هل ثبت ان عمر رضي الله عنه تصارع مع الشيطان ؟

حدثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا أسد بن موسى ، ثنا المسعودي، ثنا عاصم عن شقيق، قال: قال عبدالله: " لقي الشيطان رجلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فصارعه فتعره المسلم وأرم بإبهامه، فقال: دعني أعلمك آية لا يسمعها أحد منا إلا ولى، فأرسله فأبى أن يعلمه فعاد فصارعه فتعره المسلم وأرم بإبهامه، قال: أخبرني بها فأبى أن يعلمه، فلما عاد الثالثة، قال: الآية التي في سورة البقرة: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: 255] إلى آخرها " فقيل لعبد الله: يا أبا عبد الرحمن: من ذلك الرجل؟ فقال: «من عسى أن يكون إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه»
المعجم الكبير للطبراني ج 9 ص 165

قلتُ: أثر ثابت صحيح.
له عدة طرق:
رواية عاصم اختلف عنه من طريقين:
- رواية المسعودي عنه:
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (9/165) من طريق المسعودي قال: ثنا عاصم عن شقيق، قال: قال عبدالله: فذكره.
وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (7/123) معلقا، وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق (44/87).
وهذا إسناد حسن، إلا أنه قد يعل بالشذوذ، رجاله ثقات عدا المسعودي "صدوق اختلط قبل موته وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
قلتُ: والراوي عنه أسد بن موسى أقام البصرة وتوفي بمصر؛ فهو ليس ممن روى عنه ببغداد.
- رواية حماد وعكرمة بن عمار عنه:
- أخرجه الحربي في غريب الحديث () عن موسى، وأبو نعيم في دلائل النبوة () عن عفان، وابن عساكر في تاريخ دمشق () عن إبراهيم، وابن البَختَري في «مجموع فيه مصنَّفاته» (ص 144 رقم 72) عن همام بن يحيى،
وابن أبي شيبة في مصنفه () عن زائدة، والبيهقي في دلائل النبوة ()، وعنه ابن عساكر () معلقا، عن محمد بن أبان كلهم (موسى وعفان وإبراهيم وزائدة وهمام ومحمد بن أبان) من طريق حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله به.
- وأخرجه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان () من طريق عكرمة بن عمار عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زِرٌّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: فذكره.
وروايتا حماد وعكرمة بن عمار صحيحان، رجالهما ثقات رجال الصحيحين.
ولعله قد رواه عاصم من طريقين، قال الدارقطني كما في العلل [707] في أثر ءاخر: "وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْقَوْلَانِ صَحِيحَيْنِ". اهـ.
وإلا فالراجح رواية حماد بن سلمة وعكرمة بن عمار، فإن المسعودي قال عنه علي ابن المديني: "ثقة، إلا أنه كان يغلط فيما روى عن عاصم بن بهدلة و سلمة، وما روى عن القاسم ومعن صحيح". اهـ.
- شاهدان ءاخران:
- رواية الشعبي:
أخرجها الدارمي في سننه ()، والطبراني في المعجم الكبير ()، والدينوري في المجالسة ()، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق، من طريق أبي نعيم:
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث ()، عن أبي معاوية: كلاهما (أبو نعيم وأبو معاوية) عن أبي عاصمٍ الثقفي [محمد بن أبي أيوب]، عن الشعبي، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: فذكره.
وهذا مرسل صحيح رجاله ثقات، رجال مسلم، فإن الشعبي "لم يسمع عبد الله بن مسعود، إنما رآه رؤية"، كذا قال أبو عبد الله الحاكم، ولكن "مرسل الشعبي صحيح، لا يكاد يرسل إلا صحيحا"، كذا قال العجلي.
- رواية عبد الملك بن عمير:
وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق ()، من طريق ابن عبدة القاضي يعني محمد بن عبدة بن حرب نا إبراهيم وهو ابن الحجاج عن حماد عن عبد الملك بن عمير وعاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال: فذكره.
وهذا فيه زيادة في الإسناد منكرة وهو قوله: "عبد الملك بن عمير"، فإن في الإسناد محمد بن عبدة العباداني "كذاب"، كذا قال ابن عدي.
وقال مرة: "كان يحدث من كتب الناس عن قوم لم يرهم ، والضعف على حديثه بين"، ونحو ذلك قاله الحسن بن أحمد السبيعي، وقال الدارقطني: "لا شيء، آفة"، وقال الذهبي: "واهٍ"، ومرة : "إلى صرامته المنتهي، وهو في باب الرواية، تالف متهم".
والله أعلم.

جزاكم الله خيراً.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

جزاكم الله خيراً.

---

وجزاكم الله خيرًا.