من فوائد حديث إن الله يرضى لكم ثلاثا

عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يرضى لكم ثلاثا ، ويكره لكم ثلاثا ، فيرضى لكم : أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، ويكره لكم : قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال ، صحيح مسلم
_________________

هذا الحديث من آداب الإسلام العظيمة ، إذا امتثله المسلم حفظ به عمرَه ، ومالَه ، وجهدَه ، ووقاه من شر النفس ونوازع التفريط والضياع

قلتُ: هذا الحديث به فوائد عظيمة منها:
1_يثبت ان الله سبحانه وتعالى له الصفات العلى فهو يرضى ويكره...
2_يبين لنا ان امة محمد صلى الله عليه وسلم امه مرحومة ولهذا يبين لنا مايحبه الله وما يبغضه سبحانه
3_يبين لنا فضل التوحيد ان الله يرضى عن الموحد ولا يرضى بل يغضب ويكره المشرك والشرك
4_قرن الله سبحانه وتعالى التوحيد الذي هو سبب دخول العبد الجنة وسبب لنجات العبد من النار قرنها بجمع الكلمة وتوحيد الصف واتباع العلماء
ولان وحدة الكلمة والاجتماع هي دعوة الرسل جميعا
وكذلك التنازع والفشل سبب لضعف الامة وانتكاستها
قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} سورة الانفال
وهنا في هذه الاية جاءت فعل امر
5_قال ويكره الله جبار السماوات والارض القيل والقال بمعنى تناقل الاخبار الصحيحة والسقيمة
يحذرنا من نقل الكلام والنميمة والغيبة ونقل كل ما تسمعه ولا تتثبت منه او من قائله
6_كذلك يكره ملك الملوك الجدال والمراء وقد ذكر العلماء رحمهم الله في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم (وكثرة السؤال) أوجها عديدة ، كلها تدخل في إطلاق هذا اللفظ ، وهي :
- سؤال الناس أموالهم ، وبذل ماء الوجه في سبيل ذلك.
- سؤال العلماء عن المسائل العويصة التي لا تنفع المسلمين ، وإنما تفتح عليهم أبواب النزاع ، وتثير بينهم مكنون الشقاق .
- السؤال عن المسائل التي يندر وقوعها أو يستحيل ، لما فيه من التنطع والتكلف .
- كثرة السؤال عن أخبار الناس وأحداث الزمان وتفاصيل الوقائع مما لا يقدم منفعة وإنما يضيع به الوقت .
- كثرة سؤال إنسان بعينه عن تفاصيل حاله ، والدخول في خصوصيات حياته التي يكره أن يطلع الناس عليها ، فيقع في الضيق والحرج بسبب سؤاله عن ذلك .
- سؤال السائل عما لا يعنيه ، ولا شأن له به .
وهذه أمور مذمومة كلها – كما ترى - فالأوجَهُ في تفسير الحديث حمله على إطلاقه ، واعتبار أن كل ما دل الشرع والأدب على كراهة السؤال عنه وكراهة طلبه فهو داخل في هذا الحديث .
7_يحذرنا من التبذير والاسراف وقد ثبت في الحديث ان العبد سيسأل عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه...)
وقد حثنا الشارع الحكيم على الصدقات والانفاق
وحذرنا من ان نبسط اليد كل البسط قال تعالى:(وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا) سورة الاسراء

هذه بعض الفوائد من هذا الحديث

كتبه:ابوعبدالله الاثري حذيفة بن حسين الخزاعي