اغسلوه بماء بضاعة، فإذا غسل فكأنما أنشط من عقال

قم الحديث: 1549 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ أَبُو أُسَيْدٍ ، وَأَبُو حُمَيْدٍ ، وَأَبِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ ، يَقُولُونَ : أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِئْرَ بُضَاعَةَ ، فَتَوَضَّأَ فِي الدَّلْوِ وَرَدَّهُ فِي الْبِئْرِ ، وَمَجَّ فِي الدَّلْوِ مَرَّةً أُخْرَى وَبَصَقَ فِيهَا وَشَرِبَ مِنْ مَائِهَا ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ الْمَرِيضُ فِي عَهْدِهِ ، يَقُولُ : " اغْسِلُوهُ مِنْ مَاءِ بُضَاعَةَ " ، فَيُغْسَلُ ، فَكَأَنَّمَا حُلَّ مِنْ عِقَالٍ .
ما صحة هذا الحديث؟

ورد ذلك في الطبقات الكبرى لابن سعد فقال :
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِيهِمْ أَبُو أُسَيْدٍ وَأَبُو حُمَيْدٍ وَأَبِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ يَقُولُونَ:
أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِئْرَ بُضَاعَةَ فَتَوَضَّأَ فِي الدَّلْوِ وَرَدَّهُ فِي الْبِئْرِ، وَمَجَّ فِي الدَّلْوِ مَرَّةً أُخْرَى وَبَصَقَ فِيهَا وَشَرِبَ مِنْ مَائِهَا، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ الْمَرِيضُ فِي عَهْدِهِ يَقُولُ: «اغْسِلُوهُ مِنْ مَاءِ بُضَاعَةَ» ، فَيُغْسَلُ، فَكَأَنَّمَا حُلَّ مِنْ عِقَالٍ ". اهـ.
وهذا إسناد فيه محمد بن عمر "متروك الحديث" وشيخه أبي بن العباس "ضعيف الحديث" وقد رواه أخوه عبد المهيمن بن العباس وهو ضعيف كما في المعجم الكبير للطبراني [5704] قال:
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، ثنا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ (ص) بَرَّكَ فِي بِئْرِ بُضَاعَةَ، وَبَصَقَ فِيهَا ". اهـ.
وأخرج الطبراني في المعجم الكبير [585]:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ مِنْ أَبِي أُمِّي مَالِكِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ الْخَزْرَجِيِّ، قَالَ: وَلَهُ بِئْرٌ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا بِئْرُ بُضَاعَةَ قَدْ بَصَقَ فِيهَا النَّبِيُّ (ص) فَهُوَ يُبْشِرُ بِهَا وَيَتَيَمَّنُ بِهَا ... إلخ ". اهـ.
إسناد فيه عبد الله بن عثمان الوقاصي "مجهول" كذا قال ابن عدي ويحيى بن معين وقال يحيى : "يروي أحاديث مشتبهة"، وقال الحافظ ابن حجر : "مستور"، وشيخه مالك "مقبول" كذا قال الحافظ.
وأخرج الإمام أحمد في مسنده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: دخَلْنا على سَهلِ بنِ سعدٍ في أَربَعِ نِسوةٍ، فقال: لو سقَيْتُكم من بِئرِ بُضاعةَ لَكرِهْتم ذلك، وقد سقَيْتُ رسولَ اللهِ ﷺ منها بيَدي.
هذا الحديث ضعفه شعيب الأرناؤوط في تخريج المسند (١٧/١٩٣)، ففي إسناده أم محمد بن أبي يحيى الأسلمي "مجهولة ، فقد تفرد بالرواية عنها ابنها ، ولم يوثقها أحد" كذا قال المصنفون.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
إنما ثبت منه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ منه.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: مررتُ بالنبيِّ ﷺ وهو يتوضَّأُ من بئرِ بُضاعةَ، فقلتُ: أتتوضّأُ منها، وهي يُطرَحُ فيها ما يُكره من النَّتنِ؟ ! فقال: الماءُ لا يُنجِّسُه شيءٌ ". اهـ.
صححه شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند (١١١١٩) بطرقه وشواهده، والألباني في صحيح أبي داود (٦٦).
والله أعلم.

جزاكم الله خيراً.