إنِّي أُشْهِدُ اللهَ تَعَالَى أَنِّي جَعَلْتُ مَا حَمَلَتْ هَذِهِ العِيرُ صَدَقَةً عَلَى فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ.
1442 - وحدثنا أبو عبد الله جعفر بن إدريس القزويني بمكة ، المؤذن إمام المسجد الحرام قال : حدثني أبي إدريس بن محمد القزويني قال : حدثنا إسماعيل بن توبة قال : حدثنا كثير بن هشام ، عن جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس قال : « قحط (1) المطر على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فاجتمع الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه ، فقالوا : السماء لم تمطر ، والأرض لم تنبت ، والناس في شدة شديدة ، فقال أبو بكر الصديق : انصرفوا واصبروا فإنكم لا تمسون حتى يفرج الله عز وجل عنكم ، فما لبثنا إلا قليلا أن جاء أجراء عثمان بن عفان رضي الله عنه من الشام ، فجاءته مائة راحلة برا (2) ، أو قال : طعاما ، فاجتمع الناس إلى باب عثمان رضي الله عنه ، فقرعوا (3) عليه الباب ، فخرج إليهم عثمان رضي الله عنه في ملأ من الناس ، فقال : ما تشاءون ؟ قالوا : الزمان قد قحط ، السماء لا تمطر ، والأرض لا تنبت ، والناس في شدة شديدة ، وقد بلغنا أن عندك طعاما فبعناه حتى توسع على فقراء المسلمين قال عثمان : حبا وكرامة ، ادخلوا فاشتروا ، فدخل التجار فإذا الطعام موضوع في دار عثمان رضي الله عنه ، فقال : يا معاشر التجار ، تربحوني على شرائي من الشام ؟ قالوا : للعشرة اثنا عشر ، فقال عثمان رضي الله عنه : قد زادوني ، قالوا : للعشرة أربعة عشر ، فقال عثمان : قد زادوني ، قالوا : للعشرة خمسة عشر قال عثمان : قد زادوني قال التجار : يا أبا عمرو ؛ ما بقى في المدينة تجار غيرنا ، فمن ذا الذي زادك ؟ فقال : زادني الله عز وجل بكل درهم عشرة ، أعندكم زيادة ؟ فقالوا : اللهم لا قال : فإني أشهد الله أني قد جعلت هذا الطعام صدقة على فقراء المسلمين فقال ابن عباس رضي الله عنه : فرأيت من ليلتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في المنام وهو على برذون (4) أبلق (5) ، وعليه حلة من نور ، في رجليه نعلان من نور ، وبيده قضيب من نور ، وهو مستعجل ، فقلت : يا رسول الله ، لقد اشتد شوقي إليك وإلى كلامك ، فأين تبادر ؟ قال : » يا ابن عباس ، إن عثمان بن عفان تصدق بصدقة وإن الله عز وجل قد قبلها منه ، وزوجه بها عروسا في الجنة ، وقد دعينا إلى عرسه «
__________
(1) القحط : الجدب والجفاف واحتباس المطر وعدم نزوله
(2) البر : القمح
(3) القرع : الطرق والضرب
(4) البرذون : يطلق على غير العربي من الخيل والبغال وهو عظيم الخلقة غليظ الأعضاء قوي الأرجل عظيم الحوافر
(5) الأبلق : الذي به سواد وبياض
ماصحة هذا الأثر؟
رد: إنِّي أُشْهِدُ اللهَ تَعَالَى أَنِّي جَعَلْتُ مَا حَمَلَتْ هَذِهِ العِيرُ صَدَقَةً عَلَى فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ.
هذا الأثر موضوع.
أخرجه أبو بكر محمد الآجري في الشريعة (4/2012)، وورد في الإسناد ما يفيد أنه حدث تحريف.
فأخرج الرواية من طريقه ابن قدامة في الرقة فقال: قرأت على الشيخ الإمام أبي الحسن علي بن عساكر، أخبركم أبو الحسن بن الزاغوني، أخبركم أبو القاسم بن البسري:
أنبأنا الإمام أبو عبد الله بن بطة العكبري رحمه الله، أخبرني أبو بكر محمد في كتابه إلي على سبيل الإجازة، ثم لقيته في منزله، فشافهني بذلك فقال:
حدثني أبو عبد الله جعفر بن إدريس بن محمد القزويني، ثنا إسماعيل بن توبة الثقفي، ثنا كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال: فذكره.
وهذا إسناد، فيه جَعْفَرُ بْنُ إِدْرِيسَ الْقَزْوِينِيُّ ، "ضعيف" كذا قال الدارقطني [انظر «لسان الميزان» 2 (1986)].
ونقل ابن عراق الكناني في التنزيه (1/45) عن ابن عدي فقال: "جعفر بن إدريس القزويني، قَالَ ابْن عدي: (عَامَّة أَحَادِيثه مَوْضُوعَة)". اهـ، ولم أقف عليه عند ابن عدي في كتابه الكامل.
وروى عنه ابن حبان في المجروحين في أكثر من موضع وحكم على حديث له (3/90) بالوضع، وروى له ابن الجوزي في الموضوعات (2/33).
ويشبه إسناد هذا الحديث حديثًا ءاخر جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" إِنَّ ثَلاثَةَ نَفَرٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ خَرَجُوا يَرْتَادُونَ الْمَطَرَ، فَأَوَوْا تَحْتَ صَخْرَةٍ، فَخَرَّتِ الصَّخْرَةُ، فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذَا إِلا الصِّدْقُ "، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
أخرجه ابن أبي الدنيا في مجابو الدعوة (1/53)، وعنه أبو عوانة في مستخرجه [5587] - واللفظ له - فقال:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ بِمِثْلِهِ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
والله أعلم.
رد: إنِّي أُشْهِدُ اللهَ تَعَالَى أَنِّي جَعَلْتُ مَا حَمَلَتْ هَذِهِ العِيرُ صَدَقَةً عَلَى فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ.
رد: إنِّي أُشْهِدُ اللهَ تَعَالَى أَنِّي جَعَلْتُ مَا حَمَلَتْ هَذِهِ العِيرُ صَدَقَةً عَلَى فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس
جزاكم الله خيراً.
وجزاكم الله خيرا.
رد: إنِّي أُشْهِدُ اللهَ تَعَالَى أَنِّي جَعَلْتُ مَا حَمَلَتْ هَذِهِ العِيرُ صَدَقَةً عَلَى فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ.
أراجع نفسي هنا.
هل من الصواب إثبات إدريس بن محمد القزويني والد جعفر الراوي عنه أم إسقاطه؟ وإن كان على إثباته ففي السند إدريس القزويني مجهول، لم أجده في كتب الترجمة.
إذ أن أبا عبد الله بن بطة العكبري فيه مقال يخطئ من حفظه.
قال الذهبي: «وكان صاحب حديث، ولكنه ضعيف، من قبل حفظه.»
وقال أبو القاسم الأزهري: «ابن بطة ضعيف ضعيف.»
قال الذهبي تعقيبا على قول الأزهري: «ومع قلة إتقان ابن بطة في الرواية - فكان إماما في السنة، إماما في الفقه، صاحب أحوال وإجابة دعوة .»
قال محمد بن أبي الفوارس: «روى ابن بطة عن البغوي عن مصعب بن عبد الله عن مالك عن الزهري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " طلب العلم فريضة على كل مسلم ".»
قال الخطيب البغدادي: «وهذا الحديث باطل من حديث مالك ومن حديث مصعب عنه ومن حديث البغوي عن مصعب وهو موضوع بهذا الإسناد والحمل فيه على ابن بطة والله أعلم.»
قال الذهبي تعقيبا على قول الخطيب: «أفحش العبارة، وحاشى الرجل من التعمد، لكنه غلط ودخل عليه إسناد في إسناد، لقلة إتقانه.»
وكذا غلط ابن بطة في روايات عن حفص بن عمر الاردبيلي، أنبأنا رجاء بن مرجى، فأنكر الدارقطني هذا، وقال: «حفص يصغر عن هذا، فكتبوا إلى أردبيل يسألون ابنا لحفص، فعاد جوابهم بأن أباه لم ير رجاء قط.»
انظر:
العبر في خبر من غبر للذهبي في ترجمة ابن بطة.
تاريخ بغداد (ج12 ص104)
تاريخ بغداد (ج12 ص105)
سير أعلام النبلاء للذهبي (ج16 ص531) وتاريخ الإسلام له.
سير أعلام النبلاء (ج16 ص533).
والله أعلم.
رد: إنِّي أُشْهِدُ اللهَ تَعَالَى أَنِّي جَعَلْتُ مَا حَمَلَتْ هَذِهِ العِيرُ صَدَقَةً عَلَى فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ.
رد: إنِّي أُشْهِدُ اللهَ تَعَالَى أَنِّي جَعَلْتُ مَا حَمَلَتْ هَذِهِ العِيرُ صَدَقَةً عَلَى فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس
نفع الله بكم .
بارك الله فيك.
