ما معنى أن تكفر الطائفة دون المعينين منها ؟
بسم الله الرحمن الرحيم ،
سؤال يحيرني .. ما معنى أن يكفّر العلماء الجهمية ولكنهم في ذات الآن لا يكفرون المعينين منها إلا بعد إقامة الحجة ؟
وفق هذا المنطق ، يكون الأصل في الجهمية الإسلام ، لأننا حكمنا على أفرادهم بالإسلام ابتداء .. وإن كان كذلك ، فلا معنى لتكفير طائفة الجهمية .. ويكون حال الجهمية كحال أي فرقة بدعية إسلامية ، إن أقمت الحجة على أفرادها بفساد بعض ما هم عليها فأصروا ، فعندئذ يكفرون .
كالقول في الأشاعرة .. إن أثبتنا لهم أن لله يداً ، ثم هم كابروا وعاندوا .. كفروا .. ولكننا لا نقول بكفر طائفة الأشاعرة ، ونقول بكفر الجهمية .. ولكن عند تنـزيل الأحكام على أفراد الطائفة نرى العلماء يعاملونهم سواء بسواء !!!!
والصواب أن يقال فيهم : إن الأصل في الجهمية الكفر حتى يثبت لنا إسلام المعينين منها .. هذا ما يفهم من تكفير الطوائف .. وأرى أن من يقول بأن الأصل في أفراد الجهمية الإسلام حتى تقام عليهم الحجة ، فهذا يناقض قوله تكفير الجهمية كطائفة .
فهل لكم أن تفسروا لي كيف يستوي ذلك ؟ (وأرجو قراءة كلامي بتمعن قبل الإجابة).. وجزاكم الله خيراً .
رد: ما معنى أن تكفر الطائفة دون المعينين منها ؟
بارك الله فيك لطرح هذه المسألة
اقتباس:
وفق هذا المنطق ، يكون الأصل في الجهمية الإسلام ، لأننا حكمنا على أفرادهم بالإسلام ابتداء .. وإن كان كذلك ، فلا معنى لتكفير طائفة الجهمية .. ويكون حال الجهمية كحال أي فرقة بدعية إسلامية
ولكن لا افهم كيف جعلتم الجهمية أصلهم الكفر ؟ هم ينطلقون من نصوص الشرع ولكن خوضهم في علم الكلام و غلوهم في تأويل النصوص هو الذي ادى بهم الى الكفر وجعل العلماء يكفرونهم
فلا أرى أن أصلهم الكفر و الله أعلم
ولا افهم قولكم لا معنى لتكفير الطائفة في هذه الحال
وأرى و الله أعلم أن الجهمية كالرافضة
أما الباطنية فليس الأصل فيهم الاسلام لانها طائفة تهدم الاسلام من اصله وقد انطلقت من هذا المبدأ و الله اعلم
رد: ما معنى أن تكفر الطائفة دون المعينين منها ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم
الجواب على سؤالك على حد اطلاعي راجع لفقه باب الاسماء والاحكام عند اهل السنة والجماعة ومن ذلك قاعدة التفريق بين الحكم على النوع والحكم على العين
مما يوضح وبدقة ان الاشكال الذي يتظمنه تقرير-اخي- هو اشكال وهمي لا حقيقة له
بني عن تصور خاطئ لموقف اهل السنة من المخالف والله اعلم
يقول الدكتور وليد بن راشد السعيدان في شرح هذه القاعدة :
الحكم العام على الأقوال والأفعال لا يلزم منه انطباقه على أفراده الانطباق القطعي بل يفتقر قبل ذلك إلى النظر في ثبوت الشروط وانتفاء الموانع؛ وكذلك قولهم : من أنكر قدرة الله أو علمه فقد كفر، إنما فيه بيان حكم هذا القول فقط لكن لا ينطبق على فرد بعينه وقع في ذلك إلا بعد النظر في الشروط والموانع ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( لعنت الخمرة على عشرة أوجه ) وذكر منها ( وشاربها ) لكن هذا لعن عام فيطبق عليه هذه القاعدة أن الحكم العام لا يستلزم انطباقه على كل أفراده قطعاً بدليل أنه لما لعن أحد الحاضرين عياض بن حمار لكثرة ما يؤتى به فيجلد في الخمر نهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك لأن اللعن الآن قد توجه للمعين واللعن العام لا يستلزم لعن كل من وقع في الأمر الملعون فاعله ، ومن ذلك قولهم : من أنكر رؤية الله في الآخرة فهو كافر يقال فيه ما قد قيل في سابقه من أنه لا يلزم من هذا الحكم العام أن ينطبق على كل منكرٍ بعينه إلا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع ، إذاً فهمنا من ذلك أن الحكم العام شيء والحكم للمعين شيء آخر ، كما فرقنا سابقاً في حكم الفعل وحكم الفاعل ، ويؤيد هذا أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى لم يكفر أعيان الجهمية فتكفيره هو والسلف للجهمية والقدرية لا يقتضي تكفير كل جهمي وكل قدري ، وكذلك غيرهما من الفرق التي كفرها السلف لا يلزم من تكفيرها تكفير أعيان هذه الفرق ، ولذلك فقد ثبت عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى أنه دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه واستغفر لهم وحللهم مما فعلوه به من الظلم ولو كانوا مرتدين بأعيانهم بما قالوه لم يجز الاستغفار لهم فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع . ويؤيد هذا الأدلة السابقة في القاعدة قبلها ونزيدها ما رواه البخاري عن خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قال : جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حين بني علي فجلس على فراشي مجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدرٍ ، إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غدٍ ، فقال : ( دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين ) ومن المعلوم أن كل من ادعى أن أحداً يعلم الغيب فإنه كافر إلا أن هذا الحكم عام ، والحكم العام لا ينطبق على أفراده الانطباق القطعي ، وهذه الجارية لم ينطبق عليها حكم قولها هذا لأنها كانت جاهلة واكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بنهيها عن ذلك فدل ذلك على أن الحكم العام لا ينطبق على أفراده إلا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع ، ولذلك نص الأئمة رحمهم الله تعالى أن من أعظم البغي أن يشهد على المعين بالكفر إلا بالبرهان الساطع والدليل القاطع فمن أراد الحكم على المعين بشيء من ذلك فعليه أن يراعي هذا الأمر المثبت في هذه القاعدة والله أعلم . ولهذا يتفرع عندنا عن هذه القاعدة عدة ضوابط مهمة جداً فاحفظها واجعلها نصب عينيك عند الحكم على أحدٍ بشيء وهي :
الأولى : التكفير العام لا يستلزم كفر المعين إلا بثبوت الشروط وانتفاء الموانع .
الثاني : التبديع العام لا يستلزم تبديع المعين إلا بثبوت الشروط وانتفاء الموانع .
الثالث : اللعن العام لا يستلزم لعن المعين إلا بثبوت الشروط وانتفاء الموانع .
الرابع: التفسيق العام لا يستلزم تفسيق المعين إلا بثبوت الشروط وانتفاء الموانع.
الخامس : التأثيم العام لا يستلزم تأثيم المعين إلا بثبوت الشروط وانتفاء الموانع .
فهذا هو خلاصة مذهب أهل السنة والجماعة في ذلك والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وهو أعلى وأعلم .اه
رد: ما معنى أن تكفر الطائفة دون المعينين منها ؟
الأخ (البحث العلمي) ،
تقول : كيف يكون الأصل فيهم الكفر ..
عندما يكون دين فلان هو الكفر .. فإن الأصل أنه كافر حتى يتبرأ من دينه .. كما هو الحال في النصارى .. فالأصل في دينهم الذي هم عليه هوالكفر ، حتى يتبرأوا منه ويدخلوا الإسلام .
أرجو أن أكون قد وفّقت للإجابة عن سؤالك .
--------
الأخ (العاصمي من الجزائر) ،
جزاك الله خيراً .. مع أنني أعلم كلّ ما ذكرت ، ومع علمي أن مسألة لعن المعيّن كذلك فيها خلاف مشهور .. ولكن ليس هذا محور نقاشنا .
أسألك سؤالاً يتوضح به الأمر .
الأشاعرة ينكرون كثيراً من صفات الله تعالى .. وكما هو معلوم إن منكر الصفات كافر .. ولكن لم يُعهد عن العلماء أن كفّروهم كطائفة ، بل قالوا مسلمون مبتدعون .
ولكننا نرى أن العلماء كفّروا الجهمية ، وقالوا هي طائفة كفر ، وهي ليست من الاثنتي وسبعين فرقة .. ولكن مع هذا ، نراهم يجعلون الأصل فيهم الإسلام .. ولا يكفر معيّنهم إلا بعد إقامة الحجة .
سؤالي هنا هو .. لو كان الأصل فيهم الإسلام .. فما العبرة من تكفير طائفتهم ؟؟ كيف يستقيم ذلك ؟ .. لا أرى أن لذلك معنى .
ستقول لي العذر بالجهل وغيره .. أقول لك .. فلماذا لم يكفّر العلماء الأشاعرة ويجعلوا الأصل فيهم الإسلام كما فعلوا بالجهمية ؟؟
مقتضى تكفير الطائفة هو أن يكون الأصل فيها الكفر ، ولا يُعذر إلا من أظهر لنا براءة من كفر طائفته ، وأنه لا ينتسب إليهم إلا اسماً .
فهل من يحلّ لنا هذا الإشكال ؟ وجزاكم الله خيراً .
رد: ما معنى أن تكفر الطائفة دون المعينين منها ؟
الذي عليه العلماء و الله أعلم
أن من أتى بدعة مكفرة و لم تقم عليه الحجة فهو يبقى على إسلامه ، فإن لم تقم الحجة فلا يكفر الجهمية و إن قامت كفروا جميعاً بأعيانهم
رد: ما معنى أن تكفر الطائفة دون المعينين منها ؟
رد: ما معنى أن تكفر الطائفة دون المعينين منها ؟
فرق بين التأويل و الإنكار.... و بين التأويل الذي له وجه في اللغة و غيره.....