-
النظر في زمزم عبادة
وروى داود بن عمرو عن إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عثمان بن خيثم.
قال: قدم علينا وهب مكة فطفق لا يشرب ولا يتوضأ إلا من زمزم، فقيل له: مالك في الماء العذب ؟ فقال: ما أنا بالذي أشرب وأتوضأ إلا من زمزم حتى أخرج منها، إنكم لا تدرون ما ماء زمزم، والذي نفسي بيده إنها لفي كتاب الله طعام طعم، وشفاء سقم، ولا يعمد أحد إليها يتضلع منها ريا، ابتغاء بركتها، إلا نزعت منه داء وأحدثت له شفاء.
وقال: النظر في زمزم عبادة.
وقال: النظر فيها يحط الخطايا حطا.
ماصحة هذا الاثر؟
-
رد: النظر في زمزم عبادة
لا يثبت.
خرجه أبو نعيم في الحلية (4/63)، فقال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال:
ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال: ثنا داود بن عمرو، عن إسماعيل بن عياش، قال: حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم، قال: فذكره.
تفرد ابن عياش بالقولين الأخرين عن ابن خثيم وروايته عن غير الشاميين منكرة، وقد خالفه جماعة من الرواة فلم يذكروا هذين القولين.
خرج عبد الرزاق في مصنفه [9121]، فقال: عَنْ مَعْمَرٍ، وَالثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ:
" نَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ، يَعْنِي زَمْزَمَ شَرَابَ الأَبْرَارِ، يَعْنِي زَمْزَمَ مَضْنُونَةٌ، طَعَامُ طُعْمٍ وَشِفَاءٌ مِنْ سَقَمٍ، وَلا تُنْزَحُ، وَلا تُذَمُّ،
قَالَ: وَقَالَ وَهْبٌ: مَنْ شَرِبَ مِنْهَا حَتَّى يَتَضَلَّعَ أَحْدَثَتْ لَهُ شِفَاءً، وَأَخَرَجَتْ لَهُ دَاءً ". اهـ.
وخرج الأرزقي في أخبار مكة [613]، فقال: حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ:
حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ،، أَنَّهُ قَالَ فِي زَمْزَمَ: فذكره.
وخرجه أيضا [614]، فقال: حَدَّثَنِي جَدِّي، عَنِ الزَّنْجِيِّ، عَنِ ابْنِ خَيْثَمٍ، قَالَ:
" قَدِمَ عَلَيْنَا وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ فَاشْتَكَى، فَجِئْنَاهُ نَعُودُهُ فَإِذَا عِنْدَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، قَالَ: فَقُلْنَا: لَوِ اسْتَعْذَبْتَ فَإِنَّ هَذَا مَاءٌ فِيهِ غِلَظٌ، قَالَ: " مَا أُرِيدُ أَنْ أَشْرَبَ حَتَّى أُخْرِجَ مِنْهَا غَيْرَهُ، إلخ.
وخرجه الفاكهي في أخبار مكة [1062]، فقال: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، وَأَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالا:
ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: فذكره، وزاد: "وَإِنِّي لأَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمَضْنُونَةَ، ضُنَّ بِهَا لَكُمْ". اهـ.
وخرجه الدولابي في الكنى والأسماء [1472]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن منصور الجواز، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سليم الطائفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن خثيم، قَالَ: فذكره.
وخرجه سعيد بن منصور في سننه عن يحيى بن سليم الطائفي، به كما في الدر المنثور في التفسير بالمأثور (4/153).
وقد روي مرفوعا هذين القولين فيما خرجه الفاكهي في أخبار مكة [1053]، فقال:
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: فذكره مرفوعا مرسلا.
وهذا موضوع، الطبري هذا "منكر الحديث"، كما قال ابن عدي وابن حبان وغيرهما.
والله أعلم.
-
رد: النظر في زمزم عبادة