إن من البيان لسحرًا، مدحٌ أم ذمٌ ؟

☆هل تعلم أنّ: ﴿إنّ من البيان لسحرًا﴾ حديثٌ صحيح، ويظنّه كثيرٌ من الناس مثلا.
☆وهل تعلم أنّ هذا الحديث في صحيح البخاري.1
☆وهل تعلم أنّ مِنَ العلماء مَنْ رجّح أنّ هذا الحديث جاء في معرض الذمّ لا المدح؛ قال صاحب عون المعبود: ﴿إنّ من البيان لسحرًا﴾ يعني أنّ بعض البيان كالسحر في استمالة القلوب أو في العجز عن الإتيان بمثله، وهذا النوع ممدوحٌ إذا صرف إلى الحق ومذمومٌ إذا صرف إلى الباطل، قال المنذري: وقد اختلف العلماء في قوله ﷺ ﴿إنّ من البيان لسحرًا﴾ فقيل: أورده مورد الذمّ لتشبيهه بعمل السحر لغلبة القلوب وتزيينه القبيح وتقبيحه الحسن.2
☆وهل تعلم أنّ الإمام مالك رضي الله عنه ذكر هذا الحديث في الموطأ في باب: ما يكره من الكلام.3
☆وهل تعلم أنّ هذا الحديث قيل في رجلين أتيا من المشرق فخطبا خطبة النكاح وأطالا فيها، قال ابن حجر رحمه الله: وكأنّه أشار إلى أنّ الخطبة وإن كانت مشروعةً في النكاح فينبغي أن تكون مقتصدة، ولا يكون فيها ما يقتضي صرف الحق إلى الباطل بتحسين الكلام.4
☆وهل تعلم أنّ العرب تطلق لفظ السحر على الصرف، تقول: ما سحرك عن كذا؟ أي ما صرفك عنه؟5
والله أعلم
ماهر أبو حمزة
________________________
1.صحيح البخاري: 5146.
2.عون المعبود: 133/7.
3.الموطأ: 986/2.
4.فتح الباري: 144/9.
5.انظر: فتح الباري 144/9، ولسان العرب: 135/7.