رد: التراجع أم المراجعة....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم .. لقد أحسنت بفضل الله في طرحك لهذا الموضوع .. صدق ربي حين قال عزّ وجلّ : { وكان الإنسان أكثر شىء جدلا} ، معظم الناس يرون أن التراجع عار فيه خزلان وسقوط لكلمتهم ، ويحزنني أنه بعد أن يدرك الحقيقة لا يتراجع بل تأخذه الحمية ويحاول التمادي في الخطأ ويزداد فداحة دون أن يدري أنه يضر من معه ومن حوله ومن سيأتي من بعده قبل أن يضر نفسه .. كم سمعنا كلمة " وارجعوا إلى ربكم واستغفروا لذنبكم" ومن أسس التوبة قول " ورجعنا إلى الله وندمنا على ما فعلنا " ليس عيبا أن يعود المرء عن قول أو فكر أو عمل قد يرى فيه بعد وقوعه خطأ أو خلل .. بل المخجل ان يستمر فيه وقد أحاطه الغرور والكبرياء ..ليته يعود ولا يخش في الحق لومة لائم .
رد: التراجع أم المراجعة....
رد: التراجع أم المراجعة....
فالأمة تحتاج إلى فعّالين أكثر مما تحتاج إلى قوالين. وإلى فصيح السنان لا إلى فصيح اللسان. لأن كلام الألكن في العمل نقمة، وسكوته نعمة، حتى وإن سحرت بلاغته الأسماع، وإشراق ديباجته الأنظار. فقد تشبعنا من عبارات الغرور:(أنا، وإنا، ونحن، وعندنا، والذي نراه، ونحن نعتقد، وهذا عندنا جائز، وهذا عندنا غير جائز)، فأصبحنا وسرنا أمام سلفنا الراحل: (مجمع اللؤم والخسة والسفاسف والصفات الذميمة، والأفعال المرذولة، وتطاولنا عن علمائنا الكبار. مع التنطع والتقعر الزائديْن، و (إن الله عز وجل يُبغض البليغ من الرجال، الذي يتخلل بلسانه، كما تخلل الباقرة[1]بلسانها)[2]، وورد بلفظ: (سيكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقرة من الأرض)[3].
ومع هذا كله؛ فلا بلاغة بليغة، ولا فصاحة واضحة، ولا بيان بيّن، ولا برهان صحيح، ولا جزالة ألفاظ، ولا رائحة إنشاء. وسنتقي –إن شاء الله– مأثور القول البذيء والجارح بعد اليوم، مرة أخرى عذرًا شيوخنا ومغفرة، وعفوًا من زلة القلم، ومن بعض عقاربه المسمومة. قلقل الله أنيابه. وما أردنا من ذلك إلا نصرة الإسلام، ولكن أخطأنا بابه، لأن السباب والحمية للإسلام –في الغالب– ساكنان لا يلتقيان، ولا أحب أن أُلاَمَ وأحاسب على الفعل الماضي، نعم على الحال والاستقبال فأهلا وسهلا.
ولا زال أهل العلم يتراجعون إلى ما هو أفضل، وللإمام الشافعي مذهبان، وللأشعري ثلاث حالات، ولابن معين وابن حنبل رأيان بل سبعة أقوال في بعض المسائل، وهكذا...ولا أظنني بهذا الاعتراف أمكنت الرامي من صفاء الثغرة، وليس بيننا وبين الحق حجاب. ورحم الله امرأً أهدى لنا عيوبنا،(ومن حذرك كمن بشرك).
- [1] والباقرة : هي البقرة بلغة أهل اليمن.
[2] - (انظر ما قيل فيه في المسند 11/10/102/ رقم 6543/-مؤسسة الرسالة ).
[3] - وهو حسن ولا يلتفت إلى من ضعفه (المسند 1/103/ و3/154/ رقم1517/159).
رد: التراجع أم المراجعة....
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف ابن الوزير اليماني
و يقول العلامة أبو حفص الفاسي ـ"ولازال أئمة السلف يقولون اليوم قولا ويعودون عنه غدا،ولا زالت كتبهم حافلة بأقوالهم القديمة وأقوالهم الجديدة،فعلى المخلص في إسلامه ألا يجد أي حرج في إعلان رجوعه عن قول أو فكر أو نظر،إذا كان مخلصا في رجوعه،سليم الذمة بينه وبين ربه ومولاه،ولا يلتفت إلى ما يمكن أن تصيبه من السهام،فدينه وموقفه بين يدي ربه أعظم من حرصه على سمعته أو ثناء الناس عليه،وليس من الثبات المحمود شرعا تمسك الرجل بأقوال بدا له خلافها بالأدلة الشرعية،بل هذا من المهلكة في الدنيا والآخرة والعياذ بالله،فلنكن شجعانا في تبني هذا المبدإ،وكفى من العجب بالنفس،واعتقاد احتكار الحق،والإصرار على القديم،والمعاند ة بالهوى والعصبية،ولنقبل على الله تعالى منيبين صاغرين أمام الحق ندور معه حيث دار،فذلك هو الثبات،وهو المستحق للمدح والثناء."
........................
رد: التراجع أم المراجعة....
كلمات صادقة؛ تكتب -واللهِ- بماء الذهب
رد: التراجع أم المراجعة....
هذا الموضوع ذكرني بالكُتيب النفيس للعلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله والذي اسمه"ما لا يسع المسلم جهله من ضروريات التفكر" ،وهو جد رائع ...،أسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا.
رد: التراجع أم المراجعة....
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي
هذا الموضوع ذكرني بالكُتيب النفيس للعلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله والذي اسمه"ما لا يسع المسلم جهله من ضروريات التفكر" ،وهو جد رائع ...،أسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا.
هلا استطعتم توفير هذا الكتاب لنا؛ بارك الله فيكم، ونفع بكم؟!
رد: التراجع أم المراجعة....
عذرا أخي الفاضل لا أستطيع توفيره..،وهذا الكتيب ،كما قال محققه وهو الشيخ علي حسن الحلبي أصله كتاب "القائد إلى تصحيح العقائد"..،وقد طبع سنة 1992 نشر دار الصميعي.