أول الغضب جنون، وآخره ندم، ولا يقوم الغضب بذلِّ الاعتذار

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أول الغضب جنون، وآخره ندم، ولا يقوم الغضب بذلِّ الاعتذار، وربما كان العطب -الهلاك- في الغضب.

ماصحة هذا الأثر؟

هذا لعله خطأ من الناسخ وهو ما ذكره ابن مفلح في الآداب الشرعية (144)، ويستبعد من أن يصدر مثل هذا من صحابي جليل مثل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
إذ الذي ينقل منه ابن مفلح الحنبلي هو ابن عبد البر في بهجة المجالس (ص:81) إذ ذكره ابن عبد البر بصيغة المجهول يعني لا يعرف من قائله.
فقال: "كان يقال: أول الغضب جنون، وآخره ندم ولا يقوم عزّ الغضب بذلِّ الاعتذار. وروي: كل العطب في الغضب". اهـ.
القول الأول الذي ذكره ابن عبد البر بصيغة المجهول يعني لا يعرف من قائله، أما ما روي: "العطب في الغضب" لم أقف على قائله.
وورد أن القائل هو الخليفة العباسي عبد الله بن المعتز الذي يعرف بخليفة يوم كما ذكر قرينا ابن عبد البر في عصره ومن قبل ابن عبد البر وهم:
- الآبي في نثر الدرر (3/104) فقال: "أول الْغَضَب جُنُون، وَآخره نَدم". اهـ، ومن قبله الصولي في الأوراق قسم أخبار الشعراء (3/259).
- الثعالبي في التمثيل والمحاضرة (ص:450) فقال: "ابن المعتز: لا يقوم عز الغضب بذل الاعتذار". اهـ، ومن قبله أبو حيان التوحيدي في البصائر والذخائر (8/93) ذكرها من قول أعرابي، ونقلها عنه ابن سعيد المغربي في نشوة الطرب (ص:681).
والله أعلم.

جزاكم الله خيراً.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

جزاكم الله خيراً.

---

وجزاكم الله خيرًا.