عرض للطباعة
أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
كنت بين شر جارين، بين أبي لهبٍ وعقبة بن أبي معيطٍ إن كانا ليأتيان بالفروث فيطرحانها على بابي حتى إنهم ليأتون ببعض ما يطرحون من الأذى فيطرحونه على بابي، فيخرج به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيقول: يا بني عبد منافٍ أي جوارٍ هذا؟ ثم يلقيه بالطريق.
ما صحة هذا الحديث؟
هذا خرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/201)، والبلاذري في الأنساب (1/131) معلقا بصيعة الجزم، فقال ابن سعد:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فذكره.
ولعل البلاذري أخذه من ابن سعد، وخولف فيما خرج الفاكهي في أخبار مكة [2308]، فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّافِعِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ، قَالَ: فذكره.
وخرجه الطبراني في الأوسط [9120]، فقال: حَدَّثَنَا مَسْعَدَةُ بْنُ سَعْدٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، به.
وهذا إسناد منكر، فيه إبراهيم بن علي الرافعي "ضعيف"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
وخولف فيما عزاه السيوطي في المحاضرات (307)، إلى الأصمعي، حدثنا ابن أبي الزناد قال: فذكره معضلا.
وله شاهد فيما خرجه ابن عدي في الكامل (1/329)، فقال:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ به، مختصرا.
قلتُ: رفعه منكر، محمد بن عمر معروف بالواقدي، وأحمد بن حفص "حدث بأحاديث منكرة لم يتابع عليه"، كذا قال ابن عدي.
وخولف فيما خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [25813]، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي جَارُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يُرْمَى بِالأَرْجَامِ وَالْجِيَفِ فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَيُّ مُجَاوَرَةٍ هَذِهِ؟ ". اهـ.
وهذا موقوف، وخولف فيما خرجه الطبري في تاريخه [462]، فقال:
حدثنا ابن حميد، قال: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: فذكره مرفوعا مرسلا.
رواه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (1/416).
ورواية هشام وهي الموقوفة أقوى ويقال بأن جار النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو ثابت القرشي كما في معرفة الصحابة (5/2843) لأبي نعيم.
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.
وجزاكم الله خيرا.اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس