حديث: (نعم سحور المؤمن التمر)
خرجه أبو داود في سننه [2345]، فقال:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ أَبُو الْمُطَرِّفِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ ". اهـ.
وتوبع أبو مطرف من قبل أخيه فيما خرجه ابن حبان في صحيحه [3475]، فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الُوَزِيرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْمَدَنِيُّ، به.
خرجه البزار في مسنده [8550]، وقال: "وهذا الحديث لا نعمله يروى عَن أبي هُرَيرة إلاَّ من هذا الوجه، ومُحَمد بن موسى رجل مشهور من أهل المدينة". اهـ.
قلتٌ: محمد بن موسى المدني موصوف بقلة الحديث، وينفرد به عمن هو كثير الرواية وله أصحاب يروون عنه فانفراده بهذا عنهم غريب.
وما روي من متابعة ابن أبي ذئب فيما خرجه أبو عوانة في المستخرج [8386]، فقال: وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْقَطَّانُ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ:
ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعُمَرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " نِعْمَ السَّحُورُ التَّمْرُ، وَنِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ، وَرَحِمَ اللَّهُ المتسحرين ". اهـ.
قلتُ: خرجه ابن عدي في الكامل (3/437)، وقال: " وهذا يرويه خالد عن ابن أبي ذئب"، ثم قال: " وهذا الحديث منكر، ولخالد العمري، عن ابن أبي ذئب وغيره غير ما ذكرت أحاديث وعامتها مناكير". اهـ.
وروي عن محمد بن موسى مرسلا فيما خرجه المحاملي في أماليه رواية ابن مهدي [196]، فقال:
حدثنا عبد الله بن شبيب، قال: حدثني ابن أبي أويس، قال: حدثني محمد بن موسى الفطري، عن المقبري، به مرسلا.
قلتُ: في الإسناد عبد الله بن شبيب، فهو أخباري واهٍ، ولعل الأولى المتصل لكن يبدو أن من ترجمة محمد بن موسى أنه ينبغي أن يعتبر بمتابعة له سيما في روايته عن المقبري.
فقد قال أبو حاتم: "صدوق صالح الحديث"، وقال الدارقطني: "مدني صالح". وبالاستقراء لعبارتهما في الرواة الأخرين غالبا يكون هؤلاء الرواة قد تكلم فيهم، ففي روايته عن المقبري يخالف فيه أصحاب المقبري.
انظر حديث: (مَنْ قَاتَلَ فَلْيَتَّقِ الْوَجْهَ وَلَا يَقُولَنَّ قَبَّحَ اللَّهُ وَجْهَكَ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ) وتعليق الدارقطني عليه في العلل حيث خولف في إسناده.
وانظر حديث: (لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ سِتُّ خِصَالٍ: يَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَشْهَدُهُ إِذَا مَاتَ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَنْصَحُ لَهُ إِذَا غَابَ أَوْ شَهِدَ).
حيث خولف متنه من قبل أشعث بن عبد الملك الثقة الثبت بلفظ:
"حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: إِنْ مَرِضَ عَادَهُ، وَإِنْ مَاتَ شَهِدَ جَنَازَتَهُ، وَإِنْ مَرَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَطَسَ شَمَّتَهُ، وَإِنْ دَعَاهُ وَلَوْ عَلَى كُرَاعٍ أَجَابَهُ». اهـ. ونحو هذا اللفظ هو ما اتفق عليه الشيخان بالأعداد الخمسة.
ولا أعلم روى محمد بن موسى عن المقبري غير ما ذكرت.
وفيما خرجه الخطيب في التلخيص [1 : 218]، من طريق: سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، قال:
نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ قَبْضَةً مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: " نِعْمَ سَحُورُ الْمُسْلِمِ التَّمْرُ ". اهـ.
وحدث إقلاب للاسم وصوابه: عبد الله بن سعيد بن أبي هند، وهذا معضل مع ضعف إبراهيم بن شعيب.
والله أعلم.
رد: حديث: (نعم سحور المؤمن التمر)
رد: حديث: (نعم سحور المؤمن التمر)
اقتباس:
خرجه أبو داود في سننه [2345]، فقال:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ أَبُو الْمُطَرِّفِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ ". اهـ.
قال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (197/5): ((تفرد بِهِ مُحَمَّد بن عِيسَى المَخْزُومِي عَنهُ))
قلت: وهذا خطأ أو تصحيف أو نحوه ، صوابه محمد بن موسى المخزومي.
وروى من حديث جابر بن عبد الله
رواه أبو داود الطيالسي ، وعبد الملك بن عمرو القيسي ، وهوذة بن خليفة ، جميعهم عن زمعة بن صالح عن عمرو بن دينار عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
أخرجه البزار كما في "كشف الأستار" (978) ، وابن أبي الفوارس في"الفوائد المنتقاة" (111) ، والخطيب في "التاريخ" (284/2) (433/12) ، والرافعي في "التدوين" (324/3) ، وابن عدي في "الكامل" (197/4).
وقال البزار: ((لا نَعْلَمُهُ عَنْ جَابِرٍ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ)).
قلت: وزمعة بن صالح ضعيف.
ومن حديث عقبة بن عامر
رواه عثمان بن صالح المصري ، وعبد الله بن يوسف المصري ، كلاهما عن ابن لهيعة عن يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَن أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَخَذَ حِفْنَةً مِنْ تَمْرٍ وَقَالَ نِعْمَ سُحُورُ الْمُسْلِمِ.
أخرجه الطبراني (778) ، وابن عدي في "الكامل" (403/2).
وقال ابن عدي: ((وهذا الْحَدِيث أشبه لأن هَذَا قد رواه بعض أصحاب بن لَهِيعَة، عنِ ابْن لَهِيعَة.))
قلت: وابن لهيعة فيه كلام معروف.
رد: حديث: (نعم سحور المؤمن التمر)
حديث محمد بن موسى المدني عن المقبري عن أبي هريرة لا بأس به، وسائر الروايات واهية.
رد: حديث: (نعم سحور المؤمن التمر)
السلام عليكم
مرحبا أخي أحمد، اشتقت إليك، كنت أسأل عنك في مشاركتك عن مصنف عبد الرزاق، وقد حاولت مراسلتك على المنتدى، لكن يبدو سلة الرسائل ممتلئة عندك، فتحتاج إلى التفرغ.
وكل عام وأنت بخير.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى
حديث محمد بن موسى المدني عن المقبري عن أبي هريرة لا بأس به، وسائر الروايات واهية.
- لكن حديث محمد الفطري عن المقبري عن أبي هريرة لم تسلم له رواية واحدة بهذا الإسناد فيما تتبعته عليه إذ مخالفة لما عليه الثقات، سيما وهو قليل الحديث.
فهل يسلم له هذه الرواية ويحتمل هذا التفرد؟ سيما رواية المقبري عن أبي هريرة مشهورة، فأين أصحاب المقبري عن أبي هريرة من هذا الحديث؟
- سيما وقد جاءت متابعة واهية تدل على أنها منكرات خالد العمري، وأنكره ابن عدي.
- بالإضافة إلى وجود رواية معلة وإن لم تصح.
- بالإضافة إلى إن صاحب الصحيح لم يخرج له، وخرج له مسلم حديثا واحدا متابعة.
رد: حديث: (نعم سحور المؤمن التمر)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
السلام عليكم
مرحبا أخي أحمد، اشتقت إليك، كنت أسأل عنك في مشاركتك عن مصنف عبد الرزاق، وقد حاولت مراسلتك على المنتدى، لكن يبدو سلة الرسائل ممتلئة عندك، فتحتاج إلى التفرغ.
وكل عام وأنت بخير.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أنا بخير الحمد لله ، وأعتذر عن عدم الاطلاع على صندوق الوارد ، وكل عام وأنت بخير.
