كان ابن عمر اذا دخل المسجد بدأ بيمينه واذا خرج بدأ بشماله

كان ابن عمررضي الله عنه اذا دخل المسجد بدأ بيمينه واذا خرج بدأ بشماله.

ما صحة هذا الأثر؟

ذكره البخاري في صحيحه معلقا بصيغة الجزم فقال: بَابُ التَّيَمُّنِ فِي دُخُولِ المَسْجِدِ وَغَيْرِهِ
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ: «يَبْدَأُ بِرِجْلِهِ اليُمْنَى فَإِذَا خَرَجَ بَدَأَ بِرِجْلِهِ اليُسْرَى». اهـ.
ثم أخرج حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وَطَهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ ".اهـ.
قال البيهقي في السنن الكبرى: " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ". اهـ.
وذكره البغوي في شرح السنة بصيغة التمريض فقال: " وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي دُخُولِ الْمَسْجِدِ ... إلخ". اهـ.
قال القسطلاني في الإرشاد: " قال ابن حجر: لم أره أي هذا الأثر موصولا عنه أي عن ابن عمر ". اهـ.
وذكره بدر العيني في عمدة القاري فقال:
" مطابقة هذا الأثر للترجمة ظاهرة، ويؤيد فعل ابن عمر ما رواه الحاكم في المستدرك من طريق معاوية بن قرة: (عن أنس، رضي الله تعالى عنه، أنه كان يقول: من السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى، وإذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى) . وقول الصحابي: من السنة كذا، محمول على أنه مرفوع إلى النبي، وهو الصحيح. قوله: (يبدأ) أي: في دخول المسجد، وذكر خرج في مقابله قرينة له ". اهـ.
وأخرجه مرفوعًا الدارقطني في العلل له فقال:
وَحَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ إِسْحَاقُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَطَّارُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا سعير بْنُ الخمسِ التَّمِيمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ بَدَأَ بِرِجْلِهِ الْيُمْنَى، وَقَالَ: " بِسْمِ اللَّهِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ ". وَقَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ". وَإِذَا خَرَجَ " بَدَأَ بِرِجْلِهِ الْيُسْرَى "، وَقَالَ: " أَبْوابَ فَضْلِكَ ". اهـ.
قال الدارقطني: "وَلَمْ يَقُلْ عَنْ جَدَّتِهِ [أي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم] ". اهـ.
وهذا إسناد مرسل.

قلتُ: ولعل ما ذكره البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما له شواهد منها:
- أخرج الطبراني في الأوسط من حديث إِسْمَاعِيلَ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ نافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَيَقُولُ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَافْتَحْ لَنَا أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ "، وَإِذَا خَرَجَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: " اللَّهُمَّ افْتَحْ لَنَا أَبْوَابَ فَضْلِكَ ". اهـ.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا، سالم بن عبد الأعلى "متروك" كذا قال أبو حاتم وابنه وغيرهما.

- وأخرج الفاكهي في أخبار مكة فقال: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: إِنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ،
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ يَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ الَّذِي كَانَتِ الشَّجَرَةُ عِنْدَهُ إِذَا ذَهَبَ نَحْوَ مَكَّةَ فَإِنْ وَجَدَهُ فَارِغًا صَلَّى فِيهِ، وَإِنْ لَمْ يَجِدْهُ فَارِغًا ذَهَبَ إِلَى الْمَسْجِدِ الآخَرِ فَصَلَّى فِيهِ ". اهـ.
وهذا إسناد رجاله ثقات عدا هارون بن موسى بن طريف شيخ للفاكهي لم أجد له ترجمة.
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه بإسناد حسن فقال: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ " دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَخَرَجَ مِنْهُ فَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ ". اهـ.

- وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه بإسناد صحيح فقال: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
أَنَّهُ كَانَ إذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى، ثُمَّ أَتَى قَبْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتَاهُ، ثُمَّ يَكُونُ وَجْهَهُ، وَكَانَ إذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ يَفْعَلُ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَنْزِلَهُ ". اهـ.

- وأخرج ابن أبي شيبة وغيره في مصنفه فقال: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حِبَّانَ، قَالَ:
كُنْتُ أُصَلِّي وَابْنُ عُمَرَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلى جِدَارِ الْقِبْلَةِ فَانْصَرَفْتُ عَنْ يَسَارِي، فَقَالَ: " مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَنْصَرِفَ عَنْ يَمِينِكَ "، قُلْتُ: لَا إِلَّا أَنِّي رَأَيْتُكَ فَانْصَرَفْتُ إِلَيْكَ، فَقَالَ:
" أَصَبْتَ إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: تَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِكَ وَإِذَا كُنْتَ تُصَلِّي فَانْصَرِفْ إِنْ أَحْبَبْتَ عَنْ يَمِينِكَ أَوْ عَنْ يَسَارِكَ ". اهـ.
وزاد عند أبي يعلى في مسنده فقال: " قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَيَقُولُ نَاسٌ آخَرُونَ: إِذَا جَلَسَ لِلْغَائِطِ فَلا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، وَلا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَلَقَدْ صَعِدْتُ يَوْمًا عَلَى بَيْتِنَا، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " عَلَى حَاجَتِهِ، -شَكَّ أَبُو يَعْلَى -، مُسْتَقْبِلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ". اهـ.
قلتُ: والحديث بقصته أصله في صحيح مسلم.
والله أعلم.

جزاكم الله خيراً.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

جزاكم الله خيراً.

---

وجزاكم الله خيرا