قالت عائشة إنما أنا أم المؤمنين وأما الكافرين فلست لهم بأم!

قال الإمامُ قِوَامُ السُّنَّةِ الأصبهانيُّ التَّيْمِيُّ في «الحُجَّة في بيانِ المَحَجَّة»(377):
أخبرنا أبو المظفر السمعاني قال: حدثنا أبو الحسين البزاز قال: حدثنا عيسى بن علي الوزير قال : قرئ على يحيى بن صاعد حدثكم يوسف بن موسى القطّان قال:حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام عن أبيه(عُروة)عن عائشة -رضيَ اللهُ عنها-، أنَّها ذُكِرَتْ عند رجلٍ، فسبَّها!
فقيل له: أليست أُمَّك؟!
قال: ما هي بأمّ!
فبَلَغَها ذلك، فقالت:
«صدق؛ إنَّما أنا أمُّ المؤمنين،وأمَّا (الكافرين) فلستُ لهم بأمّ!»اهـ.

ما صحة هذا الأثر؟

قال محقق: (الحجة في بيان المحجة: (٢/ ٢٧٥) دار الراية: وفيه معاوية الضرير، سأل أبو داود وأحمد عن أبي معاوية عن هشام بن عروة فيها أحاديث مضطربة يرفع منها أحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن سعد ثقة كثير الحديث يدلس وكان مرجئا.
وقال النسائي ثقة في الأعمش . تهذيب ٩/ ١٣٧
وباقي رجاله ثقات

أخرجه إسماعيل الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (2/402) والآجري في الشريعة (5/2427) كلاهما من طريق أبي مُعَاوِيَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ به.
وهذا إسناد صحيحٌ على شرط الشيخين، وصحح له الترمذي في أكثر من موضع في أحاديث أخرى.
فهذا الحديث ليس بمرفوع إنما هو موقوف على عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها يشهد له قول الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِين َ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}.
وذكر الحافظ ابن حجر أبا معاوية في اللسان (9/483) فيمن تكلم فيه بلا حجة وروى له الجماعة.
وتوبع أبو معاوية فأخرج اللالكائي في شرح الأصول (8/1523) من طريق عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ، نا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ به.
وابن الفضيل هو محمد بن الفضيل الضبي "صدوق" كذا قال الحافظ ابن حجر والذهبي وروى له الجماعة.
وللآجري كلام على هذا الأثر فقال:
وَبَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ مِنَ الْمُتَقَدمين أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلَيْنِ حَلَفَا بِالطَّلَاقِ , حَلَفَ أَحَدُهُمَا أَنَّ عَائِشَةَ أُمُّهُ , وَحَلَفَ الْآخَرُ أَنَّهَا لَيْسَتْ بِأُمِّهِ فَقَالَ: كِلَاهُمَا لَمْ يَحْنَثْ. فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ هَذَا؟ . لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَحْنَثَ أَحَدُهُمَا.
فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي حَلَفَ أَنَّهَا أُمُّهُ هُوَ مُؤْمِنٌ لَمْ يَحْنَثْ , وَالَّذِي حَلَفَ إِنَّهَا لَيْسَتْ أُمَّهُ هُوَ مُنَافِقٌ لَمْ يَحْنَثْ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ: فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّنْ يَشْنَأُ عَائِشَةَ حَبِيبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّيِّبَةَ الْمُبَرَّأَةَ الصِّدِّيقَةَ ابْنَةَ الصِّدِّيقِ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَعَنْ أَبِيهَا خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". اهـ.
والله أعلم.

أما قول الإمام أحمد (فيها أحاديث مضطربة يرفع منها أحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم )فلا يفهم منه ان كل رواية من هذا الطريق مضطربة خاصة اذا توبع ثم هذا ليس مرفوعا إلي النبي صلي الله عليه وسلم بل موقوف علي عائشة والله أعلم
بالنسبة لمتابعة محمد بن فضيل
فهل عرفت شيخ اللالكائي وشيخ شيخه ؟

شيخ شيخ اللالكائي مترجم له في تاريخ الإسلام (7/352) ت بشار للذهبي فقال:
إِسْحَاق بْن محمد الكيساني القَزْوينيّ، الحافظ. [المتوفى: 319 هـ]
رَحل وسمع: عليّ بْن حرب، وأبا زُرْعة، ومحمد بْن مُسْلِم بْن وارة ". اهـ.
وترجم له أبو يعلى الخليلي في الإرشاد (2/695) وقال: " ثِقَةٌ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ قَزْوِينَ ".اهـ.
وأما شيخ اللالكائي فهو عمر بن عبد الله بن زاذان أبو حفص القزويني القاضي.
فقد ترجم له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (11/263) وقال:
" روي عن محمد بن هارون بن الحجاج المقرئ وعبد الرحمن بن أبي حاتم ومحمد بن قارن بن العباس وعلي بن محمد بن أبي سهل الرازيين وعلي بن عمر بن محمد الصيدلاني وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان ، روي عنه محمد بن إسماعيل بن عمر بن سبنك والعتيقي ومحمد بن علي بن الفتح الحربي ". اهـ.
وترجم له ابن الأثير في اللباب في تهذيب الأنساب (2/51) وقال: " من ولد أبي عمر زَاذَان الْكِنْدِيّ من بَيت علم سمع أَبَا مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم الرَّازِيّ وَغَيره روى عَنهُ أَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد العتيقي وَأَبُو طَالب مُحَمَّد ابْن عَليّ بن الْفَتْح الْحَرْبِيّ وَغَيرهمَا وَمَات قبل الأربعمائة ". اهـ.
والله أعلم.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن محمود

أما قول الإمام أحمد (فيها أحاديث مضطربة يرفع منها أحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم )فلا يفهم منه ان كل رواية من هذا الطريق مضطربة خاصة اذا توبع ثم هذا ليس مرفوعا إلي النبي صلي الله عليه وسلم بل موقوف علي عائشة والله أعلم

---

نعم أحسنت، الأثر صحيح، وقول المحقق الذي نقلته آنفا لا يفهم منه الضعف، والله أعلم.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة

وقول المحقق الذي نقلته آنفا لا يفهم منه الضعف، والله أعلم.

---

لو رأيت صنيع المحقق وهو أبو رحيم محمد بن محمود في تخريجه وحكمه على الأحاديث والآثار في كتاب المحجة بيان الحجة لوجدت من إحدى وتيرته أنه بذكر الراوي يتبعه بمن قد جرحه فعلى سبيل المثال يقول في حديث ما فيه ضعف يقول: "وفيه فلان قال عنه المحدث كذا وكذا [تجريح له]" وكأنه إشارة من المحقق أبي رحيم إلى وجود علة ما ولكن لا يقول الحكم: "حديث ضعيف" مثلا.
إنما إذا أراد المحقق أبو رحيم تصحيحًا أو تضعيفًا للحديث بلا بيان علته فإنه يكتفي بعزوه لكتاب معتمدا على حكم محققه إن وجد أو الألباني كما ذكر هو في مقدمة الكتاب وكأنه يخشى أن يضع حكمه.
ولعله هنا لم يجد من صحح هذا الأثر فشرع في بيان علة له.
وإلا فلماذا يورد مثل هذا القول في أبي معاوية في هذا الأثر؟
رغم - فيما أظنه - أنه يعلم بوجود متابعة عند اللالكائي؛ إذ المحقق أبو رحيم ذكر في مقدمة الكتاب أنه يتابع اللالكائي في شرح الأصول.
بارك الله فيكم.

جزاكم الله خيرا

جزاكم الله خيراً.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

جزاكم الله خيراً.

---

وجزاكم خيرا.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي

لو رأيت صنيع المحقق وهو أبو رحيم محمد بن محمود في تخريجه وحكمه على الأحاديث والآثار في كتاب المحجة بيان الحجة لوجدت من إحدى وتيرته أنه بذكر الراوي يتبعه بمن قد جرحه فعلى سبيل المثال يقول في حديث ما فيه ضعف يقول: "وفيه فلان قال عنه المحدث كذا وكذا [تجريح له]" وكأنه إشارة من المحقق أبي رحيم إلى وجود علة ما ولكن لا يقول الحكم: "حديث ضعيف" مثلا.
إنما إذا أراد المحقق أبو رحيم تصحيحًا أو تضعيفًا للحديث بلا بيان علته فإنه يكتفي بعزوه لكتاب معتمدا على حكم محققه إن وجد أو الألباني كما ذكر هو في مقدمة الكتاب وكأنه يخشى أن يضع حكمه.
ولعله هنا لم يجد من صحح هذا الأثر فشرع في بيان علة له.
وإلا فلماذا يورد مثل هذا القول في أبي معاوية في هذا الأثر؟
رغم - فيما أظنه - أنه يعلم بوجود متابعة عند اللالكائي؛ إذ المحقق أبو رحيم ذكر في مقدمة الكتاب أنه يتابع اللالكائي في شرح الأصول.
بارك الله فيكم.

---

عنيت كلامه لا يفيد ضعف الأثر، كما بين الفاضل ابن محمود، لأن كلام الإمام أحمد في اضطراب رواية أبي معاوية عن هشام بن عروة في المرفوع وهذا الأثر موقوف، فلا يفيد ضعفه على اعتبار صحة كلامه، ارجو يكون الأمر اتضح.

جزاكم الله خيرا.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي

جزاكم الله خيرا.

---

وجزاكم آمين

درجة خبر عائشة :"..لست بأم المنافقين".

الحديث

الحمد لله.

هذا اللفظ لا أعلم لها أصلا، غير أن الآجري ذكره بصيغة التمريض، قال:"روي أنه قيل لعائشة رحمها الله: أن رجلا قال: إنك لست له بأم فقالت: صدق أنا أم المؤمنين, ولست بأم المنافقين ".(الشريعة.2394/5).




لكن ورد بلفظ آخر،عن عائشة , رضي الله عنها أنها ذكرت عند رجل فسبها الطاهرة الذكية فقيل له: أليست بأمك؟ . قال: ما هي لي بأم. فبلغها ذلك فقالت: صدق , أنا أم المؤمنين , فأما الكافرون فلست لهم بأم".




وبهذا اللفظ صحيح، ذكره الآجري :"حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا عبد الوهاب الوراق قال: حدثنا أبو معاوية , عن هشام بن عروة , عن أبيه , عن عائشة , رضي الله عنها أنها ذكرت عند رجل فسبها الطاهرة الذكية فقيل له: أليست بأمك؟ . قال: ما هي لي بأم. فبلغها ذلك فقالت: صدق , أنا أم المؤمنين , فأما الكافرون فلست لهم بأم".(1908).




وأيضا قوام السنة:"أخبرنا أبو المظفر السمعاني، حدثنا أبو الحسن البزاز، حدثنا عيسى بن علي الوزير قال: قرئ على يحيى بن صاعد، حدثكم يوسف ابن موسى القطان، حدثنا أبو معاوية، حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت عند رجل فسبها. فقيل له: أليست أمك؟ قال: ما هي بأم فبلغها ذلك فقالت: صدق إنما أنا أم المؤمنين، وأما الكافرين فلست لهم بأم".(الحجة في بيان المحجة .376).




رجال الآجري وإسماعيل الأصبهاني ثقات غير أبي معاوية وهو الضرير مختلف فيه،

لكن تابعه محمد بن فضيل بن غزوان. كما عند اللالكائي في (شرح الأصول.2768).:" أنا عمر بن عبد الله بن زاذان، أنا إسحاق بن محمد القزويني، نا علي بن حرب، نا ابن فضيل، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها ذكرت عند رجل فسبها، فقيل: أتسب أمك؟ قال: ما هي أمي. فبلغها، فقالت: صدق، أنا أم المؤمنين، وأما الكافرون فلست لهم بأم".




فيكون الخبر بهذا اللفظ:" إنما أنا أم المؤمنين، وأما الكافرين فلست لهم بأم". صحيح.




والله الموفق.

(قاسم_اكحيلات).