ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا يوسف بن بهلول قال حدثنا عبد الله بن إدريس قال حدثنا محمد بن إسحاق عمن حدثه عن عروة بن الزبير عن عبد الله بن جعفر قال لما مات أبو طالب عرض لرسول الله سفيه من سفهاء قريش فألقى عليه ترابا فرجع إلى بيته فأتت امرأة من بناته تمسح عن وجهه التراب وتبكي قال فجعل يقول أي بنية لا تبكين فإن الله عز وجل مانع أباك ويقول ما بين ذلك ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب.
ماصحة هذا الحديث؟
رد: ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا يوسف بن بهلول قال حدثنا عبد الله بن إدريس قال حدثنا محمد بن إسحاق عمن حدثه عن عروة بن الزبير عن عبد الله بن جعفر قال لما مات أبو طالب عرض لرسول الله سفيه من سفهاء قريش فألقى عليه ترابا فرجع إلى بيته فأتت امرأة من بناته تمسح عن وجهه التراب وتبكي قال فجعل يقول أي بنية لا تبكين فإن الله عز وجل مانع أباك ويقول ما بين ذلك ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب.
ماصحة هذا الحديث؟
هذه رواية البيهقي أخرجها في دلائل النبوة [2 : 350]، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق [66 : 338]، وهذا إسناد شاذ، فقد خولف فيما:
أخرجه ابن قدامة في الرقة والبكاء [13]، من طريق زِيَادِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فذكره. وكذا نقله ابن كثير في البدابة والنهاية (3/122)، عن ابن إسحاق مرسلا.
وأخرج البيهقي في الدلائل (2/349)، عن الحاكم، ومن طريقه ابن عساكر [66 : 339]، وأخرجه أبو عبد الله الحافظ الحاكم في المستدرك [2 : 619]، وصححه، وقال: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ،
ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا عُقْبَةُ الْمُجَدَّرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَن ِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: : " مَا زَالَتْ قُرَيْشٌ كَاعَّةً حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ ". اهـ.
قال أبو عبيد الهروي (5/1661) : الكاعة: جمع كائع، وهو الجبان، وقد كاع يكع وكع يكع وقد كععت يا رجل وكعت، أراد أنهم يجبنون على إيذاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما مات اجترؤا يؤذون.
وتوبع على ذلك فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [594]، فقال:
حَدَّثَنا أَحْمَدُ، قَالَ: نا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ، قَالَ: نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وأخرجه ابن عساكر (66/339)، من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ، به.
قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، إِلا قَيْسٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو بِلالٍ". اهـ، وفي هذا شذوذ رواية الحاكم، وقال الهيثمي في المجمع (6/18) : " فيه أبو بلال الأشعري ضعيف". اهـ.
قال ابن عساكر: "كَذَا قَالا عَنْ عَائِشَةَ، وَالْمَحْفُوظُ مُرْسَلٌ". اهـ.
ومما يدل على شذوذ تلك الرواية، فيما أخرجه العباس بن محمد الدوري في تاريخه [174]، فقال:
حَدثنَا يحيى، قَالَ حَدثنَا عقبَة المجدر، قَالَ حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فذكره مرسلا هكذا.
أخرجه الخطابي في غريب الحديث (1/129)، فقال: أَخْبَرَنَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، نا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا عُقْبَةُ الْمُجَدَّرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ.
وأخرجه ابن عساكر (66/339)، من طريق أَبي الْحَسَنِ بْنِ السَّقَّا، وَأَبي مُحَمَّدِ بْنِ بَالَوَيْهِ، قَالا: نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، به.
وتوبع على هذا الإرسال كما في السيرة لابن إسحاق (ص:239)، رواية العطاردي، ومن طريقه البيهقي في الدلائل [2 : 349]، وابن عساكر (66/339)، فقال:
حدثنا يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وكذا رواه ابن هشام في السيرة (2/46) عن ابن إسحاق مرسلا.
فالراجح في روايتي ابن إسحاق وعقبة المجدر عن هشام بن عروة عن أبيه مرسل، وتوبع هشام على الإرسال، فيما:
أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب (1/39)، من طريق ابن شهاب قال: قَالَ عروة بن الزبير: "ما زالوا- يعني قريشًا- كافين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات أبو طالب". اهـ.
قال الزرقاني في شرحه (2/43) :
في رواية: "ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار"، وصريح هذا الحديث أنه خفف عنه عذاب القبر في الدنيا، كما يومئ إليه كلام الحافظ ويوم القيامة يكون في ضحضاح أيضا؛
كما في الحديث الآتي، ففي سؤال العباس عن حاله دليل على ضعف رواية ابن إسحاق؛ لأنه كانت تلك الشهادة عنده لم يسأل لعلمه بحاله، وقد قال الحافظ:
هذا الحديث لو كان طريقه صحيحة لعارضه هذا الحديث الذي هو أصح منه فضلا عن أنه لا يصح، ويضعف ما ذكره السهيلي أنه رأى في بعض كتب المسعودي أنه أسلم، لا أن مثل ذلك لا يعارض ما في الصحيح". اهـ.
والله أعلم.
رد: ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب
رد: ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس
جزاكم الله خيراً.
وجزاك الله خيرا.
ملحوظة: أخرجه الديلمي كما في الغرائب (2431)، من طريق الحاكم، فقال:
حدثنا الأصم ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، مرفوعاً.
وهذا منكر، ولعله مقلوب، ففي الطريق إليه أبو طالب الحسيني ترجم له ابن عساكر ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقد ذكرنا ءانقا تخريج الحاكم وعنه البيهقي غير هذا الإسناد لهذا الحديث.
وهناك حديث ءاخر أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط [3818]، وعنه أبو نعيم في الحلية [12770]، فقال:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: نا عِيسَى بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الطَّائِيُّ، قَالَ: نا فُرَاتُ بْنُ مَحْبُوبٍ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ تَحَيَّنُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا عَمُّ، مَا أَسْرَعَ مَا وَجَدْتُ فَقْدَكَ ". اهـ، وفي لفظ أبي نعيم: "تجهموا".
قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ إِلا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَلا عَنْ أَبِي بَكْرٍ إِلا فُرَاتُ بْنُ مَحْبُوبٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عِيسَى بْنُ عَبْدِ السَّلامِ". اهـ.
وقال الهيثي: "رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، عَنْ شَخْصٍ لَقِيَ ابْنَ سَعِيدٍ الرَّازِيَّ، قَالَ الدَّارَقُطْنِي ُّ: لَيْسَ بِذَاكَ، وَعِيسَى بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ". اهاـ.
ولم أجد الطبراني رواه عن شخص لقي ابن سعيد، ولكن توبع فيما أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان [2 : 277]، فقال:
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الذَّيَّالِ أَبُو بَكْرٍ الأَصْبَهَانِيّ ُ بِدِمَشْقَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْطَاكِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الدِّهْقَانِ، ثنا فُرَاتُ بْنُ مَحْبُوبٍ، به.
قلتُ: الإسناد إلى الأنطاكي فيه من فيه جهالة ومن فيه لين، ولكن توبعا، فأخرج أبو موسى المديني في اللطائف من علوم المعارف [206]، من مسند أبي بكر الإسماعيلي، قال:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الْخَثْعَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الصُّغْدِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ دِهْقَانَ، ثنا الْفُرَاتُ بْنُ مَحْبُوبٍ، به.
قلتُ: الإسناد ضعيف، أحمد بن الفضل بن دهقان الحدثي القاضي مجهول، بالإضافة إلى أن الفرات بن محبوب مجهول أيضا، تفرد ابن حبان بذكره في الثقات.
والله أعلم.