منه: أن من دعي من الصالحين ليتبرك به؛ أنه يجيب إذا أمن الفتنة"اهـ (الفتح 1/522)
وقال: "وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم؛ جواز استحضار ذوي الفضل للمحتضر؛ لرجاء بركتهم، ودعائهم"اهـ (الفتح 3/158)
وقال: "ويؤخذ منه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين؛ تبركاً بهم"اهـ (الفتح 6/353)
وقال: "لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم، والصلاة في مسجده، والتبرك بمشاهدة آثاره، وآثار أصحابه"اهـ (الفتح 4/94)
وقال: "والحاصل: أنهم الزموا ابن تيمية بتحريم شد الرحل إلى زيارة قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنكرنا صورة ذلك، وفي شرح ذلك من الطرفين طول، وهي من أبشع المسائل المنقولة عن ابن تيمية"اهـ (الفتح 3/66)
وقال: "افترق الناس فيه - أي ابن تيمية - شيعاً؛ فمنهم من نسبه إلى التجسيم؛ لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك؛ كقوله: إن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله، وأنه مستو على العرش بذاته .."اهـ (الدرر الكامنة 1/180-181)
وقال: "وتعصب سلار لابن تيمية، وأحضر القضاة الثلاثة: الشافعي والمالكي والحنفي، وتكلم معهم في إخراجه؛ فاتفقوا على أنهم يشترطون فيه شروطاً، وأن يرجع عن بعض العقيدة؛ فأرسلوا إليه مرات فامتنع من الحضور إليهم، واستمر ولم يزل ابن تيمية في الجب إلى أن شفع فيه مهنا أمير آل فضل؛ فأخرج في ربيع الأول في الثالث وعشرين منه، وأحضر إلى القلعة، ووقع البحث مع بعض الفقهاء؛ فكتب عليه محضر بأنه قال: أنا أشعري. ثم وجد خطه بما نصه: (الذي اعتقد أن القرآن معنى قائم بذات الله، وهو صفة من صفات ذاته القديمة، وهو غير مخلوق، وليس بحرف ولا صوت، وأن قوله: {الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى}؛ ليس على ظاهره، ولا أعلم كنه المراد به؛ بل لا يعلمه إلا الله، والقول في النزول كالقول في الاستواء. وكتبه أحمد بن تيمية. ثم أشهدوا عليه أنه تاب مما ينافي ذلك مختاراً، وذلك في خامس عشر ربيع الأول سنة 707 وشهد عليه بذلك جمع جم من العلماء وغيرهم، وسكن الحال، وأفرج عنه، وسكن القاهرة؛ ثم اجتمع جمع من الصوفية عند تاج الدين بن عطاء؛ فطلعوا في العشر الأوسط من شوال إلى القلعة، وشكوا من ابن تيمية؛ أنه يتكلم في حق مشايخ الطريق، وأنه قال: لا يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ فاقتضى الحال أن أمر بتسييره إلى الشام .. "اهـ (الدرر الكامنة 1/172-173)
وقال: "وكان لتعصبه لمذهب الحنابلة يقع في الأشاعرة؛ حتى أنه سب الغزالي"اهـ (الدرر الكامنة 1/179)
وقال: "قوله: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا) استدل به من أثبت الجهة، وقال: هي جهة العلو. وأنكر ذلك الجمهور؛ لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز؛ تعالى الله عن ذلك، وقد اختلف في معنى النزول على أقوال؛ فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته، وهم المشبهة تعالى الله عن قولهم"اهـ (الفتح 3/30)
وقال: "وأما نسبة الإتيان إلى الله تعالى؛ فقيل: هو عبارة عن رؤيتهم إياه؛ لأن العادة أن كل من غاب عن غيره لا يمكن رؤيته إلا بالمجيء إليه؛ فعبر عن الرؤية بالإتيان مجازاً"اهـ (الفتح 11/450)
وقال: "وقيل: الإتيان فعل من أفعال الله تعالى يجب الإيمان به مع تنزيهه سبحانه وتعالى عن سمات الحدوث، وقيل: فيه حذف تقديره (يأتيهم بعض ملائكة الله) ورجحه عياض؛ قال: ولعل هذا الملك جاءهم في صورة أنكروها لما رأوا فيها من سمة الحدوث الظاهرة على الملك؛ لأنه مخلوق. قال: ويحتمل وجهاً رابعاً، وهو أن المعنى: يأتيهم الله بصورة؛ أي بصفة تظهر لهم من الصور المخلوقة التي لا تشبه صفة الإله ليختبرهم بذلك؛ فإذا قال لهم هذا الملك: أنا ربكم، ورأوا عليه من علامة المخلوقين ما يعلمون به أنه ليس ربهم؛ استعاذوا منه لذلك. انتهى. وقد وقع في رواية العلاء بن عبدالرحمن المشار إليها (فيطلع عليهم رب العالمين) وهو يقوي الاحتمال الأول. قال: وأما قوله بعد ذلك (فيأتيهم الله في صورته التي يعرفونها) فالمراد بذلك الصفة، والمعنى: فيتجلى الله لهم بالصفة التي يعلمونه بها، وإنما عرفوه بالصفة وإن لم تكن تقدمت لهم رؤيته؛ لأنهم يرون حينئذ شيئاً لا يشبه المخلوقين، وقد علموا أنه لا يشبه شيئاً من مخلوقاته؛ فيعلمون أنه ربهم؛ فيقولون: أنت ربنا. وعبر عن الصفة بالصورة؛ لمجانسة الكلام لتقدم ذكر الصورة"اهـ (الفتح 11/450)
ونقل عن ابن فورك؛ قوله: "يحتمل أن يكون المراد بالإصبع؛ إصبع بعض المخلوقات، وما ورد في بعض طرقه (أصابع الرحمن)؛ يدل على القدرة، والملك"اهـ (الفتح 8/551)
وقال: "وقال الخطابي: لم يقع ذكر الإصبع في القرآن، ولا في حديث مقطوع به. وقد تقرر أن اليد ليست بجارحة حتى يتوهم من ثبوتها ثبوت الأصابع؛ بل هو توقيف أطلقه الشارع؛ فلا يكيف ولا يشبه، ولعل ذكر الأصابع من تخليط اليهودي؛ فإن اليهود مشبهة، وفيما يدعونه من التوراة ألفاظ تدخل في باب التشبيه، ولا تدخل في مذاهب المسلمين، وأما ضحكه صلى الله عليه وسلم من قول الحبر؛ فيحتمل الرضا والإنكار، وأما قول الراوي (تصديقاً له) فظن منه، وحسبان"اهـ (الفتح 13/398)
وقال: "وقال القرطبي في المفهم: قوله: (إن الله يمسك) إلى آخر الحديث؛ هذا كله قول اليهودي، وهم يعتقدون التجسيم، وأن الله شخص ذو جوارح كما يعتقده غلاة المشبهة من هذه الأمة. وضحك النبي صلى الله عليه وسلم؛ إنما هو للتعجب من جهل اليهودي، ولهذا قرأ عند ذلك: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}؛ أي: ما عرفوه حق معرفته، ولا عظموه حق تعظيمه. فهذه الرواية هي الصحيحة المحققة، وأما من زاد (وتصديقاً له) فليست بشيء؛ فإنها من قول الراوي، وهي باطلة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يصدق المحال،
وهذه الأوصاف في حق الله محال؛ إذ لو كان ذا يد وأصابع وجوارح كان كواحد منا؛ فكان يجب له من الافتقار والحدوث والنقص والعجز ما يجب لنا، ولو كان كذلك لاستحال أن يكون إلهاً؛ إذ لو جازت الإلهية لمن هذه صفته لصحت للدجال وهو محال؛ فالمفضي إليه كذب؛ فقول اليهودي كذب ومحال، ولذلك أنزل الله في الرد عليه {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}، وإنما تعجب النبي صلى الله عليه وسلم من جهله؛ فظن الراوي أن ذلك التعجب تصديق، وليس كذلك. فإن قيل: قد صح حديث (إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن) فالجواب: أنه إذا جاءنا مثل هذا في الكلام الصادق؛ تأولناه، أو توقفنا فيه إلى أن يتبين وجهه؛ مع القطع باستحالة ظاهره"اهـ (الفتح 13/398)
ونقل عن الكرماني؛ قوله: "النزول محال على الله؛ لأن حقيقته الحركة من جهة العلو إلى السفل، وقد دلت البراهين القاطعة على تنزيهه على ذلك؛ فليتأول ذلك بأن المراد: نزول ملك الرحمة ونحوه، أو يفوض مع اعتقاد التنزيه"اهـ (الفتح 11/129)
وقال: "قوله: (فيسبق عليه الكتاب) وفيه من البحث ما تقدم في الذي قبله. ونقل ابن التين عن الداودي؛ أنه قال: في هذا الحديث رد على من قال: إن الله لم يزل متكلماً بجميع كلامه؛ لقوله: (فيؤمر بأربع كلمات) لأن الأمر بالكلمات إنما يقع عند التخليق، وكذا قوله: (ثم ينفخ فيه الروح)، وهو إنما يقع بقوله (كن) وهو من كلامه سبحانه. قال:
ويرد قول من قال: إنه لو شاء لعذب أهل الطاعة. ووجه الرد؛ أنه ليس من صفة الحكيم أن يتبدل علمه، وقد علم في الأزل من يرحم، ومن يعذب. وتعقبه ابن التين بأنهما كلام أهل السنة، ولم يحتج لهم. ووجه الرد على ما ادعاه الداودي: أما الأول؛ فالآمر إنما هو الملك، ويحمل على أنه يتلقاه من اللوح المحفوظ، وأما الثاني؛ فالمراد لو قدر ذلك في الأزل لوقع. فلا يلزم ما قال"اهـ (الفتح 13/441)
ونقل عن ابن بطال؛ قوله: "وفي الحديث: إثبات اليمين صفة لله تعالى من صفات ذاته، وليست جارحة؛ خلافاً للمجسمة"اهـ (الفتح 13/368)
ونقل عن المهلب؛ قوله: "معاذ الله أن يكون لله جارحة"اهـ (الفتح 3/463)
وقال: "قال ابن أبي جمرة: الوصل من الله؛ كناية عن عظيم إحسانه، وإنما خاطب الناس بما يفهمون، ولما كان أعظم ما يعطيه المحبوب لمحبه الوصال، وهو القرب منه، وإسعافه بما يريد، ومساعدته على ما يرضيه، وكانت حقيقة ذلك مستحيلة في حق الله تعالى؛ عرف أن ذلك كناية عن عظيم إحسانه لعبده. قال: وكذا القول في القطع؛ هو كناية عن حرمان الإحسان"اهـ (الفتح 10/418)
وقال: "والمراد باليد هنا: القدرة"اهـ (الفتح 1/352)
وقال: "قال ابن بطال: غرض البخاري الفرق بين وصف كلام الله تعالى بأنه مخلوق، وبين وصفه بأنه محدث؛ فأحال وصفه بالخلق، وأجاز وصفه بالحدث اعتماداً على الآية، وهذا قول بعض المعتزلة وأهل الظاهر، وهو خطأ؛ لأن الذكر الموصوف في الآية بالإحداث؛ ليس هو نفس كلامه تعالى؛ لقيام الدليل على أن محدثاً ومنشأً ومخترعاً ومخلوقاً؛ ألفاظ مترادفة على معنى واحد؛
فإذا لم يجز وصف كلامه القائم بذاته تعالى؛ بأنه مخلوق؛ لم يجز وصفه بأنه محدث، وإذا كان كذلك؛ فالذكر الموصوف في الآية بأنه محدث؛ هو الرسول لأن الله تعالى قد سماه في قوله تعالى: }قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا رَسُولًا{؛ فيكون المعنى: ما يأتيهم من رسول محدث. ويحتمل أن يكون المراد بالذكر هنا؛ وعظ الرسول إياهم، وتحذيره من المعاصي؛ فسماه ذكراً، وأضافه إليه؛ إذ هو فاعله، ومقدر رسوله على اكتسابه. وقال بعضهم في هذه الآية؛ أن مرجع الأحداث إلى الإتيان؛ لا إلى الذكر القديم؛ لأن نزول القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شيئاً بعد شيء؛ فكان نزوله يحدث حيناً بعد حين؛ كما أن العالم يعلم ما لا يعلمه الجاهل؛ فإذا علمه
الجاهل حدث عنده العلم، ولم يكن إحداثه عند التعلم إحداث عين المعلم. قلت: والاحتمال الأخير أقرب إلى مراد البخاري؛ لما قدمت قبل أن مبنى هذه التراجم عنده على إثبات أن أفعال العباد مخلوقة، ومراده هنا: الحدث بالنسبة للإنزال، وبذلك جزم ابن المنير، ومن تبعه "اهـ (الفتح 13/497)
وقال: "وقال ابن المنير: قيل: ويحتمل أن يكون مراده؛ حمل لفظ (محدث) على الحديث؛ فمعنى ذكر (محدث) أي: متحدث به"اهـ (الفتح 13/497)
وقال: "قال ابن التين أيضاً: هذا من الداودي عظيم؛ لأنه يلزم منه أن يكون الله تعالى متكلماً بكلام حادث؛ فتحل فيه الحوادث؛ تعالى الله عن ذلك. وإنما المراد بـ (أنزل): أن الإنزال هو المحدث؛ ليس أن الكلام القديم نزل الآن. انتهى. وهذا مراد البخاري"اهـ (الفتح 12/498)
وقال: "وما استعظمه من كلام الداودي؛ هو بحسب ما تخيله، وإلا فالذي يظهر: أن مراد الداودي؛ أن القرآن هو الكلام القديم الذي هو من صفات الله تعالى، وهو غير محدث، وإنما يطلق الحدث بالنسبة إلى إنزاله إلى المكلفين"اهـ (الفتح 13/398)
وقال: "والمراد بالمناجاة من قبل العبد: حقيقة النجوى، ومن قبل الرب: لازم ذلك؛ فيكون مجازاً. والمعنى: إقباله عليه بالرحمة، والرضوان"اهـ (الفتح 1/508)
وقال: "واختلف في الضمير على من يعود؛ فالأكثر على أنه يعود على المضروب؛ لما تقدم من الأمر بإكرام وجهه، ولولا أن المراد التعليل بذلك؛ لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها"اهـ (الفتح 5/183)
وقال: "وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد، وأحمد؛ من طريق بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعاً: (لا تقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته) وهو ظاهر في عود الضمير على المقول له ذلك"اهـ (الفتح 5/183)
وقال: "وهذه الرواية تؤيد قول من قال: إن الضمير لآدم، والمعنى: أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها"اهـ (الفتح 6/366)
وقال: "واختلف المعربون في (لا) فقيل: زائدة. وإلى هذا يشير كلام أبي عبيدة، وتعقب بأنها لا تزاد إلا في أثناء الكلام. وأجيب: بأن القرآن كله كالكلام الواحد"اهـ (الفتح 8/383)
وقال: "قوله: (خلق الله آدم على صورته) تقدم بيانه في بدء الخلق، واختلف إلى ماذا يعود الضمير؟ فقيل: إلى آدم؛ أي خلقه على صورته التي استمر عليها إلى أن أهبط وإلى أن مات؛ دفعاً لتوهم من يظن أنه لما كان في الجنة كان على صفة أخرى، أو ابتدأ خلقه كما وجد؛ لم ينتقل في النشأة كما ينتقل ولده من حالة إلى حالة. وقيل: للرد على الدهرية؛ أنه لم يكن إنسان إلا من نطفة، ولا تكون نطفة إنسان إلا من إنسان، ولا أول لذلك؛ فبين أنه خلق من أول الأمر على هذه الصورة. وقيل: للرد على الطبائعيين الزاعمين أن الإنسان قد يكون من فعل الطبع وتأثيره. وقيل: للرد على القدرية الزاعمين أن الإنسان يخلق فعل نفسه. وقيل: إن لهذا الحديث سبباً حذف من هذه الرواية، وأن أوله قصة الذي ضرب عبده؛ فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال له: إن الله خلق آدم على صورته. وقد تقدم بيان ذلك في كتاب العتق. وقيل: الضمير لله، وتمسك قائل ذلك بما ورد في بعض طرقه (على صورة الرحمن) والمراد بالصورة: الصفة، والمعنى أن الله خلقه على صفته من العلم والحياة والسمع والبصر، وغير ذلك"اهـ (الفتح 11/3)
وقال: "وقوله فيه: (فيأتيهم الله في صورة) استدل ابن قتيبة بذكر الصورة على أن لله صورة لا كالصور؛ كما ثبت أنه شيء لا كالأشياء. وتعقبوه. وقال ابن بطال: تمسك به المجسمة؛ فأثبتوا لله صورة، ولا حجة لهم فيه؛ لاحتمال أن يكون بمعنى العلامة وضعها الله لهم دليلاً على معرفته؛ كما يسمى الدليل والعلامة: صورة، وكما تقول: صورة حديثك كذا، وصورة الأمر كذا، والحديث والأمر لا صورة لهما حقيقة. وأجاز غيره أن المراد بالصورة: الصفة، وإليه ميل البيهقي. ونقل ابن التين أن معناه: صورة الاعتقاد. وأجاز الخطابي أن يكون الكلام خرج على وجه المشاكلة"اهـ (الفتح 13/427)
وقال: "وقال غيره: دلت الآية على أن المراد بالترجمة: الذات المقدسة، ولو كانت صفة من صفات الفعل لشملها الهلاك كما شمل غيرها من الصفات"اهـ (الفتح 13/389)
وقال: "وقال الكرماني: قيل: المراد بالوجه في الآية والحديث: الذات، أو الوجود، أو لفظه زائد، أو الوجه الذي لا كالوجوه؛ لاستحالة حمله على العضو المعروف؛ فتعين التأويل، أو التفويض. وقال البيهقي: تكرر ذكر الوجه في القرآن والسنة الصحيحة، وهو في بعضها: صفة ذات .. وفي بعضها بمعنى: من أجل .. وفي بعضها بمعنى: الرضا .. وليس المراد الجارحة جزماً"اهـ (الفتح 13/389)
وقال: "قوله: (وقوله تعالى: }تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا{؛ أي بعلمنا .. قال الراغب: العين: الجارحة، ويقال للحافظ للشيء المراعي له: عين. ومنه: فلان بعيني؛ أي أحفظه. ومنه قوله تعالى: }وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا{؛ أي: نحن نراك ونحفظك. ومثله: }تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا{؛ وقوله: }وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي{؛ أي: بحفظي. قال: وتستعار العين لمعان أخرى كثيرة. وقال ابن بطال: احتجت المجسمة بهذا الحديث، وقالوا في قوله: (وأشار بيده إلى عينه) دلالة على أن عينه كسائر الأعين. وتعقب باستحالة الجسمية عليه؛ لأن الجسم حادث وهو قديم؛ فدل على أن المراد نفي النقص عنه"اهـ (الفتح 13/389-390)
وقال: "والمراد بالوجه: الذات، والعرب تعبر بالأشرف عن الجملة، ويحتمل أن يراد بالوجه: ما يعمل لأجل الله، أو الجاه"اهـ (الفتح 8/505)
وقال: "قال ابن بطال: معنى قولها (وسع) أدرك؛ لأن الذي وصف بالاتساع يصح وصفه بالضيق، وذلك من صفات الأجسام؛ فيجب صرف قولها عن ظاهره. والحديث ما يقتضي التصريح بأن له سمعاً، وكذا جاء ذكر البصر في الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي موسى مرفوعاً (حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره)"اهـ (الفتح 13/374)
وقال: "وقال الكرماني: المقصود من هؤلاء الأحاديث: إثبات صفتي السمع والبصر، وهما صفتان قديمتان من الصفات الذاتية، وعند حدوث المسموع والمبصر يقع التعلق. وأما المعتزلة؛ فقالوا: إنه سميع يسمع كل مسموع وبصير يبصر كل مبصر؛ فادعوا أنهما صفتان حادثتان، وظواهر الآيات والأحاديث ترد عليهم"اهـ (الفتح 13/375)
وقال: "قوله في حديث ابن عباس: (يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب) أي: من اليهود والنصارى. قوله: (وكتابكم) أي: القرآن. قوله: (أحدث الأخبار بالله) أي: أقربها نزولاً إليكم من عند الله عز وجل؛ فالحديث بالنسبة إلى المنزول إليهم، وهو في نفسه قديم"اهـ (الفتح 5/202)
وقال: "والمراد بالقبول في حديث الباب: قبول القلوب له بالمحبة، والميل إليه، والرضا عنه"اهـ (الفتح 10/462)
وقال: "قوله: (يضحك الله إلى رجلين) في رواية النسائي من طريق بن عيينة عن أبي الزناد؛ أن الله يعجب من رجلين. قال الخطابي: الضحك الذي يعتري البشر عندما يستخفهم الفرح أو الطرب غير جائز على الله تعالى،
وإنما هذا مثل ضرب لهذا الصنيع الذي يحل محل الإعجاب عند البشر؛ فإذا رأوه أضحكهم، ومعناه: الإخبار عن رضا الله بفعل أحدهما، وقبوله للآخر، ومجازاتهما على صنيعهما بالجنة؛ مع اختلاف حاليهما. قال: وقد تأول البخاري الضحك في موضع آخر على معنى الرحمة، وهو قريب، وتأويله على معنى الرضا أقرب؛ فإن الضحك يدل على الرضا والقبول. قال: والكرام يوصفون عند ما يسألهم السائل بالبشر وحسن اللقاء؛ فيكون المعنى في قوله (يضحك الله) أي يجزل العطاء. قال: وقد يكون معنى ذلك: أن يعجب الله ملائكته ويضحكهم من صنيعهما، وهذا يتخرج على المجاز، ومثله في الكلام يكثر .. قلت: ويدل على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا؛ تعديته بـ (إلى) تقول: ضحك فلان إلى فلان؛ إذا توجه إليه طلق الوجه مظهراً للرضا عنه"اهـ (الفتح 6/40)
رد: عقيدة ابن حجر العسقلانى
وقال: "قوله: (فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب) حمله بعض الأئمة على مجاز الحذف؛ أي يأمر من ينادي. واستبعده بعض من أثبت الصوت؛ بأن في قوله: (يسمعه من بعد) إشارة إلى أنه ليس من المخلوقات؛ لأنه لم يعهد مثل هذا فيهم، وبأن الملائكة إذا سمعوه صعقوا؛ كما سيأتي في الكلام على الحديث الذي بعده، وإذا سمع بعضهم بعضاً لم يصعقوا؛ قال: فعلى هذا؛ فصوته صفة من صفات ذاته لا تشبه صوت غيره إذ ليس يوجد شيء من صفاته من صفات المخلوقين؛ هكذا قرره المصنف في كتاب خلق أفعال العباد. وقال غيره: معنى (يناديهم) يقول، وقوله بصوت؛ أي مخلوق غير قائم بذاته، والحكمة في كونه خارقاً لعادة الأصوات المخلوقة المعتادة التي يظهر التفاوت في سماعها بين البعيد والقريب؛ هي أن يعلم أن المسموع كلام الله؛ كما أن موسى لما كلمه الله؛ كان يسمعه من جميع الجهات. وقال البيهقي: الكلام ما ينطق به المتكلم وهو مستقر في نفسه؛ كما جاء في حديث عمر يعني في قصة السقيفة، وقد تقدم سياقه في كتاب الحدود، وفيه: وكنت زورت في نفسي مقالة، وفي رواية: هيأت في نفسي كلاماً. قال: فسماه كلاماً قبل التكلم به. قال: فإن كان المتكلم ذا مخارج؛ سمع كلامه ذا حروف وأصوات، وإن كان غير ذي مخارج؛ فهو بخلاف ذلك، والباري عز وجل ليس بذي مخارج؛ فلا يكون كلامه بحروف وأصوات؛ فإذا فهمه السامع تلاه بحروف، وأصوات"اهـ (الفتح 13/457-458)
ونقل عن البيهقي قوله: (اختلف الحفاظ في الاحتجاج بروايات ابن عقيل لسوء حفظه، ولم يثبت لفظ الصوت في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم غير حديثه؛ فإن كان ثابتاً فإنه يرجع إلى غيره؛ كما في حديث ابن مسعود يعني الذي قبله، وفي حديث أبي هريرة؛ يعني الذي بعده؛ أن الملائكة يسمعون عند حصول الوحي صوتاً؛ فيحتمل أن يكون الصوت للسماء، أو للملك الآتي بالوحي، أو لأجنحة الملائكة، وإذا احتمل ذلك لم يكن نصاً في المسألة. وأشار في موضع آخر أن الراوي أراد: فينادي نداء؛ فعبر عنه بقوله: بصوت) ثم قال: وهذا حاصل كلام من ينفي الصوت من الأئمة، ويلزم منه أن الله لم يسمع أحداً من ملائكته ورسله كلامه بل ألهمهم إياه، وحاصل الاحتجاج للنفي الرجوع إلى القياس على أصوات المخلوقين لأنها التي عهد أنها ذات مخارج، ولا يخفى ما فيه؛ إذ الصوت قد يكون من غير مخارج؛ كما أن الرؤية قد تكون من غير اتصال أشعة كما سبق؛ سلمنا؛ لكن نمنع القياس المذكور، وصفات الخالق لا تقاس على صفة المخلوق، وإذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة؛ وجب الإيمان به؛ ثم إما التفويض، وإما التأويل، وبالله التوفيق"اهـ (الفتح 13/458)
وقال: "وقال ابن المنير: وجه الاستدلال على إثبات العين لله من حديث الدجال؛ من قوله: (إن الله ليس بأعور) من جهة أن العور عرفاً؛ عدم العين، وضد العور ثبوت العين؛ فلما نزعت هذه النقيصة لزم ثبوت الكمال بضدها، وهو وجود العين، وهو على سبيل التمثيل والتقريب للفهم؛ لا على معنى إثبات الجارحة. قال: ولأهل الكلام في هذه الصفات كالعين والوجه واليد؛ ثلاثة أقوال: أحدها: أنها صفات ذات أثبتها السمع، ولا يهتدي إليها العقل. والثاني: أن العين كناية عن صفة البصر، واليد كناية عن صفة القدرة، والوجه كناية عن صفة الوجود. والثالث: إمرارها على ما جاءت مفوضاً معناها إلى الله تعالى"اهـ (الفتح 13/390)
وقال: "وقد سئلت: هل يجوز لقارئ هذا الحديث؛ أن يصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأجبت وبالله التوفيق: إنه إن حضر عنده من يوافقه على معتقده، وكان يعتقد تنزيه الله تعالى عن صفات الحدوث، وأراد التأسي محضاً؛ جاز، والأولى به الترك خشية أن يدخل على من يراه شبهة التشبيه تعالى الله عن ذلك، ولم أر في كلام أحد من الشراح في حمل هذا الحديث على معنى خطر لي فيه إثبات التنزيه، وحسم مادة التشبيه عنه، وهو أن الإشارة إلى عينه صلى الله عليه وسلم إنما هي بالنسبة إلى عين الدجال؛ فإنها كانت صحيحة مثل هذه؛ ثم طرأ عليها العور لزيادة كذبه في دعوى الإلهية، وهو أنه كان صحيح العين مثل هذه؛ فطرأ عليها النقص، ولم يستطع دفع ذلك عن نفسه"اهـ (الفتح 13/390)
وقال: "قال ابن العربي: أنكر قوم سجودها، وهو صحيح ممكن، وتأوله قوم على ما هي عليه من التسخير الدائم، ولا مانع أن تخرج عن مجراها فتسجد ثم ترجع. قلت: إن أراد بالخروج الوقوف فواضح،
وإلا فلا دليل على الخروج، ويحتمل أن يكون المراد بالسجود؛ سجود من هو موكل بها من الملائكة، أو تسجد بصورة الحال؛ فيكون عبارة عن الزيادة في الانقياد والخضوع في ذلك الحين"اهـ (الفتح 6/299)
وقال: "قال ابن بطال: غرضه في هذا الباب؛ أن تحريك اللسان والشفتين بقراءة القرآن عمل له يؤجر عليه، وقوله: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} فيه: إضافة الفعل إلى الله تعالى، والفاعل له من يأمره بفعله؛ فإن القارئ لكلامه تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم؛ هو جبريل؛ ففيه بيان لكل ما أشكل من كل فعل ينسب إلى الله تعالى مما لا يليق به فعله؛ من المجيء، والنزول، ونحو ذلك"اهـ (الفتح 13/500)
وقال: "قَوْله : ( يَنْزِل رَبّنَا إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا ) اِسْتَدَلَّ بِهِ مَنْ أَثْبَتَ الْجِهَة وَقَالَ : هِيَ جِهَة الْعُلُوّ ، وَأَنْكَرَ ذَلِكَ الْجُمْهُور لِأَنَّ الْقَوْل بِذَلِكَ يُفْضِي إِلَى التَّحَيُّز تَعَالَى اللَّه عَنْ ذَلِكَ . وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَى النُّزُول عَلَى أَقْوَال : فَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى ظَاهِره وَحَقِيقَته وَهُمْ الْمُشَبِّهَة تَعَالَى اللَّه عَنْ قَوْلهمْ" فتح الباري 4/132-
-قال في شرح الحديث في النهي عن البزاق في القبلة: "وَفِيهِ الرَّدّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَلَى الْعَرْش بِذَاتِهِ وَمَهْمَا تُؤُوِّلَ بِهِ هَذَا جَازَ أَنْ يُتَأَوَّلَ بِهِ ذَاكَ وَاَللَّهُ أَعْلَم" فتح الباري 2/123
وقال: " وَلَوْ قَالَ مَنْ يُنْسَب إِلَى التَّجْسِيم مِنْ الْيَهُود لَا إِلَه إِلَّا الَّذِي فِي السَّمَاء لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا كَذَلِكَ ، إِلَّا إِنْ كَانَ عَامِّيًّا لَا يَفْقَهُ مَعْنَى التَّجْسِيم فَيُكْتَفَى مِنْهُ بِذَلِكَ كَمَا فِي قِصَّة الْجَارِيَة الَّتِي سَأَلَهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتِ مُؤْمِنَة ، قَالَتْ نَعَمْ ، قَالَ فَأَيْنَ اللَّه ؟ قَالَتْ فِي السَّمَاء ، فَقَالَ أَعْتِقهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَة ، وَهُوَ حَدِيث صَحِيح أَخْرَجَهُ مُسْلِم " فتح الباري 20/490
وقال: " قَالَ حُذَّاقُ الْمُتَكَلِّمِي نَ : مَا عَرَفَ اللَّهَ مَنْ شَبَّهَهُ بِخَلْقِهِ أَوْ أَضَافَ إِلَيْهِ الْيَدَ أَوْ أَضَافَ إِلَيْهِ الْوَلَدَ فَمَعْبُودُهُمْ الَّذِي عَبَدُوهُ لَيْسَ هُوَ اللَّهُ وَإِنْ سَمَّوْهُ بِهِ " فتح الباري 2/123--
-قوله : (أطولهن يدًا) أي: أسمحهن، ووقــع ذكر اليد في القرآن والحديث مضافًا إلى الله تعالى، واتفق أهل السنة والجماعة على أنه ليس المراد باليد الجارحة التي هي من صفات المحدثات ، وأثبتوا ما جاء من ذلك وآمنوا به ؛ فمنهم من وقف ولم يتأول، ومنهم من حمل كل لفظ منهــا على المعنى الــذي ظهر له، وهكذا عملوا في جميع ما جاء من أمثال ذلك.
قال ابن حجر 1 / 157 : " قوله " فاستحيا الله منه " أي رحمه ولم يعاقبه
قال في الفتح 1 / 229 : قوله: "إن الله لا يستحيي من الحق" أي لا يأمر بالحياء في الحق.
قال في الفتح 1 / 352 : "والمراد باليد هنا القدرة".
- قال في الفتح1/508 : "والمراد بالمناجاة من قبل العبد حقيقة النجوى، ومن قبل الرب لازم ذلك، فيكون مجازا، والمعنى: إقباله عليه بالرحمة والرضوان"
قال : 1/514 " لأن الحق عند أهل السنة أن الرؤية لا يشترط لها عقلا عضو مخصوص ، ولا مقابلة ، ولا قرب ... "
: وقال المهلب : حديث عمر هذا يرد على من قال : إن الحجر يمين الله في الأرض يصافح بها عباده ، ومعاذ الله أن يكون لله جارحة قال 4 / 105 - 106 حديث رقم ( 1894 ):
قوله : " أطيب عند الله من ريح المسك " اختلف في كون الخلوف أطيب عند الله من ريح المسك – مع أنه سبحانه وتعالى منزه عن استطابة الروائح؛ إذ ذاك من صفات الحيوان، ومع أنه يعلم الشيء على ما هو عليه – على أوجه:
قال المازري : هو مجاز؛ لأنه جرت العادة بتقريب الروائح الطيبة منا، فاستعير ذلك للصوم لتقريبه من الله ، فالمعنى أنه أطيب عند الله من ريح المسك عندكم ، أي يقرب إليه أكثر من تقريب المسك إليكم، وإلى ذلك أشار ابن عبد البر، وقيل: المراد أن ذلك في حق الملائكة وأنهم يستطيبون ريح الخلوف أكثر مما يستطيبون ريح المسك .
وقيل: المعنى أن حكم الخلوف والمسك عند الله على ضد ما هو عندكم، وهو قريب من الأول، وقيل: المراد أن الله تعالى يجزيه في الآخرة، فتكون نكهته أطيب من ريح المسك كما يأتي المكلوم وريح جرحه تفوح مسكاً.
وقيل: المراد أن صاحبه ينال من الثواب ما هو أفضل من ريح المسك لا سيما بالإضافة إلى الخلوف، حكاهما عياض.
وقال الداودي وجماعة: المعنى أن الخلوف أكثر ثواباً من المسك المندوب إليه في الجمع ومجالس الذكر، ورجح النووي هذا الأخير، وحاصله حمل معنى الطيب على القبول والرضا، فحصلنا على ستة أوجه".
قال 5 / 292 على حديث رقم ( 2685 ) : قوله : " أحدث الأخبار بالله " أي أقربها نزولا إليكم من عند الله عز وجل ، فالحديث بالنسبة إلى المنزول إليهم ، وهو في نفسه قديم
قال 6 / 40 على حديث رقم ( 2826) قوله : " يضحك الله إلى رجلين " قال الخطابي : الضحك الذي يعتري البشر عندما يستخفهم الفرح أو الطرب غير جائز على الله تعالى ، وإنما هذه مثل ضرب لهذا الصنيع الذي يحل محل الإعجاب عند البشر فإذا رأوه أضحكهم ، ومعناه الإخبار عن رضا الله بفعل أحدهما وقبوله للآخر ومجازاتهما على صنيعهما بالجنة مع اختلاف حاليهما .قال : وقد تأول البخاري الضحك في موضع آخر على معنى الرحمة ، وهو قريب ، وتأويله على معنى الرضا أقرب ، فإن الضحك يدل على الرضا والقبول .قال : والكرام يوصفون عندما يسألهم السائل بالبشر وحسن اللقاء ، فيكون المعنى في قوله : " يضحك الله " أي يجزل العطاء .قال : وقد يكون معنى ذلك أن يعجب الله ملائكته ويضحكهم من صنيعهما ، وهذا يتخرج على المجاز ، ومثله في الكلام يكثر "
قال 6 / 40 على حديث رقم ( 2826): قال: " وقال ابن الجوزي: أكثر السلف يمتنعون من تأويل مثل هذا ويمرونه كما جاء، وينبغي أن يراعى في مثل هذا الإمرار اعتقاد أنه لا تشبه صفات الله صفات الخلق، ومعنى الإمرار عدم العلم بالمراد منه مع اعتقاد التنزيه.
قلت: ويدل على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا تعديته بإلى، تقول: ضحك فلان إلى فلان، إذا توجه إليه طلق الوجه، مظهرا للرضا عنه " .
- قال 6 / 136 على حديث رقم ( 2994 – 2995): قال: "وقيل: مناسبة التسبيح في الأماكن المنخفضة من جهة أن التسبيح هو التنزيه، فناسب تنزيه الله عن صفات الانخفاض كما ناسب تكبيره عند الأماكن المرتفعة، ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله ألا يوصف بالعلو من جهة المعنى، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس، ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي، ولم يرد ضد ذلك، وإن كان قد أحاط بكل شيء علمًا جل وعز"
قال 6 / 145 على حديث رقم ( 3010) "وقد تقدم توجيه العجب في حق الله في أوائل الجهاد، وأن معناه الرضا، ونحو ذلك".
"- قال في المقدمة ص 136 :قـــوله " استوى على العرش " هو من المتشابه الذي يفوض علمه إلى الله تعالى ، ووقع تفسيره في الأصل .اهـ
قال في الفتح 1 / 46 :قوله : ( وهو ) أي الإيمان ( قول وفعل يزيد وينقص ) ... والمعتزلة قالوا: هو العمل والنطق والاعتقاد. والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطًا في صحته ، والسلف جعلوها شرطًا في كماله.
قال 6 / 291 على حديث رقم ( 3194) قوله: ( فهو عنده فوق العرش ) ، قيل: معناه دون العرش، وهو كقوله تعالى: " بعوضة فما فوقها " والحامل على هذا التأويل استبعاد أن يكون شيء من المخلوقات فوق العرش، ولا محذور في إجراء ذلك على ظاهره؛ لأن العرش خلق من خلق الله. ويحتمل أن يكون المراد بقوله: " فهو عنده " أي ذكره أو علمه، فلا تكون العندية مكانية، بل هي إشارة إلى كمال كونه مخفيًا عن الخلق مرفوعًا عن حيز إدراكه
- قال 6 / 292 على حديث رقم ( 3194) : قال: " والمراد من الغضب لازمه، وهو إرادة إيصال العذاب إلى من يقع عليه الغضب، لأن السبق والغلبة باعتبار التعلق، أي تعلق الرحمة غالب سابق على تعلق الغضب، لأن الرحمة مقتضى ذاته المقدسة، وأما الغضب فإنه متوقف على سابق عمل من العبد الحادث
قال 6 / 389 على باب 8 من كتاب أحاديث الأنبياء . قال: " والخليل فعيل بمعنى فاعل .... وأما إطلاقه في حق الله تعالى فعلى سبيل المقابلة، وقيل: الخلة أصلها الاستصفاء، وسمي بذلك لأنه يوالي ويعادي في الله تعالى، وخلة الله له نصره، وجعله إماما قال 7 / 124 على حديث رقم ( 3803) قال : " وليس العرش بموضع استقرار الله
قال 7 / 156 على حديث رقم ( 3803) قال: " ومع ذلك فمعتقد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول والحلول ليس كمثله شيء
قال 7 / 145 على حديث رقم ( 3827)
قال: " والمراد بغضب الله إرادة إيصال العقاب
قال 8 / 596 قال: " واختلف في المراد في القدم .. ، وقيل: المراد بالقدم الفرط السابق..وقيل: المراد بالقدم قدم بعض المخلوقين. أو المراد بالقدم الأخير..حتى يضع الرب فيها موضعًا .. وأنه يجعل مكان كل واحد منهم واحدا من الكفار بأن يعظم حتى يسد مكانه ومكان الذي خرج، وحينئذ فالقدم سبب للعظم المذكور .. قال: المراد بالقدم قدم إبليس .. يكون المراد بالرجل إن كانت محفوظة الجماعة .... ".
حديث رقم 4919 قال 9 / 69: قال: " وقال القرطبي: أصل الأذن بفتحتين أن المستمتع يميل بأذنه إلى جهة من يسمعه، وهذا المعنى في حق الله لا يراد به ظاهره، وإنما هو على سبيل التوسع على ما جرى به عرف المخاطب، والمراد به في حق الله تعالى إكرام القارئ وإجزال ثوابه؛ لأن ذلك ثمرة الإصغ
قال 9 / 320: قال: " قال عياض: ويحتمل أن تكون الغيرة في حق الله الإشارة إلى تغير حال فاعل ذلك، وقيل: الغيرة في الأصل الحمية والأنفة، وهو تفسير بلازم التغير فيرجع إلى الغضب، وقد نسب سبحانه وتعالى إلى نفسه في كتابه الغضب والرضا. وقال ابن العربي: التغير محال على الله بالدلالة القطعية، فيجب تأويله بلازمه، كالوعيد أو إيقاع العقوبة بالفاعل، ونحو ذلك
قال (10 / 258) على حديث رقم 5788 "قوله: (لا ينظر الله) أي لا يرحمه؛ فالنظر إذا أضيف إلى الله كان مجازًا، وإذا أضيف إلى المخلوق كان كناية، ويحتمل أن يكون المراد لا ينظر الله إليه نظر رحمة-
- قال (10 / 462) على حديث رقم 6040 " والمراد بالقبول في حديث الباب قبول القلوب له بالمحبة والميل والرضا عنه ..، والمراد بمحبة الله إرادة الخير-
قال (10 / 488) على حديث رقم 6070 "ويدنو المؤمن من ربه أي يقرب منه قرب كرامة، وعلو منزلة
قال : ".. وإطلاق الفرح في حق الله مجاز عن رضاه".- (11 / 343) قال : "قوله: (يتقرب إليَّ): التقرب طلب القرب؛ قال أبوالقاسم القشيري: قرب العبد من ربه يقع أولا بإيمانه، ثم بإحسانه. وقرب الرب من عبده ما يخصه به في الدنيا من عرفانه، وفي الآخرة من رضوانه، وفيما بين ذلك من وجوه لطفه وامتنانه. ولا يتم قرب العبد من الحق إلا ببعده من الخلق. قال: وقرب الرب بالعلم والقدرة عام للناس، وباللطف والنصرة خاص بالخواص، وبالتأنيس خاص بالأولياء....".
على حديث رقم 650253- (11 / 441) قال : "وفيه جواز إطلاق الغضب على الله، والمراد به ما يظهر من انتقامه ممن عصاه، وما يشاهده أهل الموقف من الأهوال التي لم يكن مثالها ولا يكون، كذا قرره النووي، وقال غيره: المراد بالغضب لازمه، وهو إرادة إيصال السوء للبعض..".
على حديث رقم 656554- (11 / 444) قال : "وقوله: (الله يستهزئ بهم) أي ينزل بهم جزاء سخريتهم واستهزائهم..
" على حديث رقم 657155- (11 / 450) قــال : "وعبر عن الصفة بالصورة....بقوله: يكشف عن ساق: أي عن شدة...".
وفي كلامه على حديث رقم 6573 ، كتاب الرقاق، (11 / 451)
قال : "ومعنى كشف الساق زوال الخوف والهول...". وذلك في كلامه على حديث رقم 6573 ، كتاب الرقاق،
قال : " وللعبد قدرة غير مؤثرة في المقدور، وأثبت بعضهم أن لها تأثيرًا لكنه يسمى كسبا، وبسط أدلتهم يطول....". وذلك في كلامه على حديث رقم 6594 ، كتاب القدر،
قال : " ومعنى لا ينظر إليهم : يعرض عنهم ، ومعنى نظره لعباده : رحمته لهم ولطفه بهم ... " .وذلك في كلامه على حديث رقم 7212 ، كتاب الأحكام ، قال : "
قال : "وليس بجارحة ولا كالوجوه التي نشاهدها من المخلوقين.... ولو كانت صفة من صفات الفعل لشملها الهلاك كما شمل غيرها من الصفات وهو محال" . وذلك في كلامه في كتاب التوحيد ،
قال : "والله منزه عن الحلول في المواضع؛ لأن الحلول عرض يفنى وهو حادث، والحادث لا يليق بالله...." . وقال ابن التين: "معنى العندية في هذا الحديث العلم بأنه موضوع على العرش ".وذلك في كلامه على حديث رقم 7405 ، كتاب التوحيد ، قال : "وقيل: غيرة الله كراهة إتيان الفواحش؛ أي عدم رضاه بها لا التقدير، وقيل: الغضب لازم الغيرة، ولازم الغضب إرادة إيصال العقوبة". وذلك في كلامه على حديث رقم 7403 ، كتاب التوحيد ، -