كيف نهيئ فتياتنا للزواج؟ (1)
نجاة التنيب
إن الزواج نعمة من نعم الله على البشرية، وسنَّة من سنن المرسلين من آدم إلى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ، قال -تعالى-: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً}(ال رعد: 38)، والفتاة المقبلة على الزواج من رجل لا تعرفه؛ فهو غريب عنها، لا تعرف عن مسلكه، ولا عن منبته؛ محتاجة إلى من يرشدها، ويعلمها آداب التعامل، وأساليب التصرف مع الزوج ومع أهل الزوج وكل فرد ينتمي إلى بيئة الزوج؛ لأنها ستكون عضواً أساسياً في تلك البيئة، ولها دور حيوي لابد لها أن تؤديه تجاه الزوج والأبناء وأهل الزوج.
وإعداد الفتاة لهذه المرحلة لا يكون فقط عند الانتقال المباشر لبيت الزوجية، بل يسبقه بسنين عديدة، وفي مراحل مبكرة من عمر هذه الابنة تبدأ بمرحلة الطفولة، ثم مرحلة البلوغ ثم مرحلة النضوج .
المرحلة الأولى ( قبل البلوغ)
تنمية ذاتها
- مساعدتها على تنمية ذاتها بوصفها أنثى، وأن تتقبل كونها فتاة وتعتز بذلك، وتكون هذه التنمية من خلال تعامل الأبوين معها وإحضار اللعب المرتبطة بالفتيات لتعيش الجو المشبع بالأنوثة والأمومة .
تنشئتها على الحياء
- يجب أن يكون الحياء عادة متأصلة فيها عند الكبر؛ مما يزيدها جمالاً وإشراقاً أمام زوجها، ومن أساليب تنشئتها على الحياء، غض البصر عن العورات، سواءً بين أخواتها، أو من الصور التي تنتشر بالقصص والصحف والمجلات والأفلام والرسوم المتحركة بالتلفاز، كما يجب تعويدها على الاحتشام في الملبس، سواء داخل البيت، أم خارجه، وأن يبدأ تعليمها وإلزامها بالاحتشام منذ طفولتها المبكرة .
الأخلاق الفاضلة
- غرس الأخلاق الفاضلة والسلوك الحسن كالصدق والأمانة وعفة النفس عن فضول الكلام والطعام .
ترغيبها بالقرآن
- ترغيبها بالقرآن من خلال التعود على حفظه ومداومة قراءته في الأوقات والأحوال جميعها؛ مما يساعدها على ربطها بالله -عز وجل- ويقوي الوازع الديني ومراقبة الله -تبارك وتعالى- في نفسها، وهذا بدوره يساعدها على صلاح نفسها بوصفها زوجة وأماً.
ربطها بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم
- ربطها بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والتأسي بأخلاقه وأفعاله من خلال سرد قصص من السيرة النبوية والأحاديث الشريفة التي تبرز القيم الأخلاقية وعلاقات الرسول[ مع أصحابه .
تكوين قدوات صالحة
- مساعدتها على تكوين قدوات صالحة تقتدي بهم من خلال سرد قصص من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو من الصحابيات، أو نساء السلف الصالح (التابعيات مثل سكينة بنت الحسين، وأم الدرداء الصغرى، وحفصة بنت سيرين).
المرحلة الثانية ( البلوغ )
إنسانة ذات قيمة
- تنمية روح الاعتزاز بمظاهر البلوغ التي تظهر عليها، يساعد على نجاحها في المستقبل، ويزرع الثقة، ويعطيها الإحساس بأنها إنسانة ذات قيمة؛ حيث ينتظر منها دور إيجابي فعال في المجتمع، متمثلاً في تكوين أسرة سعيدة ناجحة.
العبادة وقراءة القرآن
- حثها على العبادة وقراءة القرآن، والمداومة عليه وحثها لحضور حلقات العلم؛ مما يساعد على زيادة ورعها وتقواها وتعلقها بالله -عز وجل-؛ مما يدفعها للإقبال على أوامره والابتعاد عن نواهيه، قال -تعالى-: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}(ا لتوبة: 109).
تقبيح الاختلاط
- تقبيح الاختلاط بالجنس الآخر والاحتكاك مع الرجال بأي شكل من الأشكال؛ فإن الاختلاط بهم والاحتكاك معهم من أسباب فساد الأخلاق والأسر، ومن ثم فساد المجتمع.
الابتعاد عن مواطن الشبهات
- إبعادها عن مواطن الشبهات، كالأعراس الماجنة، وأماكن اللهو والترفيه، كحمّامات السباحة وغيرها.
أهمية الزواج
- غرس أهمية الزواج في حياة البشرية بسرد القصص التراثية، كالتاجر الغني ذو الثراء الفاحش، الذي لم يكن لديه من الذرية غير ابنة واحدة؛ فهيأ لها كل متع الحياة وزينتها؛ فلما طرقت في أحد الأيام متسولة باب القصر، فتحت هذه الابنة الباب وأعطتها؛ فدعت الفقيرة لها بالسعادة، وكان الأب التاجر يلاحظ الأمر كله؛ فنادى المرأة وقال لها: وهل هناك أكثر من هذه السعادة التي تعيشها ابنتي؟ قالت الفقيرة: الزوج الصالح، هنا قام الأب بالبحث عن شاباً صالحاً؛ فلم يجد إلا شابا صالحا فقيراً؛ فزوجه ابنته.
الممارسة والتدريب
- الممارسة والتدريب على مزاولة شؤون المنزل، من نظافة، وترتيب، وطبخ، وحسن تدبير وغيره؛ وذلك من خلال السماح لها في البيت بالمشاركة مع الأم بتجهيز بعض الأطباق، أو المشاركة مع الأم في ترتيب أثاث البيت، وإشراكها بإبداء رأيها بتوزيع الأثاث، وحتى المشاركة في اختيار وقت الشراء .
التمسك بالحياء
- تشجيعها على التمسك بخصلة الحياء، والفضيلة، والقيم السلوكية الفاضلة، ووصفه بالثوب القشيب الذي يزين العذراء ويزيد من رفعتها ومكانتها، وأن تلتزم الخلق، والأدب الإسلامي في تعاملها مع قريباتها، ومدرساتها، وكل من يحيط بها .
الابتعاد عن الصحبة الفاسدة
- إبعادها عن الصحبة الفاسدة؛ لما لهذه الصحبة من أثر هدام على أخلاقيات الابنة؛ فعلى الأم التعرف عن قرب على جميع صديقات الابنة في المدرسة، وخارج المدرسة، والاستماع إلى الابنة يومياً عما يجري من أمر داخل المدرسة، وتعطي ذلك اهتماماً وأذناً مصغية وبأسلوب يحسس الابنة بأن الأم مستمتعة لسماع تلك الأخبار
تعريفها بحقوقها
- تعريفها بحقوقها وواجباتها بوصفها ابنة وزوجة وأماً كما وردت ونص عليه الشرع الإسلامي .
