فلنحمل هم الإسلام
محمد بن ظافر الشهري
يقولان رِفقاً بجسم رقيقْ ***بعينيك دمعٌ وفي الصدرِ ضِيقْ
وتحيا أسيراً لحرِّ الأسى ***وإن كنتَ تبدو كَحُرٍّ طليقْ
وقالا دعِ الهم أو بعضه ***ولم يعلما أنني لا أُطيقْ
فكيف السبيل إلى بسمةٍ ***وليس يقهقهُ صدرٌ خنيقْ؟!
أنضحك والهدمُ في البَابِرِي ***ومن قبلُ في القدسِ شبَّ الحريقْ؟!
ويَذبح "راموسُ" إخواننا ***على أرض "مورو" وما من شفيقْ
وفي مَقَديشو تُسال الدِّما ***ليُصنعَ منها لسَامَ الغبوقْ
وبثَّ الصليبُ رجالاته ***برغم الخلافاتِ - عند "الرفيقْ"[1]
وفي إِرِتِرْيا وجاراتِها ***ليخنقنا سَامُ عند المضيقْ[2]
وكشمير والهند لا تسألا ***عن الهَتْكِ فيها لشعبٍ عتيقْ[3]
فكم حُرة مزقوا سِترها ***ووالدُها مثخنٌ والشقيقْ
خليليَّ حلَّ بإخواننا ***من الضيم ما لا يسرُّ الصديقْ
أُذيقوا من الذلِّ ألوانَهُ ***فهل نتضاحكُ حتى نذوقْ؟!
وحتَّام نَسْفُلُ في همِّنا ***وأعداؤنا همُّهم في سموقْ؟!
ونشرب من قيء أعدائنا ***وإسلامنا فيه أحلى رحيقْ؟
وتبقى هُتافات أبنائنا ***تعيش النجوم يعيش الفريقْ؟
وتبقى وسائل إعلامنا ***لنشر الرذيلة والزور بوقْ؟
ونغمس في الفن أولادنا ***لِنُخرجَ معشوقةً أو عشيقْ؟
إذا زُرع الفسقُ في نسْلنا ***فهل نتوقع غير العقوقْ
ومَن كان عبداً لأهوائه ***سيُهوَى به في مكان سحيقْ
عجبتُ لمن سار نحو الهدى ***كسَيْرِ الفراشات نحو البريقْ!
وإسلامنا فيه إعزازنا ***وفيه تُنال جميع الحقوقْ
فؤاديَ يخفقُ من حبِّه ***فتسري محبتُه في العروقْ
فهيا لنُحيي به أنفُساً ***وإن لم يشأْ كلُّ نذلٍ صفيقْ
نجادلُ بالحق كل الورى ***ولا نَرْمِ مَن أسلموا بالمروقْ
خليليَّ سيراً على منهجي ***على منهجٍ سلفيٍّ عريقْ
وكُفَّا عن اللوم ولْتحْمِلا ***معي الهَمَّ أو فاتْرُكاني أُفيقْ
-------------
(1) الرفيق: يستخدمها الشيوعيون والبعثيون في الإشارة إلى زملائهم في التنظيم، وفي البيت إشارة إلى التعاون الشيوعي الأمريكي.
(2) باب المندب.
(3) عتيق:الكريم من كل شيء، والخيار من كل شيء.