اللهم اعطف عليهم قلوب الأخيار ، ولا تُعَـمِّ عليهم الأخبار

حدّثني عبد الرحمن بن عبد المنعم عن أبيه عن وهب قال : " إن يوسف عليه السلام دعا لأهل السجن دعوةً لم تزل تعرف لهم إلى اليوم ، قال: اللهم اعطف عليهم قلوب الأخيار ، ولا تُعَـمِّ عليهم الأخبار " فيقال : إنهم أعلم الناس بكل خبر في كل بلد .
ماصحة هذا الأثر؟

خرجه ابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار (1/148)، فقال: حدّثني عبد الرحمن بن عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب، قال: فذكره.
ولعل عبد الرحمن بن منعم تصحيف وصوابه: حدثني عبد الرحمن عن عبد المنعم كما في بقية مواضع كتبه.
وعبد الرحمن هذا لم أعرفه، ولعل في ذلك تدليس التسوية، فإن بين عبد الرحمن وبين عبد المنعم واسطة.
وذلك فيما رواه ابن قتيبة في موضع ءاخر في غريب الحديث له (2/14)، وقال:
وحدثنى عبد الرحمن بن الحسين، عن محمد بن يحيى، عن عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب.
ومحمد بن يحيى قد يكون ابن سعيد بن فروخ وهو ثقة يروي عن عبد المنعم، ولكن ليس كذلك كما سيأتي بيانه ولا أعلم من في تلاميذه باسم عبد الرحمن بن الحسين.
وقال في موضع ءاخر (2/611)، فقال: حدثنيه عبد الرحمن بن الحسين عن محمد بن يحيى عن سعيد بن عامر عن أسماء بن عبيد عن الحسن.
وصرح بنسبه في عيون الأخبار (2/339)، فقال: حدّثني عبد الرحمن بن الحسين السعيديّ عن محمد بن مصعب.
قلتُ: وهذا تصحيف إنما هو التستري، وذلك فيما خرجه الطبراني في المعجم الكبير [3631]، فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّابُونِيُّ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، إلخ.
فاتضح أن محمد بن يحيى الأزدي ليس بابن يحيى بن سعيد القطان إنما هو ابن يحيى بن عبد الكريم بن نافع يلقب بابن أبي حاتم البصري وهو "ثقة"، كذا قال ابن حجر في التقريب.
وقد روى عباس الترقفي وابن أبي الدنيا عن محمد بن يحيى بن أبي حاتم الأزدي طرقا إلى وهب بن منبه. [انظر حديث عباس الترقفي [11]، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (76)].
والراوي عنه عبد الرحمن بن الحسين الصابوني قال عنه أبو الطيب المنصوري: (صدوق) للوصف بأنه معدل، ولروايته عن جمع كبير، وإكثار الطبراني عنه. [ إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (533)].
أما عبد المنعم بن إدريس اليماني قال عنه ابن عدي: "صاحب أخبار بني إسرائيل كوهب بن منبه وغيره لا يعرف بالأحاديث المسندة". وقال الدارقطني: "هو وأبوه متروكان".
قال أبو زرعة: "واهي الحديث ولد بعد موت أبيه وحدث عن أبيه"، وقال أحمد بن حنبل: "عبد المنعم بن إدريس يكذب على وهب بن منبه"، وقال زكريا الساجي: "كان يشتري كتب السيرة فيرويها ما سمعها من أبيه ولا بعضها".
وقال عمرو بن علي الفلاس: "متروك الحديث أخذ كتب أبيه فحدث بها عن أبيه ولم يكن سمع من أبيه شيئا".
والله أعلم.

جزاكم الله خيرا .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

جزاكم الله خيرا .

---

وجزاكم الله خيرا