فَإِنَّهُ مَهْمَا يَنْزِلْ بِعَبْد مُؤْمِن مِنْ مُنْزَلِ شِدَّة يَجْعَلْ اللَّهُ بَعْدَهُ فَرَجًا
روى الإمام مالك في الموطأ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : كَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَذْكُرُ لَهُ جُمُوعًا مِنْ الرُّومِ ، وَمَا يَتَخَوَّفُ مِنْهُمْ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ :أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ مَهْمَا يَنْزِلْ بِعَبْد مُؤْمِن مِنْ مُنْزَلِ شِدَّة يَجْعَلْ اللَّهُ بَعْدَهُ فَرَجًا ، وَإِنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) . ومِن طريقه : رواه ابن جرير في تفسيره .
ورواه ابن أبي شيبة والحاكم - وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي - والبيهقي في شعب الإيمان كلهم مِن طريق زيد بن أسلم عن أبيه بِنحوه .
ماصحة هذا الأثر؟
رد: فَإِنَّهُ مَهْمَا يَنْزِلْ بِعَبْد مُؤْمِن مِنْ مُنْزَلِ شِدَّة يَجْعَلْ اللَّهُ بَعْدَهُ فَرَجًا
خرجه مالك في الموطأ [964] رواية الزهري، فأعضله.
ووصله غيره فيما خرجه [217 ] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ يَذْكُرُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
بَلَغَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ حُصِرَ بِالشَّامِ، وَتَأَلَّبَ عَلَيْهِ الْعَدُوُّ،
فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: " سَلامٌ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ مَا نزل بِعَبْدٍ مُؤْمِنٍ مِنْ مَنْزِلَةٍ شِدَّةٌ، إِلا جَعَلَ اللَّهُ عز وجل بَعْدَهَا فَرَجًا، وَلأَنْ لا يَغْلِبُ عَسْرٌ يُسْرَيْنِ،{يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}،
قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ: سَلامٌ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ فِي كِتَابِهِ:
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ}،
قَالَ: فَخَرَجَ عُمَرُ بِكِتَابِهِ مِنْ مَكَانِهِ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَرَأَهُ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، إِنَّمَا يُعَرِّضُ بِكُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ، أَوْ أَنِ ارْغَبُوا فِي الْجِهَادِ ". اهـ.
خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [19716]، فقال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، نا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فذكره وزاد: قَالَ زَيْدٌ: فَقَالَ أَبِي:
" وَإِنِّي لَقَائِمٌ فِي السُّوقِ إذْ أَقْبَلَ قَوْمٌ مُبْيَضِّينَ قَدِ اطَّلَعُوا مِنَ الثَّنْيَةِ فِيهِمْ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ يُبَشِّرُونَ النَّاسَ "، قَالَ:
" فَخَرَجْتُ أَشْتَدُّ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَبْشِرْ بِنَصْرِ اللَّهِ وَالْفَتْحِ "، فَقَالَ عُمَرُ: " اللَّهُ أَكْبَرُ رُبَّ قَائِلٍ لَوْ كَانَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ". اهـ.
وتوبع هشام فيما خرجه ابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة [31]، فقال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْلَمَ، به مختصرا.
قال الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق: "هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ". اهـ.
والله أعلم.
رد: فَإِنَّهُ مَهْمَا يَنْزِلْ بِعَبْد مُؤْمِن مِنْ مُنْزَلِ شِدَّة يَجْعَلْ اللَّهُ بَعْدَهُ فَرَجًا
جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم .