أبرز مواضع الخلاف بين المتقدمين والمتاخرين !!!

لا أعتقد هناك فروقا بمعنى الخلاف الاصولي والمعتقدي
لانهم سلسلة متواصلة مترامية الاطراف لا يكاد تنخرم منها إلا شواذ المسائل والاتجاهات
الفردية والخلافات النظرية ...بمعنى آخر هي وجهات نظر لا تخفى على من مكنه الله فنون العلم فالخلاف بينهم نظريا لا يكاد يكون كقاعدة



سنلقي الضوء على أقوال المخالفين والموافقين وكلهم في دائرة واحدة

قال أحمد شحاتة الألفي السكندري في كتابه شذرات من إتحاف الأريب :
«وَأَمَّا عَمَلُ الْمُعَاصِرِينَ ، وَمَنْهَجُهُمُ الْمُتَعَجِّلُ فِي بَيَانِ مَرَاتِبِ الأَحَادِيثِ مِنَ الصِّحَةِ وَالضَّعْفِ، فَهُوَ أَشْبَهُ شَيْءٍ بِالْمُعَادَلات ِ الرِّيَاضِيَّةِ الْبسِيطَةِ، الَّتِي يَعْتَقِدُ الْمُبْتَدِئُ فِي الْعِلْمِ عُمُومَ الاعْتِمَادِ عَلَيْهَا فِي حَلِّ الْمَسَائِلِ الْمُرَكَّبَةِ وَالْبَسِيطَةِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ، وَهُوَ كَالتَّلْفِيقِ بَيْنَ عَمْلِ الْمُحَدِّثِينَ وَعَمَلِ الْفُقَهَاءِ، فِي صُورَةِ مُعَادَلاتٍ رِيَاضِيَّةٍ سَاذِجَةٍ، كَانَ مِنْ نَتَائِجِهَا الشَّاذَّةِ: أَنَّ يُضَعِّفَ أَحَدُهُمْ صَحِيحَاً تَلَقَّاهُ الأَئِمَّةُ الْمُتَقَدِّمُو نَ بِالْقَبُولِ وَصَحَّحُوهُ، أَوْ يُصَحِّحَ ضَعِيفَاً مُنْكَرَاَ هَجَرُوهُ وَأَنْكَرُوهُ. وبِمِثْلِ هَذَا الْعَمَلِ الْمُتَهَافِتِ جَاءَ الْكَثِيْرُ مِنْ أَحْكَامِهِمْ شَاذَّاً مُخَالِفَاً لأَحْكَامِ الأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّميِ نَ، سِيَّمَا التَّسَاهُلَ فِي تَصْحِيحِ الْمَوْضُوعَاتِ وَالْمَنَاكِيْر ِ وَالأَبَاطِيلِ» .

ثانيا :

• أخرج الإمام أحمد في مسنده (١٨٩٣٤) عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صـــلى الله عليه وســلم ( *مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره* ) حسنه ابن حجر في فتح الباري بطرقه (٦/٧).

قال ابن كثير : الدين كما هو محتاج إلى أول الأمة في إبلاغه إلى من بعدهم = كذلك هو محتاج إلى :
- القائمين به في أواخرها
- وتثبيت الناس على السنة
- وروايتها
- وإظهارها ، والفضل للمتقدم ، وكذلك الزرع الذي يحتاج إلى المطر الأول وإلى المطر الثاني ، ولكن العمدة الكبرى على الأول ، واحتياج الزرع إليه آكد ؛ فإنه لولاه ما نبت في الأرض ولا تعلق أساسه فيها.

تفسيره (٣٥٤/١٣) ، .

ثالثا
قال محدّثُ العصر الإمامُ محمد أنور شاه الكشميريُّ:

فائدة: ولِيُعلم أنّ تحسين المتأخرين وتصحيحَهم لا يوازي تحسين المتقدّمين، فإنهم كانوا أعرفَ بحال الرواة؛ لِقُرْب عهدهم بهم، فكانوا يحكمون ما يحكمون به بعد تثبّت تام ومعرفة جزئية

أما المتأخرون: فليس عندهم مِن أمرهم غير الأثر بعد العين، فلا يحكمون إلا بعد مطالعة أحوالهم في الأوراق. وأنت تعلم أنه كم مِن فرق بين المجرب والحكيم، وما يغني السواد الذي في البياض عند المتأخرين عما عند المتقدمين من العلم على أحوالهم كالعيان. فإنهم أدركوا الرواة بأنفسهم، فاستغنوا عن التساؤل، والأخذ عن أفواه الناس، فهؤلاء أعرف الناس، فبهم العبرة.

وحينئذٍ إنْ وجدتَ النوويَّ مثلا يتكلم في حديث، والترمذيُّ يحسنه، فعليكَ بما ذهب إليه الترمذيُّ، ولم يُحْسِن الحافظُ في عدم قبول تَحسين الترمذي، فإنّ مبناه على القواعد لا غير، وحكم الترمذي يبنى على الذوق والوجدان الصحيح، وإنّ هذا هو العلم، وإنما الضوابط عصا الأعمى

فيض الباري (216:6)

قال ابن حجر (مقدمة الفتح ص465): ((إنَّ كثيراً مِن المحدِّثين وغيرِهم يستروحون بنقل كلام مَن يتقدمهم مقلِّدين له، ويكون الأول ما أتقنَ ولا حرَّر، بل يتبعونه تحسيناً للظن به)). اهـ