نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء..
484 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَحْمُودٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجُعْفِيِّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: نَهَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنْ يَطُوفَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ، قَالَ: فَرَأَى رَجُلًا مَعَهُنَّ فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ: [ص:253] لَئِنْ كُنْتُ أَحْسَنْتُ لَقَدْ ظَلَمْتَنِي، وَلَئِنْ كُنْتُ أَسَأْتُ مَا عَلَّمْتَنِي، فَأَعْطَاهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الدِّرَّةَ وَقَالَ: " امْتَثِلْ "، قَالَ: فَعَفَى الرَّجُلُ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ . ( أخبار مكة للفاكهي ) .
ما صحة هذا الأثر؟
رد: نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء..
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (1/252) وإسناده هذا رجاله ثقات عدا إسماعيل بن محمود لم أجد له ترجمة، وبه انقطاع بين إبراهيم النخعي وعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأخرج نحوه الطبراني في المعجم الكبير بإسناد صحيح وعنه أبو نعيم في التثبيت ققال:حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ:
" خَرَجَتْ جَارِيَةٌ لِسَعْدٍ يُقَالُ لَهَا: زِيرَا، وَعَلَيْهَا قَمِيصٌ جَدِيدٌ، فَكَشَفَتْهَا الرِّيحُ، فَشَدَّ عَلَيْهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالدِّرَّةِ، وَجَاءَ سَعْدٌ لِيَمْنَعَهُ، فَتَنَاوَلَهُ بِالدِّرَّةِ، فَذَهَبَ سَعْدٌ يَدْعُو عَلَى عُمَرَ، فَنَاوَلَهُ عُمَرُ الدِّرَّةَ، وَقَالَ: اقْتَصَّ، فَعَفَا عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ". اهـ.وأخرج عبد الرزاق في مصنفه بإسناد صحيح فقال: عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " لا يَدْخُلُ رَجُلٌ عَلَى مُغَيَّبَةٍ "، قَالَ:
فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ أَخًا لِي أَوِ ابْنَ عَمٍّ لِي خَارِجٌ غَازِيًا وَأَوْصَانِي بِأَهْلِهِ، فَأَدْخُلُ عَلَيْهِمْ؟، قَالَ: فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ، ثُمَّ، قَالَ: " ادْنُ كَذَا، ادْنُ دُونَكَ، وَقُمْ عَلَى الْبَابِ لا تَدْخُلْ، فَقُلْ: أَلَكُمْ حَاجَةٌ؟ أَتُرِيدُونَ شَيْئًا؟ ". اهـ.
وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق وابن الأثير مختصرًا واللفظ له في أسد الغابة من طريق دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، هُوَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا سَلامَةُ بْنُ صُبَيْحٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ:
كُنْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، انْطَلِقْ مَعِي فَأَعِدْنِي عَلَى فُلانٍ، فَإِنَّهُ قَدْ ظَلَمَنِي، قَالَ: فَرَفَعَ الدِّرَّةَ فَخَفَقَ بِهَا رَأْسَهُ، فَقَالَ: تَدْعُوَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ مُعْرِضٌ لَكُمْ، حَتَّى إِذَا شُغِلَ فِي أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ أَتَيْتُمُوهُ: أَعِدْنِي أَعِدْنِي ! قَالَ: فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَتَذَمَّرُ قَالَ: عَلَيَّ الرَّجُلُ، فَأَلْقَى إِلَيْه الْمِخْفَقَةَ، وَقَالَ: امْتَثِلْ، فَقَالَ: لا وَاللَّهِ، وَلَكِنْ أَدَعُهَا لِلَّهِ وَلَكَ، قَالَ: لَيْسَ هَكَذَا، إِمَّا أَنْ تَدَعُهَا لِلَّهِ إِرَادَةَ مَا عِنْدَهُ أَوْ تَدَعُهَا لِي، فَأْعَلَمَ ذَلِكَ، قَالَ: أَدَعُهَا لِلَّهِ، قَالَ: فَانْصَرَفَ، ثُمَّ جَاءَ يَمْشِي حَتَّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَجَلَسَ، فَقَالَ: يَابْنَ الْخَطَّابِ، كُنْتَ وَضِيعًا فَرَفَعَكَ اللَّهُ، وَكُنْتَ ضَالا فَهَدَاكَ اللَّهُ، وَكُنْتَ ذَلِيلا فَأَعَزَّكَ اللَّهُ، ثُمَّ حَمَلَكَ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، فَجَاءَكَ رَجُلٌ يَسْتَعْدِيكَ فَضَرَبْتَهُ، مَا تَقُولُ لِرَبِّكَ غَدًا إِذَا أَتَيْتَهُ؟ قَالَ: فَجَعَلَ يُعَاتِبُ نَفْسَهُ فِي ذَلِكَ مُعَاتَبَةً حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ ". اهـ، وهذا إسناد رجاله ثقات عدا سلامة بن صبيح التميمي لا أعرفه ويقال هناك الكندي المخضرم كما في مختصر الدر والياقوت.
قلت: قد ورد خلاف ذلك فأخرج ابن أبي الدنيا في إصلاح المال فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدَةَ، عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ:
" خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي، مِنْ ذِرْوَدٍ، حَتَّى نَنْتَهِيَ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي غَلَسٍ، وَالنَّاسُ فِي الصَّلاةِ، فَانْصَرَفَ النَّاسُ مِنْ صَلاتِهِمْ، فَخَرَجَ النَّاسُ عَلَى أَسْوَاقِهِمْ، وَدُفِعَ إِلَيْنَا رَجُلٌ مَعَهُ دُرَّةٌ لَهُ، فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ، أَتَبِيعُ؟ فَلَمْ أَزَلْ أُسَاوِمُ بِهِ، حَتَّى أَرْضَاهُ عَلَى ثَمَنٍ، وَإِذَا هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَجَعَلَ يَطُوفُ فِي السُّوقِ، يَأْمُرُهُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ عز وجل يُقْبِلُ فِيهَا وَيُدْبِرُ، ثُمَّ تَأَخَّرْتُ عَلَى أَبِي، فَقَالَ لَهُ: حَبَسْتَنِي، لَيْسَ هَذَا وَعَدْتَنِي، قُمْ مُرَّ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ عُمَرُ: لا أَزِيدُ حَتَّى أُوفِيَكَ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ الثَّالِثَةَ، فَوَثَبَ أَبِي مُغْضَبًا، فَأَخَذَ بِثِيَابِ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ: كَذَّبَتْنِي وَظَلَمْتَنِي، وَلَهَزَهُ، فَوَثَبَ الْمُسْلِمُونَ إِلَيْهِ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ لَهَزْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! فَأَخَذَ عُمَرُ ثِيَابَ أَبِي فَجَرَّهُ، وَلا يَمْلِكُ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا، وَكَانَ شَدِيدًا، فَانْتَهَى بِهِ إِلَى قَصَّابٍ، فَقَالَ: عزمت عَلَيْكَ، أَوْ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَتُعْطِيَنَّ هَذَا حَقَّهُ، فَلَكَ رِبْحِي، وَكَانَ عُمَرُ بَاعَ الْغَنَمَ مِنْهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لا، وَلَكِنْ أُعْطِي هَذَا حَقَّهُ وَأَهِبُكَ رِبْحَكَ، فَأَخْرَجَ حَقَّهُ، فَأَعْطَاهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اسْتَوْفَيْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: بَقِيَ حَقُّنَا عَلَيْكَ، لَهْزَتُكَ الَّتِي لَهَزْتَنِي، قَدْ تَرَكْتُهَا لِلَّهِ عز وجل وَلَكَ "، قَالَ الأَصْبَغُ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَعْنِي عُمَرَ أَخَذَ رِبْحَهُ لَحْمًا، مُعَلَّقَةً فِي يَدِهِ الْيُسْرَى، وَفِي يَدِهِ الْيُمْنَى الدُّرَّةُ يَدُورُ فِي الأَسْوَاقِ حَتَّى دَخَلَ رَحْلَهُ ". اهـ.
وهذا إسناده حسنٌ، عبد الله بن يونس ذكره ابن حبان في الثقات ورى عنه جماعة فأحسن أحواله صدوق، والوليد بن عبدة وهو المصري قال عنه الحافظ ابن حجر: "ثقة".
والله أعلم.
رد: نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء..
رد: نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء..
في السند عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ:
ما حاله ؟
رد: نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس
جزاكم الله خيرا .
جزاكم الله خيراً.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس
في السند عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ:
ما حاله ؟
قلتُ: هو حسن الحديث، وإن كان فيه ضعف - سيما وهو يروي قصة قد شهدها - فالقول فيه قول ابن عدي رحمه الله:
" صاحب علي بن أبي طالب يروي عنه أحاديث غير محفوظة عامة ما يرويه عن علي لا يتابعه عليه أحد وهو بين الضعف ، وإذا حدث عنه ثقة فهو عندي لا بأس بروايته وانما أتى الإنكار من جهة من روى عنه لأن الراوي عنه لعله يكون ضعيفا ". اهـ.
وهذا من كثرة ما يرويه الضعفاء عنه، وقلة الثقات عنه.
وعليه جرى أحكام العلماء كصنيع الذهبي رحمه الله في المهذب (5/2286).
تحسينه لرواية عن الأصبغ بن نباتة قال: كنا في زمان علي من سبق إلى مكان في السوق كان أحق به إلى الليل ... ". اهـ،
أخرجه ابن أبي شيبة (22398) حدثنا وكيع حدثنا يحيى بن أبي الهيثم العطار عن الأصبغ بن نباتة به.
قال الذهبي: "فيه يحيى وسط الحديث" . اهـ، ويحيى هذا "ثقة" كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب وكذا قال يحيى بن معين.
وأوردها زكريا بن غلام الباكستاني في كتاب ما صح من آثار الصحابة في الفقه (2:987)، وحسنها، وقال: " والأصبغ بن نباته وإن كان ضعيفًا إلا أن هذا يدل علي أنه قد حفظه ". اهـ.
ولحل الخلاف بين الأثرين أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أراد في رواية الأحنف أن يستبين منه هل عفا من أجله فيحصل ما عنده من مكانة كما يتقرب الأمراء إلى ملوكهم؟
ولكن لتواضع أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أراد ألا يجعله يعامل معاملة المشفق بل معاملة المنصف، أما في رواية الأصبغ تركه عمر رضي الله عنه هنا لله رجاء ما عنده وله عفوًا وكرمًا منه وإحسانًا له.
والله أعلم.
رد: نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء..
رد: نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس
فتح الله عليكم .
بارك الله فيكم.