هروب الأزواج من المنزل
محمد بن عبدالعزيز المسند
إن لهروب الأزواج من البيوت، وقضائهم الساعات الطويلة خارجها أسباباً كثيرة، من أهمها ما يلي:
1. المشاكل الزوجية، فوجود بعض المشاكل بين الزوجين، قد يدفع الرجل إلى الهروب من المنزل.
2. تقصير المرأة فيما يجب عليها تجاه زوجها من العناية والرعاية والاهتمام، وانشغالها عنه بأمور أخرى تافهة، أو حتى واجبة ومطلوبة، دون مراعاة لفقه الأولويات.
3. الرتابة المملة في الحياة الزوجية، والزوجة الذكية تعرف كيف تكسر هذه الرتابة بما تبتكره من جديد.
4. اختلال مبدأ القوامة بين الزوجين، وذلك بطغيان شخصية المرأة على شخصية الرجل، وتسلطها عليه، فيلجأ إلى الهروب من المنزل.
5. عدم الشعور بالمسؤولية من قبل بعض الأزواج، وهذا راجع إلى خلل في التربية منذ الصغر.
6. وجود السائق الأجنبي في المنزل، وهذا - في نظري - من أهم الأسباب، إذ إن ذلك يؤدي إلى تخلي الزوج عن المسؤولية، وإلقائها على كاهل المرأة لتصبح هي القائمة على شؤون البيت، فيجد الزوج مسوغاً للهروب من البيت.
7. عمل المرأة خارج المنزل، وهذا لا يعني أنني ضد عمل المرأة على وجه الإطلاق، لكنّ بعض الأزواج قد يستغني براتب امرأته عن العمل، فتحلو له البطالة، فيقضي نهاره في النوم، وليله بالسهر خارج المنزل إلى ساعات متأخرة من الليل.
8. متابعة القنوات الفضائية في الاستراحات ونحوها، وهذا من أخطرها، إذ هو سبب رئيس من أسباب خراب البيوت، وزهد الرجل في امرأته، فلا يزيده ذلك إلا رغبة في الهروب من البيت، وقد يجره ذلك إلى الهروب خارج البلاد بحثاً عما يراه في تلك الفضائيات.
هذه أهم الأسباب..
أما العلاج فيكمن في النقاط التالية:
* تجنب المشاكل الزوجية بقدر الإمكان، والمسارعة إلى حلها وإنهائها في حينها. والمرأة أولى بأن تسارع إلى ذلك لما لزوجها عليها من حق عظيم.
* يجب على المرأة أن تعتني بزوجها عناية فائقة، وتجعل ذلك مقدماً على عنايتها بشؤونها الخاصة، وشؤون البيت والأولاد.
* الحياة الزوجية ليست عشرةَ يومٍ أو يومين، بل عشرةَ عمر مديد، فلا بد من كسر الرتابة في الحياة الزوجية، وذلك بالتجديد والابتكار، التجديد في اللباس، التجديد في المأكول والمشروب، في توزيع الأثاث في البيت، في التعبير عن المشاعر والأحاسيس، في أمور أخرى كثيرة.
* القوامة ينبغي أن تكون للرجل. وعلى الزوجة أن تخضع له، وتعترف له بذلك، وهذا لا يعني أن تلغي شخصيتها، بل تجعل قوة شخصيتها عوناً لزوجها على القيام بدوره في القوامة، وكما قيل: وراء كل عظيم امرأة. وهي بلا شك امرأة ذات شخصية قوية مميزة.
* تشجيع الزوج على تحمل المسؤولية، وذلك بالثناء عليه، وعلى ما يقوم به من أعمال، والحرص على مشاركته في ذلك ولو بالرأي والمشورة.
* الاستغناء عن السائق الأجنبي بقدر الإمكان، لما لوجوده في البيت من أخطار على الأسرة والمجتمع، وهناك بدائل كثيرة يمكن اللجوء إليها لمن وفقه الله - عز وجل -.
* عمل المرأة خارج منزلها - إذا كان بالضوابط الشرعية - فلا بأس به، لكن إذا تسبب في بطالة الزوج، وتخليه عما أوجب الله عليه من السعي في الأرض والنفقة الواجبة، اعتماداً على راتب الزوجة، فإن عملها حينئذ يكون وبالاً عليها. فإما أن تتركه، وإما أن تشترط على زوجها ما يكفل لها حقها المشروع.
* تنبيه الزوج وتوعيته بخطر النظر إلى ما حرم الله، وما يجر إليه من المفاسد. وأن عفاف الرجل سبب لعفاف نسائه ومحارمه، والعكس صحيح، فكما أن الرجل لا يرضى لامرأته أن تنظر إلى غيره؛ فكذلك المرأة، لا ترضى لزوجها أن ينظر إلى غيرها بالحرام.
والله ولي التوفيق.
