هل تجوز السباحة في مكان به مخالفات شرعية؟ (استشارات الألوكة):

هل تجوز السباحة في مكان به مخالفات شرعية؟
أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة

السؤال
♦ الملخص:
رجل يذهب إلى حمام سباحة في النادي، وتوجد به بعض المخالفات الشرعية، ويسأل: هل يجوز له أن ينزل حمام السباحة وسط هذه المخالفات؟
♦ التفاصيل:
في النادي الذي أذهب إليه مبنًى كبيرٌ، يوجد على سطحه حمامان للسباحة، تفصل بينهما ثلاثة أمتار، وأنا أذهب إلى سطح هذا المبنى في ساعة مبكرة؛ حيث لا يوجد إلا رجلان أو ثلاثة في الحمام الكبير، ولا يوجد أحد يسبح في الحمام الصغير، ولا يوجد مَن يجلس حول المسبحين؛ لأننا في الشتاء وأنا أذهب مبكرًا، لكن يوجد بعض المخالفات الشرعية، وأريد أن أعلم: هل هي كفيلة بعدم ذهابي أو لا؟
١- ربما يكون هذان الرجلان متساهلَيْنِ في عورتهما بعض الشيء، فيظهر ما تحت سرتهما بنصف شبر، وكذلك ما فوق ركبتهما بنصف شبر.
٢- يكون هناك أغانٍ في المذياع العمومي، لكني أطلب من الإدارة أن تغلقها ويغلقونها أحيانًا، وعندما تأتي صلاة الظهر فإني أطلب من بعض العاملين أن نصليَ جماعة.
٣- يوجد على سطح المبنى دورة مياه تجلس على بابها امرأة، لكنها كبيرة وبسيطة لا تُشتهى، وتلبس خمارًا، ويوجد محل عصائر يجلس بداخله أحيانًا رجل وأحيانًا بنت.
٤- يوجد على حائط هذا السطح صورٌ لرئيس مجلس الإدارة مع بعض الفتيات الحاصلات على بطولات مكشوفات الشعر.
فهل لي بهذه المخالفات أن أنزل الحمام الصغير الذي بجانبه، ووقتها سأكون بعيدًا عن نظر هذه المرأة التي عند دورة المياه، وعن البنت التي في محل العصائر، ولن أكون مواجهًا للصور التي على الحائط، ولست مع الرجلين في حمام واحد، لكني سأظل على نفس السطح الذي فيه هذه المخالفات عمومًا، أو أغادر سطح المبنى كله؟ مع العلم أنني أنزل ساتر عورتي.



الجواب
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.

ثانيًا: نحمد لك حرصك على التحري، والسؤال عن أمورك لمعرفة الحل من الحرام.

ثالثًا: لا يجوز للمسلم أن يوجدَ في الأماكن التي تنتشر فيها المنكرات إلا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقاعدة أن المؤمن إذا لم يستطع أن يزيل المنكر، زال هو عنه، ومع ما ذكرتَ من مخالفات، فلا يجوز وجودك في هذه المسابح، إلا إذا تمكنتَ من تغييرها، بارك الله فيك.
والمسلم مأمورٌ بصيانة دينه، والبعد عن مواطن الفتنة، والذهاب إلى هذه الأماكن التي فيها كشف للعورات، واختلاط المستهترين من الرجال والنساء يعرضك للنظر المحرم، والسكوت عن المنكر، وربما تضعف عن إنكاره.
فالنصيحة أن تبحث لك عن مكان خاصٍّ بالرجال، فلا حرج على الرجل في السباحة في المسبح الذي يسبح فيه رجال، إذا كانوا ساترين لعوراتهم، وحدود عورة الرجل عند جمهور العلماء: ما بين السرة والركبة، وليست السرة والركبة داخلتين في العورة، أسأل الله أن يعيذنا وإياك من مضلات الفتن، وأن يثبت قلوبنا، والله أعلم .
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6gQbrwdh6