من اصول اهل السنة أن الايمان قول وعمل واعتقاد وهذه الثلاث خالف فيها من خالف
قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح الواسطية -يقول شيخ الاسلام -(مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ أَنَّ الدِّينَ وَالإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ قَوْلٌ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ، وَعَمَلُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالْجَوَارِحِ. وَأَنَّ الإيمَانَ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ، وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ )
-الشرح---الايمان جَمَعَ ثلاثة أشياء مهمة : القول والاعتقاد والعمل ، وأنه يزيد وينقص .
في كل واحدة من هذه الثلاث القول والعمل والاعتقاد خالَفَ فيها من خالَفَ .
فمن الناس ، من الطوائف المنتسبة إلى القبلة :
* من خالفوا في العمل ، فقالوا (الايمان قول واعتقاد) وهؤلاء الذين يُسَمَّونْ المرجئة ، أرجؤوا العمل عن مسمى الايمان ، فقالوا الايمان قول واعتقاد وأما العمل فليس من مُسَمَّى الايمان وإنما هو لازم له - يعني لابد أنه يعمل لكن لو لم يعمل ما خرج عن اسم الايمان - فجعلوا العمل مرجَأً عن اسم الايمان ، فقالوا الايمان قول واعتقاد فقط وهؤلاء هم مرجئة الفقهاء .
ومن الطوائف التي تدخل في ذلك الماتوريدية والأشاعرة : هم يقولون إن الايمان قول واعتقاد إذا قال لا إله إلا الله محمد رسول الله واعتقد الاعتقاد الصحيح يعني أركان الايمان فإنه مؤمن ولو لم يعمل خيرا قط .فقالوا العمل ليس داخلا في المسمى ، هو خارج عنه ، فهذه أول مخالفة .
هؤلاء يجعلون الكفر هو منافاة القول والاعتقاد ، لا يجعلون الكفر راجعا إلى العمل (يعني نقض الايمان ، نقض ذلك العقد بنقض القول أو بنقض الاعتقاد) .
فالعمل لمَّا لم يكن من مُسَمَّى الايمان فإنه لا يتصور أن يُنْقَضَ الايمان بعمل ، لم ؟
لأنه ليس داخلا عندهم في مسماه فليس ركنا من أركانه فلذلك لو تُرِكَ العمل أو جاء بعمل يقضي على أصل الاستسلام فإنه ليس داخلا في نواقض الايمان ولا رافعات الايمان لأنه غير داخل في الايمان أصلا .
* الطائفة الثانية من المرجئة الذين أرجؤوا الاعتقاد مع العمل جميعا ، قالوا (هو قول فقط) .
وهؤلاء هم الكَرَّامية (طائفة ذهبت ، وإن كان كثير من أهل العلم لا يطلق عليهم اسم الارجاء لكن في الواقع هم أرجؤوا الاعتقاد والعمل) لم ؟
قالوا لأن المنافقين اكْتُفِىَ منهم بالقول مع أن اعتقادهم باطل وعمل أولئك باطل وحصل منهم القول فقط وسماهم أو دخلوا في الخطاب ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا? ودخلوا بالخطاب بالإسلام فدل ذلك على أنه يُكتفي في الاسلام والايمان بالقول فقط .
* ومن المرجئة وهم الغلاة من قالوا : الايمان (اعتقاد فقط) يعني لا قول ولا عمل ، لا القول يُحتاج إليه ولا العمل يُحتاج إليه ، وإنما هو اعتقاد فقط ، اعتقاد الجَنان ، وهؤلاء هم الجهمية ومن وافقهم
وهؤلاء انقسموا : هل الاعتقاد يكون معرفة فقط ؟ أو اعتقاد بعقد القلب على صحة ذلك الشيء؟
* فغلاة الجهمية يقولون بالمعرفة فقط ويتبعهم في ذلك غلاة الصوفية ، يقولون يصح الايمان أو يبقى اسم الايمان بالمعرفة ، فيُطْلَقُ على من عرف أنه مؤمن ، فإبليس على لازم كلامهم مؤمن ، وفرعون على لازم كلامهم مؤمن لأنه أتى بالمعرفة .
* والذين قالوا إن الايمان هو الاعتقاد لا يُكتفي بالمعرفة فقط ، قالوا إن إبليس عنده معرفة ولم يسمى مؤمنا وفرعون عنده معرفة ولم يسمى مؤمنا فلهذا لا يصح إطلاق المعرفة فقط بل فلا بد من الاعتقاد ، أما القول والعمل فإنهما لازمان للاعتقاد ، فإنه إذا اعتقد اعتقادا جازما فلا بد له أن يقول ولابد له أن يعمل ، فصار القول عندهم والعمل من لوازم الاعتقاد الصحيح ، كما أن المرجئة - يعني مرجئة الفقهاء - قالوا إن العمل من اللوازم ، هؤلاء قالوا حتى القول أيضا من اللوازم لا يدخل في أصل الكلمة ، واستدلوا على ذلك على بأن أصل الايمان في اللغة هو التصديق الجازم ، وقالوا في الشرع لم يُنقَل إلى شيء آخر بل هو التصديق الجازم الذي هو الاعتقاد .
فهؤلاء جميعا خالفوا أهل السنة في هذه المسائل .
من المسائل المتصلة بالايمان أيضا أن الخلاف في الايمان مع المرجئة خلاف جوهري وليس خلافا صُوْرِياً .
ونقول ذلك لأن صاحب الطحاوية والشارح ابن أبي العز رحمهما الله جل وعلا قالوا إن العمل من لوازم الايمان وليس بداخل في أصله ، هذا قاله الطحاوي ، وشارح الطحاوية قال : إن الخلاف مع الذين يجعلون العمل من الايمان خلاف شكلي ، وليس خلافا حقيقيا ، خلاف صوري .
والجواب عن هذا :
* أن الخلاف حقيقي ، وذلك أن الأدلة دلت على أن العمل جزء من الايمان ، على أن العمل ركن من أركان الإيمان ، فإذا أَخرَجَ أحد هذا الركن عن حقيقة الايمان صار مخالفا في فهم الدليل ، وإذا خالف في فهم الدليل وترك فهم أهل السنة والجماعة للدليل فإنه خالف أهل السنة والجماعة في حقيقة تعريف الايمان .
* الثاني : أنه لو تُصُوِّرَ أن أحدا أتى بالقول والاعتقاد ولم يعمل شيئا البتة ، لا صلاة ولا زكاة ، لم يعمل خيرا البتة فهل هذا ينجو أم لا ينجو ؟
عندهم ينجو لأنه مؤمن ، وعند أهل السنة والجماعة هو كافر مخلد في النار .
* الثالث : أن نفي دخول العمل في مسمى الايمان قد يلزم منه أن لا يُجْعَل الخروج من الايمان بعمل ، وأهل السنة أخرجوا من الايمان بعمل ، بل إن الحنفية الذين قالوا إن الايمان قول واعتقاد ولم يجعلوا العمل من مسميات الايمان كفَّروا وأخرجوا من الايمان بأشياء يسيرة من العمل :
فجعلوا من قال مسيجد ومصيحف ونحو ذلك ، جعلوا هذا كفرا - هذا من جهة الأقوال - وجعلوا من عمل عملا كُفريا مثل إلقاء المصحف في قاذورة أو السجود لصنم ، جعلوه أيضاً كفرا ، مخرجا من الملة ، الجهة عندهم انهم كفَّروه بالعمل لمناقضته لأصل الاعتقاد .
نقول قد يلزم من جعل عدم العمل من الايمان ، من جعل عدم العمل والخلاف فيه صوريا مع أهل السنة قد يلزم منه الخلاف في التكفير ، وهذا قد حصل فعلا .
ولهذا نقول إن الخلاف الذي ذكره صاحب شرح الطحاوية من انه صوري وليس بحقيقي أن هذا ليس صوابا بل الصواب أن الخلاف حقيقي ولهذا صنف أهل السنة كتب الايمان وجعلوا فيها الأدلة على أن العمل من الايمان .
من أصول أهل الإرجاء أنهم يقولون لا يضر مع الايمان ذنب كما أنه لا تنفع مع الكفر طاعة .
لا يضر مع الإيمان ذنب يعني أن الإيمان شيء واحد يستوي فيه الناس جميعا فايمان أبي بكر وعمر وآحاد المؤمنين واحد ، كله واحد لأنه هو التصديق الجازم .
والتصديق الجازم اعتقاد وهذا لا يقبل المفاضلة ، فالتفاضل جاء بالعمل ، والعمل خارج عن مسمى الايمان عندهم فلهذا قالوا لا يضر مع الايمان ذنب .
فإذا وجدت الذنوب فإن أصل الايمان لا يتغير لأنه عندهم قول واعتقاد .
وهذا يدل على أن الخلاف معهم خلاف حقيقي وليس صوريا ، لأن من لوازم إخراج العمل عن مسمى الايمان أن يُجْعَلَ الذنب غير مؤثر في الايمان .
[شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح ال الشيخ]
رد: من اصول اهل السنة أن الايمان قول وعمل واعتقاد وهذه الثلاث خالف فيها من خالف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح الواسطية -يقول شيخ الاسلام -(مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ أَنَّ الدِّينَ وَالإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ قَوْلٌ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ، وَعَمَلُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالْجَوَارِحِ. وَأَنَّ الإيمَانَ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ، وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ )
-الشرح---الايمان جَمَعَ ثلاثة أشياء مهمة : القول والاعتقاد والعمل ، وأنه يزيد وينقص .
في كل واحدة من هذه الثلاث القول والعمل والاعتقاد خالَفَ فيها من خالَفَ .
فمن الناس ، من الطوائف المنتسبة إلى القبلة :
* من خالفوا في العمل ، فقالوا (الايمان قول واعتقاد) وهؤلاء الذين يُسَمَّونْ المرجئة ، أرجؤوا العمل عن مسمى الايمان ، فقالوا الايمان قول واعتقاد وأما العمل فليس من مُسَمَّى الايمان وإنما هو لازم له - يعني لابد أنه يعمل لكن لو لم يعمل ما خرج عن اسم الايمان - فجعلوا العمل مرجَأً عن اسم الايمان ، فقالوا الايمان قول واعتقاد فقط وهؤلاء هم مرجئة الفقهاء .
ومن الطوائف التي تدخل في ذلك الماتوريدية والأشاعرة : هم يقولون إن الايمان قول واعتقاد إذا قال لا إله إلا الله محمد رسول الله واعتقد الاعتقاد الصحيح يعني أركان الايمان فإنه مؤمن ولو لم يعمل خيرا قط .فقالوا العمل ليس داخلا في المسمى ، هو خارج عنه ، فهذه أول مخالفة .
هؤلاء يجعلون الكفر هو منافاة القول والاعتقاد ، لا يجعلون الكفر راجعا إلى العمل (يعني نقض الايمان ، نقض ذلك العقد بنقض القول أو بنقض الاعتقاد) .
فالعمل لمَّا لم يكن من مُسَمَّى الايمان فإنه لا يتصور أن يُنْقَضَ الايمان بعمل ، لم ؟
لأنه ليس داخلا عندهم في مسماه فليس ركنا من أركانه فلذلك لو تُرِكَ العمل أو جاء بعمل يقضي على أصل الاستسلام فإنه ليس داخلا في نواقض الايمان ولا رافعات الايمان لأنه غير داخل في الايمان أصلا .
* الطائفة الثانية من المرجئة الذين أرجؤوا الاعتقاد مع العمل جميعا ، قالوا (هو قول فقط) .
وهؤلاء هم الكَرَّامية (طائفة ذهبت ، وإن كان كثير من أهل العلم لا يطلق عليهم اسم الارجاء لكن في الواقع هم أرجؤوا الاعتقاد والعمل) لم ؟
قالوا لأن المنافقين اكْتُفِىَ منهم بالقول مع أن اعتقادهم باطل وعمل أولئك باطل وحصل منهم القول فقط وسماهم أو دخلوا في الخطاب ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا? ودخلوا بالخطاب بالإسلام فدل ذلك على أنه يُكتفي في الاسلام والايمان بالقول فقط .
* ومن المرجئة وهم الغلاة من قالوا : الايمان (اعتقاد فقط) يعني لا قول ولا عمل ، لا القول يُحتاج إليه ولا العمل يُحتاج إليه ، وإنما هو اعتقاد فقط ، اعتقاد الجَنان ، وهؤلاء هم الجهمية ومن وافقهم
وهؤلاء انقسموا : هل الاعتقاد يكون معرفة فقط ؟ أو اعتقاد بعقد القلب على صحة ذلك الشيء؟
* فغلاة الجهمية يقولون بالمعرفة فقط ويتبعهم في ذلك غلاة الصوفية ، يقولون يصح الايمان أو يبقى اسم الايمان بالمعرفة ، فيُطْلَقُ على من عرف أنه مؤمن ، فإبليس على لازم كلامهم مؤمن ، وفرعون على لازم كلامهم مؤمن لأنه أتى بالمعرفة .
* والذين قالوا إن الايمان هو الاعتقاد لا يُكتفي بالمعرفة فقط ، قالوا إن إبليس عنده معرفة ولم يسمى مؤمنا وفرعون عنده معرفة ولم يسمى مؤمنا فلهذا لا يصح إطلاق المعرفة فقط بل فلا بد من الاعتقاد ، أما القول والعمل فإنهما لازمان للاعتقاد ، فإنه إذا اعتقد اعتقادا جازما فلا بد له أن يقول ولابد له أن يعمل ، فصار القول عندهم والعمل من لوازم الاعتقاد الصحيح ، كما أن المرجئة - يعني مرجئة الفقهاء - قالوا إن العمل من اللوازم ، هؤلاء قالوا حتى القول أيضا من اللوازم لا يدخل في أصل الكلمة ، واستدلوا على ذلك على بأن أصل الايمان في اللغة هو التصديق الجازم ، وقالوا في الشرع لم يُنقَل إلى شيء آخر بل هو التصديق الجازم الذي هو الاعتقاد .
فهؤلاء جميعا خالفوا أهل السنة في هذه المسائل .
من المسائل المتصلة بالايمان أيضا أن الخلاف في الايمان مع المرجئة خلاف جوهري وليس خلافا صُوْرِياً .
ونقول ذلك لأن صاحب الطحاوية والشارح ابن أبي العز رحمهما الله جل وعلا قالوا إن العمل من لوازم الايمان وليس بداخل في أصله ، هذا قاله الطحاوي ، وشارح الطحاوية قال : إن الخلاف مع الذين يجعلون العمل من الايمان خلاف شكلي ، وليس خلافا حقيقيا ، خلاف صوري .
والجواب عن هذا :
* أن الخلاف حقيقي ، وذلك أن الأدلة دلت على أن العمل جزء من الايمان ، على أن العمل ركن من أركان الإيمان ، فإذا أَخرَجَ أحد هذا الركن عن حقيقة الايمان صار مخالفا في فهم الدليل ، وإذا خالف في فهم الدليل وترك فهم أهل السنة والجماعة للدليل فإنه خالف أهل السنة والجماعة في حقيقة تعريف الايمان .
* الثاني : أنه لو تُصُوِّرَ أن أحدا أتى بالقول والاعتقاد ولم يعمل شيئا البتة ، لا صلاة ولا زكاة ، لم يعمل خيرا البتة فهل هذا ينجو أم لا ينجو ؟
عندهم ينجو لأنه مؤمن ، وعند أهل السنة والجماعة هو كافر مخلد في النار .
* الثالث : أن نفي دخول العمل في مسمى الايمان قد يلزم منه أن لا يُجْعَل الخروج من الايمان بعمل ، وأهل السنة أخرجوا من الايمان بعمل ، بل إن الحنفية الذين قالوا إن الايمان قول واعتقاد ولم يجعلوا العمل من مسميات الايمان كفَّروا وأخرجوا من الايمان بأشياء يسيرة من العمل :
فجعلوا من قال مسيجد ومصيحف ونحو ذلك ، جعلوا هذا كفرا - هذا من جهة الأقوال - وجعلوا من عمل عملا كُفريا مثل إلقاء المصحف في قاذورة أو السجود لصنم ، جعلوه أيضاً كفرا ، مخرجا من الملة ، الجهة عندهم انهم كفَّروه بالعمل لمناقضته لأصل الاعتقاد .
نقول قد يلزم من جعل عدم العمل من الايمان ، من جعل عدم العمل والخلاف فيه صوريا مع أهل السنة قد يلزم منه الخلاف في التكفير ، وهذا قد حصل فعلا .
ولهذا نقول إن الخلاف الذي ذكره صاحب شرح الطحاوية من انه صوري وليس بحقيقي أن هذا ليس صوابا بل الصواب أن الخلاف حقيقي ولهذا صنف أهل السنة كتب الايمان وجعلوا فيها الأدلة على أن العمل من الايمان .
من أصول أهل الإرجاء أنهم يقولون لا يضر مع الايمان ذنب كما أنه لا تنفع مع الكفر طاعة .
لا يضر مع الإيمان ذنب يعني أن الإيمان شيء واحد يستوي فيه الناس جميعا فايمان أبي بكر وعمر وآحاد المؤمنين واحد ، كله واحد لأنه هو التصديق الجازم .
والتصديق الجازم اعتقاد وهذا لا يقبل المفاضلة ، فالتفاضل جاء بالعمل ، والعمل خارج عن مسمى الايمان عندهم فلهذا قالوا لا يضر مع الايمان ذنب .
فإذا وجدت الذنوب فإن أصل الايمان لا يتغير لأنه عندهم قول واعتقاد .
وهذا يدل على أن الخلاف معهم خلاف حقيقي وليس صوريا ، لأن من لوازم إخراج العمل عن مسمى الايمان أن يُجْعَلَ الذنب غير مؤثر في الايمان .
[شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح ال الشيخ]
قال د. عبد الله بن عبد العزيز الجبرين الأستاذ بكلية المعلمين بالرياض(بحثه في الكفر الأكفر:ص؟؟):"النو ع السادس : كفر الإعراض : ورد ذكر الإعراض في كتاب الله تعالى في آيات كثيرة ، وأصل الإعراض هو : التولي عن الشيء ، والصدود عنه ، وعدم المبالاة به . والإعراض عن دين الله تعالى قسمان : القسم الأول : إعراض مكفر : وهو أن يترك المرء دين الله ويتولى عنه بقلبه ولسانه وجوارحه ، أو يتركه بجوارحه مع تصديقه بقلبه ونطقه بالشهادتين .
وهذا القسم له ثلاث صور ، هي :
1- الإعراض عن الاستماع لأوامر الله عز وجل ، كحال الكفار الذين هم باقون على أديانهم المحرفة أو الذين لا دين لهم ، ولم يبحثوا عن الدين الحق مع قيام الحجة عليهم ، فهم أعرضوا عن تعلم ومعرفة أصل الدين الذي يكون به المرء مسلماً ، فهم يمكنهم معرفة الدين الحق والسير عليه ، ولكنهم لم يلتفتوا إلى ذلك ، ولم يرفعوا به رأساً .
2- الإعراض عن الانقياد لدين الله الحق وعن أوامر الله تعالى بعد استماعها ومعرفتها ، وذلك بعدم قبولها فيترك ما هو شرط في صحة الإيمان ، وهذا كحال الكفار الذين دعاهم الأنبياء وغيرهم من الدعاة إلى الدين الحق ، أو عرفوا الحق بأنفسهم ، فلم يسلموا ، وبقوا على كفرهم ، قال الله تعالى : ]والذين كفروا عما أنذروا معرضون[ [الأحقاف :3] .
3- الإعراض عن العمل بجميع أحكام الإسلام وفرائضه بعد إقراره بقلبه بأركان الإيمان ونطقه بالشهادتين .
فمن ترك جنس العمل بأحكام الإسلام ، فلم يفعل شيئاً من الواجبات ، لا صلاة ولا صياماً ولا زكاةً ولا حجاً ولا غيرها ، فهو كافر كفراً أكبر([44]) بإجماع السلف([45])، لقوله تعالى : ]قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين[ [آل عمران :32] ([46])، ولقوله تعالى : ]ومن أظلم ممن ذُكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنّا من المجرمين منتقمون[ [السجدة :22] ، ولآيات أخرى كثيرة تدل على كفر عموم المعرضين ، ولأن تركه لجميع الأعمال الظاهرة دليل على خلو باطنه من الإيمان والتصديق الجازم([47]) .
القسم الثاني : الإعراض غير المكفر : وهو أن يترك المسلم بعض الواجبات الشرعية غير الصلاة([48]) ، ويؤدي بعضها
(1) زيادة بقلم الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
(2) قال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله هنا:"أي هناك فرقٌ بين الكفر المعرف باللام ، والكفر المنكّر".
(3) في الأصل (ليس ركناً من أركان الإيمان) فعدلها الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله كما ترى.
(4) زيادة بقلم الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله"أ.هـ. ومراد الشيخ أن الشرط خارج عن ماهية الشيء والعمل جزء من الإيمان لا خارج عنه ، ومن أطلق من علمائنا أنه شرط صحة فمراده أنه لا يصح الإيمان إلا به كما وقع في بعض كلام سماحة الشيخ ابن باز تنزلاً مع السؤال حين قال مرة : إنه شرط صحة ، لكن قال مرة عند التحقيق :" لا ، هو جزء ، ما هو بشرط ، هو جزء من الإيمان" كما سيأتي في فتاواه.
(5) زيادة توضيحية بقلم الشيخ صالح حفظه الله.
(6) علق العلامة صالح الفوزان حفظه الله قائلاً:"أي القول بأن العمل شرط كمال في الإيمان هو قول المرجئة".
(7) زيادة توضيحية بقلم الشيخ صالح حفظه الله.
(8) علق الشيخ العلامة صالح الفوزان قائلاً :"لكن جنس العمل هو من حقيقة الإيمان ، وليس شرطاً فقط".
وهذا ماخوذ من الكتاب : أقوال ذوي العرفان في أن أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان للدكتور عصام السيناني وهو من اروع الكتب التي قراتها في مسائل الايمان
رد: من اصول اهل السنة أن الايمان قول وعمل واعتقاد وهذه الثلاث خالف فيها من خالف
وهذا ماهو مذكور في الكتاب اقوال ذوي العرفان وكان المؤلف يضرب امثلة بترك الصلاة من اجل توضيح في مسائل الايمان:
لم يتعرض شيخ الإسلام لذهاب الإيمان من عدمه وإنما قال (الفتاوى:7/637) عنه :"فمن سواء أجزائه ما إذا ذهب نقص عن الأكمل ، ومنه ما نقص الكمال وهو ترك الواجبات أو فعل المحرمات ، ومنه ما نقص ركنه هو ترك الاعتقاد والقول : الذي يزعم المرجئه والجهمية أنه مسمى فقط ، وبهذا تزول شبهة الفرق. وأصله في القلب وكماله العمل الظاهر ، بخلاف الإسلام ؛ فإن أصله الظاهر وكماله القلب"أ.هـ. قلت : مراد السائل التلبيس بأن شيخ الإسلام يرى أن الركن الذي يذهب الدين بتركه هو القول والاعتقاد دون العمل ، وهذه كرة خاسرة لأن رأي شيخ الإسلام الواضح المعلوم هو تكفير تارك عمل الجوارح وتصريحه باستحالة وجود إيمان في القلب مع عدم العمل الظاهر. ومشكلة هؤلاء ظنهم أن الكمال في كلام الشيخ هنا ما لا يكفر بتركه ، وآخر عبارة الشيخ تنقض هذا الفهم عند قوله عن الإسلام "فإن أصله الظاهر وكماله القلب" إذ لازم ذلك أن يحكم بالإسلام لمجرد العمل الظاهر ولو تخلف عمل القلب الذي هو كمال ، وهذا هو النفاق بعينه. وإنما ذكرت هذا التعليق لأن شيخنا العلامة صالح الفوزان حفظه الله كتب عند نقل السائل قول شيخ الإسلام:"يحتاج إلى توثيقه من كتب شيخ الإسلام" ، ثم عرضته عليه حفظه الله فأقره.
الشيخ رحمه الله أنكر إطلاق لفظ "جنس العمل" سياسة لإبعاد الشباب عن الجدل الواقع بينهم وحصر الكفر بترك الصلاة ـ كما سيأتي في كلامه ـ ولكن نتج من اجتهاد الشيخ هذا لازم فاسد حين توصل هؤلاء لإلزام تارك مقولة السلف بكفر تارك العمل بلازم كلامه حيث قالوا : "إذا حصرتم الكفر بترك الصلاة دون جنس العمل ، وعلم أن من السلف من لا يكفر تارك الصلاة فيكون تارك عمل الجوارح عنده كذلك غير كافر ، فصح أن مسألة كفر تارك عمل الجوارح مسألة خلافية عند السلف" ، وهذا لا يقوله الشيخ ، فحينما أوردوا نحو هذا الإلزام على الشيخ ــ كما سيأتي ــ أنكره وغضب حتى قال:"الكفر ليس راجعاً إلى قواعد يقعدها الناس على ما يريدون ، هو مبني على الكتاب والسنة" ، وكان سماحة الشيخ ابن باز أصرح في دفع هذه الشبهة حينما سئل في الفتوى الثالثة الآنفة وقيل له : من لم يكفر تارك الصلاة من السلف ، أيكون العمل عنده شرط كمال ؟ أم شرط صحة ؟ فقال :"لا ، بل العمل عند الجميع شرط صحة ، إلا أنهم اختلفوا فيما يصح الإيمان به منه". قلت : ولذا كان الشافعي يرى عدم تكفير تارك الصلاة مع حكايته على أنه لا يجزئ إيمان بلا عمل ، فهو إذن مع عدم تكفيره لتارك الصلاة يكفر تارك العمل كله. ومع ذلك فقد أقر ذكر "جنس العمل" من العلماء غير شيخنا محمد ؛ فشيخ الإسلام ابن تيمية ناشر مذهب السلف يصرح بذلك فيقول(الفتاوى:7/616):"وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع سواء جعل الظاهر من لوازم الإيمان أو جزءاً من الإيمان كما تقدم بيانه) ، ويقول(الفتاوى:7/198) :" لا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح). وكذلك سماحة الشيخ ابن باز يقرر في الفتوى الثالثة الآنفة وهو يذكر اختلاف السلف فيما يصح به الإيمان من العمل فيقول:"إلا أن جنس العمل لابد منه لصحة الإيمان عند السلف جميعاً". ويُقر كفرَ
رد: من اصول اهل السنة أن الايمان قول وعمل واعتقاد وهذه الثلاث خالف فيها من خالف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
-الايمان جَمَعَ ثلاثة أشياء مهمة : القول والاعتقاد والعمل ،.
في كل واحدة من هذه الثلاث القول والعمل والاعتقاد خالَفَ فيها من خالَفَ .
نعم
رد: من اصول اهل السنة أن الايمان قول وعمل واعتقاد وهذه الثلاث خالف فيها من خالف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
نعم
اخي محمد عبد اللطيف انا توسع في شرح الايمان ونقيضه والكفر وانواعه كمعنى كفر الامتناع وكفر الجهل وكفر الاعراض..
فهل تنصح بكتاب معين لضابط هذه المسائل؟ مثال من كتب الشيخ صالح ال الشيخ بماذا تنصح في هذه المسائل؟
نفع الله بكم
رد: من اصول اهل السنة أن الايمان قول وعمل واعتقاد وهذه الثلاث خالف فيها من خالف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حاج زيد
اخي محمد عبد اللطيف انا توسع في شرح الايمان ونقيضه والكفر وانواعه كمعنى كفر الامتناع وكفر الجهل وكفر الاعراض..
فهل تنصح بكتاب معين لضابط هذه المسائل؟ مثال من كتب الشيخ صالح ال الشيخ بماذا تنصح في هذه المسائل؟
نفع الله بكم
هذا تجده فى شروح كتب العقيدة يخصِّصون بعض الابواب لمسائل الايمان والكفر-وهذه الكتب كشرح الطحاوية والواسطية-وغيرها من الكتب التى تشرح مسائل الايمان والكفر عند اهل السنة وعلى رأسها كتب شيخ الاسلام ابن تيمية ككتاب الايمان والايمان الاوسط- وممن شرح هذه الكتب وخاصة الطحاوية والواسطية الشيخ صالح ال الشيخ والشيخ الفوزان
والشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد العزير الراجحى والامام ابن باز والشيخ الامام محمد ابن ابراهيم وغيرهم من علماء الدعوة
ويوجد رسائل ماجستير مهمه فى هذا الباب ككتاب نواقض الايمان القوليه والعملية
وصفحة الشيخ الغليفى تهتم بشرح هذه المسائل-رابط الصفحة -https://www.facebook.com/algolaufe/p...41261522661901
-
رد: من اصول اهل السنة أن الايمان قول وعمل واعتقاد وهذه الثلاث خالف فيها من خالف
اقتباس:
في شرح الايمان ونقيضه والكفر وانواعه
بعض المواضيع التى تناقس بعض مسائل الايمان والكفر
هل هناك تعريف للكفر جامع لأقسامه وأنواعه؟
-للإيمان أصل، لا يصح الإسلام والإيمان إلا به
-
رد: من اصول اهل السنة أن الايمان قول وعمل واعتقاد وهذه الثلاث خالف فيها من خالف
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى(20/86): (الكفر: عدم الإيمان -باتفاق المسلمين- سواء اعتقد نقيضه وتكلم به، أو لم يعتقد شيئاً ولم يتكلم"
ويقول رحمه الله: (إنما الكفر يكون بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه، مثل كفر فرعون واليهود ونحوهم) درء تعارض العقل والنقل: 1/242
ويقول رحمه الله: (فتكذيب الرسول كفر، وبغضه وسبه وعداوته مع العلم بصدقه في الباطن كفر عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة أهل العلم) منهاج السنة: 5/251
ويقول رحمه الله في مجموع الفتاوى (7/533) (والكفر تارة يكون بالنظر إلى عدم تصديق الرسول والإيمان به، وتارة بالنظر إلى عدم الإقرار بما أخبر به، ثم مجرد تصديقه في الخبر، والعلم بثبوت ما أخبر به، إذا لم يكن معه طاعة لأمره، لا باطناً ولا ظاهراً، ولا محبة لله ولا تعظيماً له، لم يكن ذلك إيماناً) انتهى بتصرف يسير
الإيمان والكفر متقابلان إذا زال احدهما خلفه الآخر ، ولا يجتمع أصل الإيمان وأصل الكفر قط ،
كما لا يرتفع أصل الإيمان واصل الكفر قط كما قال سبحانه :
"هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن " فهما لا يجتمعان ولا يرتفعان في آن واحد ، ولكن قد تجتمع شعبة من شعب الكفر مع أصل الإيمان إذ أن الكفر أصل ذو شعب ، كما قد تجتمع شعبة من شعب الإيمان مع أصل الكفر فالإيمان أيضا أصل ذو شعب ... وهذا من أعظم أصول أهل السنة والجماعة ...
وعندما نتكلم عن الإيمان الذي يقابله الكفر فإننا لا نتكلم عن الإيمان الكامل أو الواجب ، بل نتكلم عن أصله وحقيقته وهو توحيد الله سبحانه وتعالى ...
هذه الحقيقة التي خلق الله الخلق لأجلها وفطرهم عليها وأرسل إليهم رسله وانزل كتبه ليعبد الله وحده لا شريك له، و يعبد بما شرع على ألسنة رسله صلوات الله وسلامه عليهم ....
قال سبحانه :" وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون"
وقال سبحانه:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"
والكفر في اللغة هو الستر والتغطية
- وفي الاصطلاح فهو : " ضد الإيمان"
وكما مر فى كلام شيخ الاسلام
( والكفر عدم الإيمان باتفاق المسلمين سواء " اعتقد نقيضه وتكلم به" أو " لم يعتقد شيئا ولم يتكلم" ولا فرق في ذلك
ومعنى قوله رحمه الله أن الكفر عدم الإيمان ،أن من لم يأت بالإيمان فقد كفر...
وهو على ضربين :-
- ضرب لم يأت به ولم يحققه وهذا هو الكافر الأصلي ..
- وضرب أتى بالإيمان ثم ارتكب بعد ذلك بما ينقضه من المكفرات القولية أو العملية ..
فكل من لم يأت بالإيمان أو يحققه سواء من لم يأت به أصلا أو أتى به ثم نقضه فقد لابس الكفر قطعا .. وسواء كان كفره أصليا أو طارئا....
قال ابن القيم رحمه الله : ( والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ، والإيمان بالله وبرسوله وإتباعه فيما جاء به ، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم ، وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل ..)
فما لم يأت العبد بالإيمان فليس بمسلم سواء اعتقد نقيضه وتكلم به" أو " لم يعتقد شيئا ولم يتكلم" ولا فرق في ذلك...
رد: من اصول اهل السنة أن الايمان قول وعمل واعتقاد وهذه الثلاث خالف فيها من خالف
الاسلام ضده الشرك والايمان ضده الكفر
قال الحافظ ابن القيم – رحمه الله -: (الإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك، والإيمان بالله ورسوله وأتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا، فليس بمسلم،
وقال ابن القيم رحمه الله: «في الرد على الإمام ابن عبد البر في إنكار: أحاديث الامتحان لأهل الفترات مستشهدًا بقوله: «ولا يخلو من مات في الفترة من أن يكون كافرًا أو غير كافر ..
جوابه من وجوه: أحدها أن يقال: هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان فإن الكفر هو: جحود ما جاء به الرسول، فشرط تحققه بلوغ الرسالة؛ والإيمان هو: تصديق الرسول فيما أخبر، وطاعته فيما أمر وهذا أيضًا مشروط ببلوغ الرسالة، ولا يلزم من انتفاء أحدهما وجود الآخر إلا بعد قيام سببه.
فلما لم يكن هؤلاء في الدنيا كفارًا ولا مؤمنين، كان لهم في الآخرة حكم آخر غير حكم الفريقين.
*********
-لا يوجد كفر إلا وله ظاهر وباطن
الكفر الظاهر، الذي هو: قول اللسان، وعمل الجوارح. لا بد وأن يرتبط به كفر الباطن: قول القلب، وعمل القلب. بالمقابلة والعكس -وكذلك كفر الباطن مع الظاهر.
الكفر القلبي؛ قولا وعملا، في أصله وذاته محله الباطن.
والكفر الظاهر القولي والعملي لهما ارتباط بالباطن أثرا وتبعا
فالظاهر: إما أن يكون مبينا لما فى الباطن، لا يعرف الباطن الا بهذا العمل الظاهر.
-أو يكون محدثا متسببا لكفر طارئ على الباطن، لم يكن موجودا قبل ذلك
أما تصور كفر ظاهر مجرد عن الباطن، فباطل، ومحال الا لمانع الاكراه كما اوضحنا سابقا-او لضعف التلازم --والتلازم ليس مرتبة واحدة، بل هو مراتب، وهي نفس مسألة زيادة الإيمان ونقصانه، فلكما قوي الإيمان قوي التلازم بينهما، وكلما ضعيف الإيمان نقض التلازم، فإذا ذهب الإيمان ذهب التلازم، وهكذا جميع شعب الإيمان.-
وهنا يقال: إذا كان الكفر الظاهر له أساس من الباطن، والباطن له لازم ظاهر، فلم هما نوعان،
فيقال: الفرق من من جهة الأصل، والفرع
فأما من جهة الأصل:
فالكفر الاعتقادي ( الباطن) معناه: الكفر الذي أصله ومحله القلب، فهو خفي في أصله، ثم قد يظهر على الجوارح بحسب القدرة، فيكون جليا ، وقد لا يظهر لمانع من خوف ونحوه، فيكون حينئذ خفيا، لا يعرفه إلا المطلع على السرائر.
وأما الكفر العملي ( الظاهر) فمعناه: الكفر الذي أصله ومحله العمل الظاهر اللسان او الجوارح، فهو جلي في أصله، ثم إنه يكشف عما في القلب من كفر
فالكفر الاعتقادي (الباطن) لا سبيل إلى معرفته، إلا بقول أو فعل، ومن ثم فلا سبيل للمؤاخذة به، ، ولا عقوبة،فى الدنيا
والكفر العملي ( الظاهر) فسبيل معرفته حاصل بما يظهر، ومن ثم السبيل للمؤاخذة به حاصل، فى الدنيا -الا مع وجود مانع من العقوبة
من هنا تظهر مسألة المؤاخذه بالعقوبة على الكفر الظاهر والباطن-
منها ما يتعلق باحكام الدنيا فهى جارية على ظاهر الامر من حيث المكلف وفعله للكفر -بمعنى ان فعله للكفر لا يغفر الا بالتوبة وتصحيح التوحيد ظاهرا وباطنا
وان هذا الكافر تجرى عليه الاحكام الدنيوية - من حيث هو مكلف لان الشرك علم بطلانه بالفطرة فلا حجة له فى احكام الدنيا الا من جهة العقوبة واقامة الحدود واستحلال الدم فقط هذا يكون بقيام الحجة الرسالية ومخالفتها
امااحكام الاخرة احكام الثواب والعقاب فهذه متعلقة بالحجة الرسالية فنفرق بالنسبة للمكلفين بين احكام الدنيا والحجة فيها العقل والفطرة على بطلان الشرك---وبين ما الحجة فيها الرسول ويكون الشخص فيها له احكام اهل الفطرة كما قال ابن القيم هنا - انه فى تلك الحال ليس بمكلف- يقصد رحمه الله فى احكام الاخرة او ما يتعلق بالعقوبة-- اما احكام الدنيا فى جارية على ظاهر الامر لان الحجة فى بطلان الشرك العقل والفطرة --وهذا هو الفارق بين اهل السنة -والاشاعرة -والمعتزلة
******** قال بن القيم في الفوائد ص 117
( الايمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له وان حقن به الدماء وعصم به المال والذرية .
ولا يجزىء باطن لا ظاهر له الا اذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف هلاك فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل علي فساد الباطن وخلوه من الايمان.
ونقصه دليل نقصه.
وقوته دليل قوته. فالإيمان قلب الإسلام ولبه ، واليقين قلب الإيمان ولبه. وكل علم وعمل لا يزيد الإيمان واليقين قوة فمدخول وكل إيمان لا يبعث على العمل فمدخول)
وقال أيضا :
الفوائد :
(فكل إسلام ظاهر لا ينفذ صاحبه منه إلى حقيقة الإيمان الباطنة فليس بنافع حتى يكون معه شيء من الإيمان الباطن. وكل حقيقة باطنة لا يقوم صاحبها بشرائع الإسلام الظاهرة لا تنفع ولو كانت ما كانت ، فلو تمزق القلب بالمحبة والخوف ولم يتعبد بالأمر وظاهر الشرع لم ينجه ذلك من النار كما أنه لو قام بظواهر الإسلام وليس في باطنه حقيقة الإيمان لم ينجه من النار ) . انتهى.
وربما تسرع متسرع فقال : لم يقل إنه كافر ، وإنما قال : لم ينجه من النار .
فنقول :حسبك أنه جعله ، كمن قام بظواهر الإسلام وليس في باطنه حقيقة الإيمان . وكلاهما في النار" إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار".
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
قد ينفى الايمان المتعلق بالوصف والفعل لأن الايمان اعتقاد وقول وعمل
والكفر كذلك اعتقاد وقول وعمل
فاذا خلا القلب من التوحيد فانه يخلفه فى الباطن ضده
أما الايمان المتعلق بالرسالة-متعلقه-طاعة الرسول-والتصديق بالرسالة-والمتابعة-وغير ذلك من متعلقات الرسالة- والكفر الشرعى يكون بضد ذلك من التكذيب والعصيان والجحود والاعراض والعناد-ومن هذا يعلم ان اسم الايمان والكفر ينفى ويثبت بحسب الاحكام المتعلقة - فقد ينفى الكفر لعدم بلوغ الرسالة -ويثبت فى نفس الوقت الوصف والفعل لتلبسه به وخلوه من الايمان لان الايمان يخلفه ضده
فاذا فهمت المتقابلات زال الاشكال قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
أن الاسم الواحد ينفي ويثبت بحسب الأحكام المتعلقة به، فلا يجب إذا أثبت أو نفى في حكم أن يكون كذلك في سائر الأحكام...
رد: من اصول اهل السنة أن الايمان قول وعمل واعتقاد وهذه الثلاث خالف فيها من خالف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
فاذا خلا القلب من التوحيد فانه يخلفه فى الباطن ضده
وقد رد الامام ابن القيم على من قال ان الفطرة خلو القلب من الايمان والكفر وهو متعلق بهذه المسألة
قال الامام ابن القيم فى كتابه احكام اهل الذمة