رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
جزاك الله خيرا على هذا النقل
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
الاعتداد بخلاف الظاهرية في الفروع الفقهية
"دراسة تأصيلية"
للدكتور \ عبد السلام بن محمد الشويعر
عضو هيئة التدريس في كلية الملك فهد الأمنية قسم العلوم الشرعية.
الحمد لله ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين . . أما بعد فإن مسألة ( الاعتداد بخلاف الظاهرية في الفروع الفقهية ) من المسائل التي يحتاجها الفقيه وتعرض له ، خصوصا عند نظره في الخلاف العالي بين المذاهب الفقهية ، فكثيرا ما يتوقف الناظر عند بعض المسائل الفقهية التي انفرد بها الظاهرية عن جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة ، وذلك بسبب اختلاف أصول هذا المذهب عن البقية باعتماده على ظواهر النصوص وعدم عمله بالقياس ، إضافة لما في شخصية بعض المنتسبين إليه من التميز سواء في سلاسة العبارة وقوة الحجة ، أو شدة التعبير على المخالفين حتى قورن أحيانا بسيف الحجاج شدة وبطشا ، مما يجعل البعض يتوقف عند هذا المذهب وأصحابه وقفة إعجاب أحيانا ، أو حنق أحيانا أخرى ، أو توسطا بين ذلك توقف نظر وتأمل . فلذلك عمد بعض الباحثين لهذه المفردات فجمعها ، واعتنى بدراستها لكن من الناحية الفقهية فقط (1) .
ولما لم أقف على من أفرد النظر في هذه المفردات من ناحية تأصيلية ، من حيث اعتمادها والاعتداد بها مع ما يراه المطالع لكتب كثير من الفقهاء- مع جلالة قدرهم- عندما يحكون خلافا شاذا للظاهرية يتبعونه بعبارة مؤداها (أن خلاف الظاهرية غير معتبر) مع اختلاف في البناء والصياغة لهذا المعنى؛ ففي حين يكتفي البعض بهذا الرد عن مقارعتهم بالحجة والبرهان ، يزيد آخرون ببعض الأوصاف والنعوت الغريبة لهذا المذهب الفقهي ، حتى صارت هذه طريقة للبعض لرد خلاف الظاهرية دون النظر في دليلهم وتعليلهم ، بل وصمها بعض العلماء بأنها: ( طريقة القاصرين ، إذا أعيتهم الأدلة ادعوه على منازعهم ، ولا يليق ذلك بأئمة التحقيق ). (2)
فأردت البحث في هذه المسألة ، وهل هي مسألة مسلمة بين الفقهاء ، أم هي من مواضع النزاع بينهم؟ وزاد عزمي ما سبق بيانه من عدم وقوفي على من أفرد بحثها ، مع أهميتها .
فجمعت شتات هذه المسألة من غير مظانها ، من بطون الكتب (3) ، وخبايا الزوايا بحسب المستطاع ، فإن هذه المسألة اشترك في بحثها شراح الأحاديث ، وعلماء الفقه عند ذكرهم لخلافات الظاهرية في الفروع الفقهية- وذكرها علماء الأصول- في مباحث الإجمـاع ، والقياس ، والاجتهاد والتقليد ، وغيرها من المباحث ، بل وكان للمؤرخين نصيب في ذكر هذه المسألة- كما سيأتي- . فسطرت هذا البحث جمعا للمتفرق ، وتوليفا لهذا الشتات ، سائلا الله تعالى التوفيق والسداد .
وجعلته في أربعة مباحث:
الأول : تحرير محل النزاع في المسألة .
الثاني : سبب الخلاف في المسألة .
الثالث : خلاف أهل العلم في المسألة ، وأدلتهم ، والترجيح .
الرابع : أمثلة تطبيقية لخلاف الظاهرية .
(1)منها كتاب: (ابن حزم والمسائل التي خالف فيها الجمهور في العقائد والأصول والعبادات) لمحمد صالح موسى حسين من منشورات جامعة (سبها) بليبيا سنة 1995م . وغيره
(2) ما بين القوسين من كلام الصنعاني في (العدة 1 \ 140).
(3) كان مجموع ما رجعت إليه من الكتب ونقلت عنه في هذه الوريقات ما ينيف على تسعين مرجعا.
http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=1211
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
قال الإمام الجصاص فيفي أصول الفقه عن داود - إمام فرقة الظاهرية - وغيره من أئمتهم:
وَلَا يُعْتَدُّ بِخِلَافِ مَنْ لَا يَعْرِفُ أُصُولَ الشَّرِيعَةِ .. : كَدَاوُد الْأَصْبَهَانِي ِّ وَالْكَرَابِيسِ يِّ ، وَأَضْرَابِهِمَ ا مِنْ السُّخَفَاءِ ( الْجُهَّالِ ) ، لِأَنَّ هَؤُلَاءِ إنَّمَا كَتَبُوا شَيْئًا مِنْ الْحَدِيثِ ، وَلَا مَعْرِفَةَ لَهُمْ بِوُجُوهِ النَّظَرِ ، وَرَدِّ الْفُرُوعِ وَالْحَوَادِثِ إلَى الْأُصُولِ ، فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْعَامِّيِّ الَّذِي لَا يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِ ، لِجَهْلِهِ بِبِنَاءِ الْحَوَادِثِ عَلَى أُصُولِهَا مِنْ النُّصُوصِ ، وَقَدْ كَانَ دَاوُد يَنْفِي حُجَجَ الْعُقُولِ ، وَمَشْهُورٌ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : ( بَلْ عَلَى
الْعُقُولِ ) ، وَكَانَ يَقُولُ : لَيْسَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِنَا دَلَائِلُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَعَلَى تَوْحِيدِهِ ، وَزَعَمَ أَنَّهُ إنَّمَا عَرَفَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِالْخَبَرِ ، وَلَمْ يَدْرِ الْجَاهِلُ أَنَّ الطَّرِيقَ إلَى مَعْرِفَةِ صِحَّةِ خَبَرِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَالْفَرْقِ بَيْنَ خَبَرِهِ وَخَبَرِ مُسَيْلِمَةَ وَسَائِرِ الْمُتَنَبِّئِي نَ وَالْعِلْمِ بِكَذِبِهِمْ إنَّمَا هُوَ الْعَقْلُ ، وَالنَّظَرُ فِي الْمُعْجِزَاتِ ، وَالْأَعْلَامِ وَالدَّلَائِلِ ، الَّتِي لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا إلَّا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَإِنَّهُ لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يَعْرِفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَمَنْ كَانَ هَذَا مِقْدَارَ عَقْلِهِ وَمَبْلَغَ عِلْمِهِ كَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يُعَدَّ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ؟ وَمِمَّنْ يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِ ؟ وَهُوَ مُعْتَرِفٌ مَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَعْرِفُ اللَّهَ تَعَالَى ، لِأَنَّ قَوْلَهُ : إنِّي مَا أَعْرِفُ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ جِهَةِ الدَّلَائِلِ اعْتِرَافٌ مِنْهُ بِأَنَّهُ لَا يَعْرِفُهُ ، فَهُوَ أَجْهَلُ مِنْ الْعَامِّيِّ ، وَأَسْقَطَ مِنْ الْبَهِيمَةِ ، فَمِثْلُهُ لَا يُعَدُّ خِلَافًا عَلَى أَهْلِ عَصْرِهِ إذَا قَالُوا قَوْلًا يُخَالِفُهُمْ ، فَكَيْفَ يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِ عَلَى مَنْ تَقَدَّمَهُ
رد الإمام ابن عقيل الظاهري ـ حفظه الله ـ في كتابه النفيس " ابن حزم خلال ألف عام " ( 4/ 242 ) عن كلام الجصاص بقوله :
" ما نقله الكوثري عن الجصاص من باب التهويش والدعوى بغير برهان .
ولو فرض أن الإجماع كما يتصوره الأحناف لما جاز إلغاء خلاف أهل الظاهر ، لأنه إنما يلغي خلاف من كان غير مؤمن أو كان جاهلاً وهاتان صفتان معدومتان في أهل الظاهر .
والمقاييس ووجوه النظر التي يفخر بها الرازي تركها الظاهريون رغبة عنها لا قصوراً في فهمهم عن تصورها ، ولا عجزاً في مواهبهم عن ابتكارها ، لأنهم بسبيل تحرير المفهوم الشرعي فقط ولو كانوا بسبيل تمرين الذهن بالأعيب القياس أو في سبيل إشباع الثقافة البشرية بالآراء البشرية المولدة لما شق احد غبارهم ، بل هم رواد علماء المسلمين في تحرير نظرية المعرفة التي يميز بها معرفة الشرع عن المعارف الدنيوية .
وما نقله عن داود من إنكار حجج العقول ليس صحيحاً وإنما هو تعمد لإساءة الفهم عنه ، لأن مبنى فقهه على النظر والاستدلال ، وإنما ألغى اقتراح العقل ثم جعل اقتراحه شرعاً وقصر مهمة العقل في فهم الشرع والتمييز بين دلالاته وأحكامه .
وكذلك ما زعمه من إنكار دواد لدلالات الكون والأنفس لا بد أن يكون نتيجة تحوير لمفصده ، وتعمداً لإساءة فهم كلامه لا سيما الاستدلال بالكون والأنفس ظاهر شرعي .
إن العقل عند أهل الظاهر سبيل الإيمان بالله وبكتبه ورسله وسبيل الاعتبار بالكون وسبيل فهم الشرع ولكنه لا يملك الاقتراح على الله .
فكما لا يملك العقل باقتراحه تغيير سنة الله الكونية كأن يكون لزيد عين في قفاه أولى من وضع جميع العينين قدامه كذلك لا يملك الاقتراح على الله في شرعه ، وسنة الله في كونه وفي شرعه لا تبديل لها .
والفارق بين داود وبين الرازي أن داود يتبع نصوص الشرع ويحرر مرادها ، أما الرازي فيتعب نفسه في تحرير مراد أبي حينفة ومعروف عن أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ أنه من أقل الأئمة إحاطة بنصوص الشرع إلا أن كثرة أتباعه منذ زعامة أبي يوسف من الفتن في المجتمعات الإسلامية والله المسؤول جل جلاله أن يعفوا عنه وعن متبعيه اجتهاداً منهم وأن يفيىء بعامة المسلمين إلى أحب الوسائل إليه في فهم دينه " أ . هـ .
مستفادة من مشاركة لشيخنا عبد العزيز الحنوط
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
مسألة (الاعتداد بخلاف فلان) فيها ما فيها من التعصب و الجدل العقيم .
والأولى تسليم الأمر إلى أهلها . . بحسب المقام .
فالمسائل النحوية ، يعتد النحوي الكبير بخلافه فيها وإن كان معتزلة المشرب في العقائد ،
والمسائل الفقهية ، يعتد بخلاف الفقيه الشهير فيها وإن كان منكرا لمعانى لصفات كبعض الأشعرية والظاهرية ،
والمسائل التاريخية ، يعتد بخلاف المؤرخ العظيم فيها وإن كان كثير اللحن في الكلام وقيل المعرفة بفروع الأخكام .
والله أعلم .
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
أظن أننا نتكلم هنا عن المذهب وليس فلانا....
والإعتداد بمن يرفض التقليد و التعصب للأشخاص أولى من الإعتداد بمذهب يقدس علمائه ويستحي من تخطئتهم...
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
وهل المذهب - يا أخي - إلا قول فلان وفلان ؟
إنما الاعتداد بمن عرف الأصول والأدلة وكيفية تطبيقها . . لا بمجرد رفض التقليد ودعوى الاجتهاد .
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
السلام عليكم
القول بأن خلاف الظاهرية لا يعتد به, لا معنى له ,لأنه كل واحد بإمكانه أن يدعي أن قول مخالفيه لا يعتد به,لكن ليس كل واحد بإمكانه أن يستدل بالدليل,فمثلا ابن حزم عندما يخالف أحدا لا يتكلم بطريقة ورثها عن أجداده , بل بالحجة, و الذي يرى أن خلافه لا يعتد به فليشمر على ساعديه و ليقابل الحجة بالحجة,فحتى الظاهرية بإمكانهم أن يقولوا أن خلاف المذاهب الأخرى لا يعتد بها لأنها تقول بالقياس , أنا لست متخصصا في الشريعة و أنا في بداية التكوين إلا أنه لم اقرأ كتابا مثل المحلى
و بارك الله فيكم.
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
بارك الله فيك أخي كمال أحسنت وأجدت...
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
أحسن الله إليكم . . . لا بد من الفهم أن مسألة الاعتداد بقول فلان تنبني على الاختلاف في أصول الأدلة وأصول المسائل .
فأهل السنة مثلا متفقون على أن أسماء الله تعالى كلها حسنى وأوصافه المنصوصة مفهومة لها معنى . وعلى هذا الأساس فهموا نصوص الكتاب والسنة المتعلقة بهذا الموضوع . فإن أتى بعدهم آت ينتمي إلى (الاجتهاد) ، وادعى مع ذلك أن (عين الله) غير (أعين الله) ، وأن له تعالى (يد) و (يدان) و (أيدي) أغيار متباينة ! فمخالفة هذا القائل - كائنا من كان - لا يعتد بها . لماذا ؟ لأنه يخالفنا أساسا في أصول المسائل والدلائل . فمع اختلافه لنا في الأصول ، كيف نعتد بخلافه في الفروع ؟ هذا لا يعقل .
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال يسين
السلام عليكم
القول بأن خلاف الظاهرية لا يعتد به, لا معنى له ,لأنه كل واحد بإمكانه أن يدعي أن قول مخالفيه لا يعتد به,لكن ليس كل واحد بإمكانه أن يستدل بالدليل,فمثلا ابن حزم عندما يخالف أحدا لا يتكلم بطريقة ورثها عن أجداده , بل بالحجة, و الذي يرى أن خلافه لا يعتد به فليشمر على ساعديه و ليقابل الحجة بالحجة,فحتى الظاهرية بإمكانهم أن يقولوا أن خلاف المذاهب الأخرى لا يعتد بها لأنها تقول بالقياس , أنا لست متخصصا في الشريعة و أنا في بداية التكوين إلا أنه لم اقرأ كتابا مثل المحلى
و بارك الله فيكم.
المحلى مرجع مهم وممتاز للباحث الناقد ولكنه لا يصلح كتاباً للتعلم فأغلاطه في الاستدلال المنطقي تغطيها عن المبتدئ نبرة الثقة في النفس وتشويه صورة المخالف .
أما بالنسبة لردك فهل تعتد بخلاف من ينكر حجية أخبار اللآحاد في الفقه ؟ حيث أنه لا يمنعه أن يقول بل أنا لا أعتد بخلاف من يحتج بأخبار الآحاد ؟
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
أخي الكريم عبد الله
السؤال الذي كان مطروحا هو هل يعتد بخلاف الظاهرية في الإجماع
أبدأ بهذه الكلمات الذهبية
قال ابن حزم في الإحكام-الباب الثاني و العشرون-
..فاتباع النص فرض, سواء أجمع الناس عليه أو اختلفوا فيه, لا يزيد النص مرتبة في و جوب الإتباع أن يجمع الناس عليه,و لا يوهن و جوب اتباع اختلاف الناس فيه, بل الحق حق و إن اختلف فيه, و إن الباطل باطل و إن كثر القائلون به, و لو لا صحة النص عن النبي بأن أمته لا يزال منهم من يقوم بالحق و يقول به- فبطل بذلك أن يجمعوا على باطل- لقلنا: و الباطل باطل و إن أجمع عليه, لكن لا سبيل إلى الإجماع على باطل.- انتهى كلامه رحمه الله-
أنا أتساءل: هل كلفنا الله تعالى معرفة الإجماع
أسألك بماذا استدل القائلون بالإجماع على حجية الإجماع
أكيد ستذكرالآية " و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم"النساء 115
فلو سلمنا جدلا أن هذه الآية حجة في و جوب إتباع الإجماع ,كان من اللازم الاعتداد بخلاف الظاهرية في الإجماع لأنهم مؤمنون و سبيلهم داخل في سبيل المؤمنين
و الذي يرى عدم الاعتداد بخلاف الظاهرية, فقد أخرجهم من جملة المؤمنين و هذه طامة كبرى.
و الذي يرى أن سبيل المؤمنين يعني سبيل المجتهدين من المؤمنين و من ثم يخرج الظاهرية من جملة المجتهدين حتى ينصر رأيه , فلا أعلم كيف سيرد على الشيعي الذي يستدل على إمامة علي رضي الله عنه بالآية "إنما وليكم الله و رسوله و الذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون"المائدة 55-فهم يقولون أن الذين آمنوا يقصد بهم علي رضي الله عنه.
و الذي يرى أن الآية ليست دليلا على حجية الإجماع , إما سيأتي بأدلة أخرى و يكون جوابها نفس الجواب الأول, و إما سيقول أنه ليس هناك دليل على حجية الإجماع , فإذا كان كذلك رجعنا إلى القول بأن الاعتداد بخلاف فلان و علان في الإجماع لا معنى له.
و الجواب على سؤالك هو كالتالي
لو كلفنا الله باتباع الإجماع لكان من واجب كل مسلم أن يبحث عن معنى الإجماع في كتاب الله عز وجل أو سنة نبينا صلى الله عليه و سلم,
فإذا و جدنا أن الإجماع هو إجماع أهل القياس , و جب علينا اتباع إجماع أهل القياس.
و إن وجدنا أن الإجماع هو إجماع أهل المدينة, و جب علينا اتباع إجماع أهل المدينة.
و إن وجدنا أن الإجماع هو إجماع أهل الذين يأخذون بخبرالآحاد و جب علينا اتباع إجماعهم
و في كل هذه الأحوال جاز إطلاق لفظ الإجماع.
أما إن لم نجد شيئا من هذا, فهي ظنون, و معاذ الله أن نبني الأحكام من الظنون .
أما إذا لم يكلفنا الله به يعني الإجماع, فلا يجوز إطلاق لفظ الإجماع,بل يقيد ,فيقال في مسألة ما :و في هذا إجماع أهل القياس , أو إجماع الذين يأخذون بخبر الواحد,و هذا التقييد حتى يتبين أن هذا اللفظ هو وضعي و ليس من الشرع في شيء
هذا رأيى يلزمني أنا و لا يلزم الظاهرية و لا أي مذهب آخر
أما بخصوص المحلى , فأنا متيقن أنه يأتي بالفائدة على المبتدئ,لأنه سيتعلم من خلاله عدم تقليد أي أحد.
هذا و أعتذر منكم على الأخطاء اللغوية
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
قال تعالى جعلوا اصابعهم في آذانهم و استغشوا ثيابهم و أصروا و استكبروا استكبارا.
هكذا هم أهل الكهانة في الديانة مذ عهد نوح لا يقوون على استماع الحق و الانصات إلى الحجة.
فلا يستطعون قراءة المحلى و الاحكام و ينفرون عنه بحجج كثيرة عديدة
والذين لايؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد.
يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره أهل الرأي أهل الظن
ان يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون.
وهكذا عندما يصبح الجويني رحمه الله من أهل الحديث و يعتد بخلافه و يصبح داود و ابن حزم خارجا عن أهل الحديث بل و لا يعتد بهم تصدق نبوة المصطفى إذ يقول بدأ هذا الدين غريبا ثم سيعود غريبا كما بدأ.
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
الظاهرية من أهل السنة والجماعة ... ومثل هذه المواضيع لمتعصبة المذهبية تثير التعصب المذهبي المذموم لدى الخصوم كما هو لدى القائلين .
فهو كبعض متعصبة المذهبية ( وخوصاً الخرافيين منهم ) الذين يقولون مثلاً : ان خلاف الحنابلة لا يعتد به ! لأنهم أهل حديث وليسوا اهل فقه !!
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
حياك الله أخي كمال
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال يسين
أخي الكريم عبد الله
السؤال الذي كان مطروحا هو هل يعتد بخلاف الظاهرية في الإجماع
أبدأ بهذه الكلمات الذهبية
..... ذكرت هنا كلاماً طويلاً لم أفهم منه جواب سؤالي ، وجواب سؤالي يكون بنعم أو لا ، ولست أريد من السؤال إثبات عدم الاعتداد بالظاهرية وإنما كانت مناقشة لجزئية وهي قولك : ( و الذي يرى أن خلافه لا يعتد به فليشمر على ساعديه و ليقابل الحجة بالحجة,فحتى الظاهرية بإمكانهم أن يقولوا أن خلاف المذاهب الأخرى لا يعتد بها لأنها تقول بالقياس )
وأعيد عليك سؤالي :
هل تعتد بخلاف من ينكر حجية أخبار اللآحاد في الفقه ؟ حيث أنه لا يمنعه أن يقول بل أنا لا أعتد بخلاف من يحتج بأخبار الآحاد ؟
أما بخصوص المحلى , فأنا متيقن أنه يأتي بالفائدة على المبتدئ,لأنه سيتعلم من خلاله عدم تقليد أي أحد.
هدف نبيل ولكن الوسيلة لا تحققه ، فستجد أكثر من يفعل ذلك لا يكاد يخالف ابن حزم ، ولا غيره شيئاً فلا يقرأ أدلته ولا يحاول فهم استدلالاته ، بل تراه يقلد ابن حزم حتى في ألفاظ السباب نفسها ، ولك في رد المقري هنا مثال واضح ، فنحن نتكلم عن كتب ابن حزم هل تكون كتاباً تعليمياً للمبتدئ أم مرجعاً مهماً للباحث ، فكأن من رجح الثاني قد نقض توحيده !
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشيم بن بشير
الظاهرية من أهل السنة والجماعة ... ومثل هذه المواضيع لمتعصبة المذهبية تثير التعصب المذهبي المذموم لدى الخصوم كما هو لدى القائلين .
فهو كبعض متعصبة المذهبية ( وخوصاً الخرافيين منهم ) الذين يقولون مثلاً : ان خلاف الحنابلة لا يعتد به ! لأنهم أهل حديث وليسوا اهل فقه !!
أخي الكريم الظاهرية كغيرهم من المذاهب الفقهية فيهم من هو من أهل السنة والجماعة وفيهم من هو من أهل الضلالة .
والمتعصب المذهبي هو من يلزم الناس بمذهبه فيوجب عليهم اتباع أبي حنيفة أو الشافعي أو الظاهري ، وليس من يقول أن معرفة القياس من شروط الاجتهاد .
ولا تجد من الحنابلة من يرمي ابن عبد البر بالتعصب لعدم ذكره أحمد مع غيره ، بخلاف إخواننا شباب الظاهرية ومحبوها فما أن ترد هذه المسألة حتى يجن جنونهم .
فالمسألة ليست حقداً على الظاهرية ولكنها مخرجة على كون القياس من أدوات الاجتهاد الضرورية .
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
أخي الفاضل عبد الله
سؤالك أجبتك عليه
لكن سأوضح
الذين ينكرون حجية أخبار الآحاد أنا شخصيا أراهم مخطئون,
فلو كانت مسألة فيها نص عن طريق خبر الآحاد, أرى أنه واجب علي أن آخذ بالحكم الذي يستنبط من ذلك الخبر,
و لو أجمع الذين يحتجون بخبر الآحاد على ذلك الحكم أرى أنه لا ينبغي أن نسمي ذلك إجماعا ,لأنه توجد طائفة من المسلمين لم يأخذوا بذلك الحكم لعدم حجية خبرالآحاد عندهم,و لا يوهن وجوب اتباع ذلك النص لعدم إجماع المسلمين عليه.
فمادام لم أجد نصا يوجب علي اتباع إجماع طائفة ما,فجوابي على سؤالك أنني أعتد بخلافهم في إطلاق لفظ الإجماع ,و لكن لا أعتد بما ذهبوا إليه.
حتى يكون كلامي واضحا: قولي:أعتد بخلافهم في إطلاق لفظ الإجماع, معناه أن الحكم الذي اختلفنا فيه لا أسميه إجماعا,
لكنني أعتقد إعتقادا جازما أننا ملزمون باتباع ذلك النص,فالحق حق و لو اختلف فيه.
أسألك سؤال:
هل القول بالقياس مجمع عليه
فإن قلت أن القول بالقياس فيه إجماع ,
سألتك إجماع من,
فإن قلت إجماع أهل القياس,
قلت لك و هل ممكن أن لا يجتمع أهل أصل على إثبات
ذلك الأصل-فيبطل هذا الجواب.
و إن قلت إجماع المسلمين,
قلت لك:إذن لا يقع الإجماع على حكم إلا إذا اجتمع جميع
المسلمين عليه.
و إن قلت أن القول بالقياس ليس فيه إجماع,
سألتك لماذا؟فتجيب أنه يوجد نفاة للقياس,
فبهذا الجواب يظهر أنك إعتدت بخلاف نفاة القياس في الإجماع.
و بارك الله فيكم
رد: هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
ممكن أن أضيف إضافة قليلة :
أن من كان مذهبه صحيحاً في العقيدة ، فينظر في فقهه ، إن كان موافقاً لشروط الإجتهاد قبل مثل المذاهب الأربعة ، و إن كان غير موافق مثل أهل الرأي و الظاهرية ، لم يقبل ، إلا في مسألة معينة يعلم العالم أنها اكتملت فيها شروط الإجتهاد مثل أن تكون المسألة ليس فيها قياس فيكون مذهب الظاهرية فيها معتبراً ، لأن مذهبهم في العموم لم يقبل من أجل إنكارهم القياس ، و عكسهم أهل الرأي ، فإن كانت المسألة ليس فيها نص فربما يقبل فيها قول أهل الرأي ، لأن مذهبهم لم يعتبر من أجل تقديم آرائهم على النصوص
و ربما من قال بعدم الإعتداد بهم أي في المذهب كله ، أما مسألة معينة وافقت شروط الإجتهاد فلا
و من هذا أني سمعت الشيخ عبد الكريم الخضير قال سألت الشيخ ابن باز إذا وافق النص قول الظاهرية هل نأخذ به ؟
قال نعم إذا وافق النص يؤخذ به
و جزاكم الله خيراً