أخاف أن يطرحني غداً في النار ولا يبالي

عن حفص بن عمر قال: بكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غداً في النار ولا يبالي.
ماصحة هذا الاثر؟

أخرجه ابن الجوزي في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (7/136-137) فقال:
أخبرنا عبد الوهاب الأنماطي، قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار، قال: أخبرنا الحسين بن علي، قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان، قال: حدثنا علي بن محمد المصري، قال:
حدثنا أحمد بن واضح، قال: حدثنا سعيد بن أسد، قال: حدثنا ضمرة، عن حفص بن عمر، قال: "بكى الحسن، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أخاف أن يطرحني غدا في النار ولا يبالي". اهـ.
تراجم رجال الإسناد:
- عبد الوهاب الأنماطي هو ابن المبارك بن أحمد البغدادي "ثقة" كذا قال أبو الفضل بن ناصر وأبو سعد السمعاني وأبوطاهر السلفي وغيرهم.
- أبو الحسين وهو المبارك بن عبد الجبار الطيوري البغدادي "ثقة" كذا قال الحافظان الذهبي وابن حجر، بل قال الذهبي: "ثقة ثبت". اهـ.
- الحسين بن علي تصحيف والصواب هو: الحسن بن علي وهو الجوهري البغدادي "ثقة" كذا قال أبو سعد السمعاني والخطيب البغدادي وغيرهما.
- عبد الله بن عثمان وهو البغدادي الصفار "ثقة" كذا قال الخطيب البغدادي.
- علي بن محمد وهو ابن أحمد بن الحسن المصري البغدادي الواعظ "ثقة أمين عارف" كذا قال الخطيب البغدادي.
- أحمد بن واضح منسوب لجده وهو أحمد بن إسحاق بن واضح المصري العسال "ثقة" كذا قال مسلمة بن القاسم الأندلسي.
- سعيد بن أسد بن موسى المصري ذكره ابن حبان في الثقات وقال : "سعيد بن أسد بن موسى السنة من أهل مصر يروي عن ابن عيينة وضمرة، وروى عنه يعقوب بن سفيان الفارسي". اهـ.
ذكره ابن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل وقال : "روى عنه أبو زرعة الرازي". اهـ، وقال ابن حجر: "أبو زرعة لا يروي إلا عن ثقة"، وقال الهيثمي: "روى عنه أبو زرعة الرازي ، ولم يضعفه أحد". اهـ.
- ضمرة وهو ابن ربيعة الفلسطيني "ثقة" كذا قال يحيى بن معين والنسائي والعجلي وابن سعد.
حفص بن عمر يحتمل رجلين وهما:
- حفص بن عمر الكندي.
الحلبي قاضي حلب المتوفى سنة 210 هـ ذكره ابن عدي في الضعفاء، وذكر له روايات منكرة، وقال ابن حبان: "يروي عن الثقات الموضوعات لا يحل الاحتجاج به"، وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث"، وقال أبو زرعة: "منكر الحديث". اهـ.
روى عنه ضمرة كما في تهذيب الكمال في أسماء الرجال (3/434) للمزي.
- والأخر حفص بن عمر السكوني.
هكذا نسبه البخاري وقال: " وروى ضمرة عن حفص ابن عُمَر السكوني: كتب عُمَر بْن عَبْد العزيز - فِي جور السلطان". اهـ.
وقال ابن أبي حاتم: "حفص بن عمر الشامي استشارني عمر بن عبد العزيز في رد مظالم الحجاج روى عنه أيوب بن سويد سمعت أبي يقول ذلك". اهـ.
وأرجح أنه الكندي؛ فإنه روى عن أبي إسحاق السبيعي حيث طبقة التابعين وله عدة روايات.
أما السكوني حيث مقل في الرواية.
وعلى كل فالأثر ضعيف، إذ الأول ضعيف والأخر مجهول.
وفي هذا إشارة إلى ما رواه إسحاق بن راهويه في مسنده بإسناد صحيح [184] فقال: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، في حديث يوم القيامة مرفوعًا:
قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ مِنَ الضَّجَرِ وَالْجَزَعِ مِمَّا هُمْ فِيهِ فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَمَرَ الْمَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ؟
فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ كَانَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ فَعَصَيْتُهُ وَأَطَعْتُ الشَّيْطَانَ، نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ، فَعَصَيْتُهُ فَأَخَافُ أَنْ يَطْرَحَنِي فِي النَّارِ، فَانْطَلِقُوا إِلَى غَيْرِي، نَفْسِي نَفْسِي". اهـ.
أخرجه الشيخان في صحيحيهما من طريق أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعًا.
والله أعلم.

جزاكم الله خيراً.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

جزاكم الله خيراً.

---

وجزاكم الله خيرًا.