ذكر اسم الله عند غلق الأبواب
ذكر اسم الله عند غلق الأبواب:
روى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان جنح الليل -أو أمسيتم- فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذٍ، فإذا ذهب ساعة من الليل، فحلوهم، وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابًا مغلقًا. وفي لفظ لمسلم عن جابر: غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، وأغلقوا الباب، وأطفئوا السراج، فإن الشيطان لا يحلّ سقاءً، ولا يفتح بابًا، ولا يكشف إناء.
واختلف فيما إذا لم يذكر اسم الله عند غلق الباب، فهل يكون للشياطين عليه قدرة أم لا؟
ورجح ابن حجر أن امتناعهم من فتح الأبواب مختص بما إذا ذكر اسم الله عند إغلاقها، قال -رحمه الله-: قَالَ ابن دَقِيقِ الْعِيدِ: فِي الْأَمْرِ بِإِغْلَاقِ الْأَبْوَابِ مِنَ الْمَصَالِحِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيّ َةِ: حِرَاسَةُ الْأَنْفُسِ وَالْأَمْوَالِ مِنْ أَهْلِ الْعَبَثِ وَالْفَسَادِ، وَلَا سِيَّمَا الشَّيَاطِينُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: (فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا): فَإِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْأَمْرَ بِالْإِغْلَاقِ لِمَصْلَحَةِ إِبْعَادِ الشَّيْطَانِ عَنِ الِاخْتِلَاطِ بِالْإِنْسَانِ. وَخَصَّهُ بِالتَّعْلِيلِ؛ تَنْبِيهًا عَلَى مَا يَخْفَى مِمَّا لَا يُطَّلَعُ عَلَيْهِ إِلَّا مِنْ جَانِبِ النُّبُوَّةِ.
قَالَ: وَاللَّامُ فِي الشَّيْطَانِ لِلْجِنْسِ؛ إِذْ لَيْسَ الْمُرَادُ فَرْدًا بِعَيْنِهِ.
وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ: (وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ). قَالَ هَمَّامٌ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: (وَلَوْ بِعُودٍ يَعْرُضُهُ)، وَهُوَ بِضَمِّ الرَّاءِ بَعْدَهَا ضَادٌ مُعْجَمَةٌ. وَقَدْ تَقَدَّمَ الْجَزْمُ بِذَلِكَ عَنْ عَطَاءٍ فِي رِوَايَةِ ابن جُرَيْجٍ فِي الْبَابِ الْمَذْكُورِ. وَلَفْظُهُ: (وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ، وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ.) وَزَادَ فِي كُلٍّ مِنَ الْأَوَامِرِ الْمَذْكُورَةِ: وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى. وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ شُرْبِ اللَّبَنِ مِنْ كِتَابِ الْأَشْرِبَةِ، بَيَانُ الْحِكْمَةِ فِي ذَلِكَ.
وَقَدْ حَمَلَهُ ابن بَطَّالٍ عَلَى عُمُومِهِ، وَأَشَارَ إِلَى اسْتِشْكَالِهِ، فَقَالَ: أَخْبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الشَّيْطَانَ لَمْ يُعْطَ قُوَّةً عَلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ أُعْطِيَ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ، وَهُوَ وُلُوجُهُ فِي الْأَمَاكِنِ الَّتِي لَا يَقْدِرُ الْآدَمِيُّ أَنْ يَلِجَ فِيهَا.
قُلْتُ: وَالزِّيَادَةُ الَّتِي أَشَرْتُ إِلَيْهَا قَبْلُ تَرْفَعُ الْإِشْكَالَ، وَهُوَ أَنَّ ذِكْرَ اسْمِ اللَّهِ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ فِعْلِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ.
وَمُقْتَضَاهُ: أَنَّهُ يَتَمَكَّنُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ، إِذَا لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ.
وَيُؤَيِّدُهُ: مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَالْأَرْبَعَةُ عَنْ جَابِرٍ رَفَعَهُ: (إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ؛ قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ؛ قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمْ).
وَقَدْ تردد بن دَقِيقِ الْعِيدِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ فِي شَرْحِ الْإِلْمَام: (يَحْتَمِلُ أَنْ يُؤْخَذَ قَوْلُهُ: فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا، عَلَى عُمُومِهِ).
وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُخَصَّ بِمَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمَنْعُ لِأَمْرٍ يَتَعَلَّقُ بِجِسْمِهِ.
وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ لِمَانِعٍ مِنَ اللَّهِ بِأَمْرٍ خَارِجٍ عَنْ جِسْمِهِ. انتهى
رد: ذكر اسم الله عند غلق الأبواب
القارئ : وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا روح بن عبادة حدثنا ابن جريج أخبرني عطاء أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشيطان ينتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا وأوكؤا قربكم واذكروا اسم الله وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئا وأطفؤا مصابيحكم ).
الشيخ : هذا فيه زيادة حجب الأولاد في أول الليل عن الخروج إلى الأسواق فإذا مضى ساعة من الليل يعني جزء من الزمن فخلوا سبيلهم ، وقوله صبيانكم يعني الصغار أما المراهقون والكبار فلا ... أن يخرجوا متى شاؤوا ، ولكن هل يقال أن هذا فيما سبق لما كان الليل من أول ما تغيب الشمس يحصل الظلام وربما يحصل أضرار على الصبيان ، أو يقال إن هذا عام حتى في وقتنا الذي ليله كنهاره ؟ الأولى أن نأخذ بالعموم.
https://alathar.net/home/esound/inde...vi&coid=115141