فائدة من كلام ابي سعيد الدارمي في نقضه علي المريسي الجهمي
قال الامام ابي سعيد الدارمي في نقضه علي المريسي الجهمي ( 227/1)
\حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ الْبَغْدَادِيُّ الْأَصَمُّ1، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ2، عَنْ شبيب ابْن شيبَة3، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ5 أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِأَبِيهِ: "يَا حُصَيْنُ، كَمْ تَعْبُدُ الْيَوْمَ إِلَهًا؟ قَالَ سَبْعَةً، سِتَّة فِي الأَرْض وَوَاحِد فِي السَّمَاءِ، قَالَ فَأَيُّهُمْ تَعُدُّهُ لِرَغْبَتِكَ وَلِرَهْبَتِكَ؟ قَالَ: الَّذِي فِي
السَّمَاءِ" فَلَمْ يُنْكِرِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْكَافِرِ إِذا عَرَفَ أَنَّ إِلَهَ الْعَالَمِينَ فِي السَّمَاءِ. كَمَا قَالَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَحُصَيْنٌ الْخُزَاعِيّ فِي كفره يؤمئذ كَانَ أَعْلَمَ بِاللَّهِ الْجَلِيلِ الْأَجَلِّ مِنَ الْمَرِيسِيِّ وَأَصْحَابِهِ مَعَ مَا يَنْتَحِلُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ، إِذْ مَيَّزَ بَيْنَ الْإِلَهِ الْخَالِقِ الَّذِي فِي السَّمَاءِ وَبَيْنَ الْآلِهَةِ وَالْأَصْنَامِ الْمَخْلُوقَةِ الَّتِي فِي الْأَرْض.
وَقَدِ اتَّفَقَتِ الْكَلِمَةُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْكَافِرِينَ أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ، وَحَدُّوهُ بِذَلِكَ إِلَّا الْمَرِيسِيَّ الضَّالَّ وَأَصْحَابَهُ، حَتَّى الصِّبْيَانُ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ5 قَدْ عَرَفُوهُ بِذَلِكَ، إِذَا حَزَبَ الصَّبِي شَيْء يرفع يَدَيْهِ إِلَى رَبِّهِ يَدْعُوهُ فِي السَّمَاءِ دُونَ مَا سِوَاهَا1، فَكُلُّ أَحَدٍ بِاللَّهِ وَبِمَكَانِهِ أَعْلَمُ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ
رد: فائدة من كلام ابي سعيد الدارمي في نقضه علي المريسي الجهمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم
قال الامام ابي سعيد الدارمي في نقضه علي المريسي الجهمي ( 226/1)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ فَوْقَ عَرْشِهِ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ" ، وَقَالَ لِلْأَمَةِ السَّوْدَاءِ: "أَيْنَ اللَّهُ؟ قَالَتْ: "فِي السَّمَاءِ فَقَالَ: أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ" .
فَقَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ" دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا لَوْ لَمْ تُؤْمِنْ بِأَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ لم تكن مُؤمنَة، وَأَنه لايجوز فِي الرَّقَبَة إِلَّا مَنْ يُحِدُّ اللَّهَ أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ، كَمَا قَالَ اللَّهُ وَرَسُوله.فَحَد َثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ الْبَغْدَادِيُّ الْأَصَمُّ1، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ2، عَنْ شبيب ابْن شيبَة3، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ5 أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِأَبِيهِ: "يَا حُصَيْنُ، كَمْ تَعْبُدُ الْيَوْمَ إِلَهًا؟ قَالَ سَبْعَةً، سِتَّة فِي الأَرْض وَوَاحِد فِي السَّمَاءِ، قَالَ فَأَيُّهُمْ تَعُدُّهُ لِرَغْبَتِكَ وَلِرَهْبَتِكَ؟ قَالَ: الَّذِي فِي
السَّمَاءِ" فَلَمْ يُنْكِرِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْكَافِرِ إِذا عَرَفَ أَنَّ إِلَهَ الْعَالَمِينَ فِي السَّمَاءِ. كَمَا قَالَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَحُصَيْنٌ الْخُزَاعِيّ فِي كفره يؤمئذ كَانَ أَعْلَمَ بِاللَّهِ الْجَلِيلِ الْأَجَلِّ مِنَ الْمَرِيسِيِّ وَأَصْحَابِهِ مَعَ مَا يَنْتَحِلُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ، إِذْ مَيَّزَ بَيْنَ الْإِلَهِ الْخَالِقِ الَّذِي فِي السَّمَاءِ وَبَيْنَ الْآلِهَةِ وَالْأَصْنَامِ الْمَخْلُوقَةِ الَّتِي فِي الْأَرْض.
وَقَدِ اتَّفَقَتِ الْكَلِمَةُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْكَافِرِينَ أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ، وَحَدُّوهُ بِذَلِكَ إِلَّا الْمَرِيسِيَّ الضَّالَّ وَأَصْحَابَهُ، حَتَّى الصِّبْيَانُ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ5 قَدْ عَرَفُوهُ بِذَلِكَ، إِذَا حَزَبَ الصَّبِي شَيْء يرفع يَدَيْهِ إِلَى رَبِّهِ يَدْعُوهُ فِي السَّمَاءِ دُونَ مَا سِوَاهَا1، فَكُلُّ أَحَدٍ بِاللَّهِ وَبِمَكَانِهِ أَعْلَمُ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ
رحم الله الدارمي
رد: فائدة من كلام ابي سعيد الدارمي في نقضه علي المريسي الجهمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم
فَحُصَيْنٌ الْخُزَاعِيّ فِي كفره يؤمئذ كَانَ أَعْلَمَ بِاللَّهِ الْجَلِيلِ الْأَجَلِّ مِنَ الْمَرِيسِيِّ وَأَصْحَابِهِ مَعَ مَا يَنْتَحِلُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ، إِذْ مَيَّزَ بَيْنَ الْإِلَهِ الْخَالِقِ الَّذِي فِي السَّمَاءِ وَبَيْنَ الْآلِهَةِ وَالْأَصْنَامِ الْمَخْلُوقَةِ الَّتِي فِي الْأَرْض.
وَقَدِ اتَّفَقَتِ الْكَلِمَةُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْكَافِرِينَ أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ،
بارك الله فيك اخى الفاضل محمد عبدالعظيم
رد: فائدة من كلام ابي سعيد الدارمي في نقضه علي المريسي الجهمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم
فَحُصَيْنٌ الْخُزَاعِيّ فِي كفره يؤمئذ كَانَ أَعْلَمَ بِاللَّهِ الْجَلِيلِ الْأَجَلِّ مِنَ الْمَرِيسِيِّ وَأَصْحَابِهِ مَعَ مَا يَنْتَحِلُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ، إِذْ مَيَّزَ بَيْنَ الْإِلَهِ الْخَالِقِ الَّذِي فِي السَّمَاءِ وَبَيْنَ الْآلِهَةِ وَالْأَصْنَامِ الْمَخْلُوقَةِ الَّتِي فِي الْأَرْض.
وَقَدِ اتَّفَقَتِ الْكَلِمَةُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْكَافِرِينَ أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ،
------قال الإمام أبُو سَعِيدٍ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِى كتابه ((الرَّدُ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ)) (ص66)-((قد اختصرنا من ذلك ما يستدل به أولوا الألباب أن الأمَّة كلَّها، والأمم السالفة قبلها لم يكونوا يشكون فِي معرفة الله تعالى أنه فوق السماء، بائن من خلقه، غير هذه العصابة الزائغة عن الحق – يعنِي الْجَهْمِيَّةَ -، المخالفة للكتاب وأثارات العلم كلها، حتى لقد عرف ذلك كثير من كفار الأمم وفراعنتهم، فقال فرعون ((يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ. أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى))، واتخذ فرعون إبراهيم النسور والتبوت يرومون الإطلاع إلى الله بذلك، وقالت بنو إسرائيل: يا رب! أنت فِي السماء ونحن فِي الأرض، وأشباه هذا كثير يطول إن ذكرناها)).-((لقد علم فِرْعَوْنُ فِي كفره وعتوه على الله أنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ فوق السَّماء، فقال ((يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ. أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً)) (غافر:36 - 37). ففي هذه الآية بيانٌ بيِّنٌ، ودلالةٌ ظاهرة أن موسى كان يدعو فِرْعَوْنَ إلِي معرفة الله بأنه فوق السماء، فمن أجل ذلك أمر ببناء الصرح ورام الاطلاع إليه)) اهـ..................((وي قال لكل جَهْمِىٍّ مُعَطِّلٍ: إنْ أَبَيْتَ أنْ تقرَّ أنَّه فَوْقَ الْعَرْشِ فِى السَّمَاءِ. فاعلمْ أنَّ عَدُو اللهِ فِرْعَونَ كان أعرفَ باللهِ مِنْكَ. فقد رامَ الوصول إلى الله. وأمر ببناء الصَّرح للإطلاع إليه. وقال ((يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ. أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً))------- وهنا وجهين، لا يقتصر على أحدهما دون الآخر:
[الأول] أنَّ فِرْعَوْنَ إمام المعطلة المنكرين لفوقية الله وعلوه، ومباينته لخلقه، فالجهمية بهذا الاعتبار من أتباعه ومريديه، وهو حامل لوائهم إلَى النار.-----[الثانِي] أنَّه كان مقرَّاً بأن إله مُوسَى الذي يدعوه إليه فِي السَّمَاءِ، وإنما كذَّب مُوسَى عناداً واستكباراً، ليضلل أتباعه ورعيته، كما قال تعالَى حكايةً عنه وعن شيعته ((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوَّاً))، فالْجَهْمِيَّةُ بهذا الاعتبار أضلُّ وأبخس حظَّاً من فرعون الكافر المنكر للألوهية، وهذا قول الإمام أبِي سَعِيدٍ الدَّارمِيِّ. ومما ذكره شيخ الاسلام بن تيمية وبن القيم فى موافقة قول الإمام أبِي سَعِيدٍ الدَّارمِيِّ-- وان كان لهم قولا اخر - ولكن نكتفى بالقول الثانى مناسبة للمقام--قال شيخ الاسلام بن تيمية-فِي ((الصَّفَدِيَّة)) : ((وقال تعالَى حكايةً عَنْ فِرْعَوْنَ أنَّهُ قَالَ ((يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ. أسباب السموات فاطلع الى اله موسى))، فوقع قصد الكافر إلَى الجهة التي أخبره مُوسَى عنها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لذلك لَمْ يطلبه فِي طول الأرض وعرضها، ولم ينزل إلَى طبقات الأرض السُّفلى، فدل ما تلوناه من هذه الآيات على أن الله فِي السَّمَاءِ، ومستوٍ على العرش)).
وقال ابن القيِّم فِي ((اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية)) (ص108): ((وأخبر تَعَالَى عن فِرْعَوْنَ أنَّهُ قَالَ ((يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ. أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى))، فَكَأَنَّ فِرْعَوْنَ قد فَهِمَ مِنْ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّه يُثْبِتُ إلَهَاً فَوْقَ السَّمَاءِ، حتَّى رَامَ بِصَرْحِهِ أنْ يطَّلِعَ إليه، واتَّهَمَ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالكذب في ذلك، والْجَهْمِيَّةُ لا تعلم أنَّ الله فوقَهَا بوجود ذاته، فهم أعجز فَهْمَاً مِنْ فِرْعَوْنَ، بل وأضلُّ)).
ثم أعاده (ص119) بقوله: ((وأخبر تَعَالَى عَنْ فِرْعَوْنَ أنَّهُ قَالَ ((يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ. أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبَاً))، وَكَأّنَّ فِرْعَوْنَ قد فَهِمَ عن مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّه يُثْبِتُ إلَهَاً فَوْقَ السَّمَاءِ، حتَّى رَامَ بِصَرْحِهِ أنْ يطَّلِعَ إليه، واتَّهَمَ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالكذب في ذلك، ومُخَالِفُنَا ليس يعلم أن الله فوقه بوجود ذاته، فَهُوَ أَعْجَزُ فَهْمَاً مِنْ فِرْعَوْنَ)).[منقول بتصرف]