وظيفة اللغة لدى الإنسان
سامي عبدالسلام
اللغة هي المكون الرئيس لجميع المجتمعات البشرية المعروفة، وهي الأداة التي يتم بواسطتها نقل الإنجازات الفكرية والاجتماعية والثقافية عبر الأجيال المختلفة، بالإضافة إلى ذلك فإن المهارات الرمزية التي يتم تنميتها بواسطة اللغة تساعدنا على تعزيز مستويات التفكير المجرد.
ويعرف علماء التربية اللغة على أنها مجموعة منظمة من العادات الصوتية وسمة إنسانية ذات طبيعة صوتية تحمل معاني في نظام خاص وهي سلوك مكتسب نام وفي حالة تغير دائم، واللغة أساسية لتنمية شتى المهارات الأخرى التي يكتسبها الفرد في مختلف مراحل نموه، حيث يتجه الفرد نحو الآخرين ويتفاعل معهم لغويا ويستمع إليهم ويركب الجمل كي يستطيع إيصال أفكاره إليهم، وحقيقة الأمر أن جميع المهارات اللغوية متداخلة ومتشابكة وأي مهارة يكتسبها الفرد تساعده على اكتساب المهارات الأخرى، وتتكون اللغة بصفة عامة من مجموعة من المهارات، هي: الاستماع والفهم والتحدث والقراءة.
ومن خلال اللغة يستطيع الفرد أن يعبر عن حاجاته ورغباته ومشاعره وانفعالاته عن طريق اللغة، ويرى علماء النفس التحليلي أن التعبير باللغة يسهم إسهاما بالغا في عملية التفريغ النفسي للشحنات الانفعالية المؤلمة، ومن ثم تستخدم اللغة خلال المقابلات من أجل التنفيس الانفعالي وعلاج الاضطرابات الانفعالية، واللغة وسيلة يمكن بواسطتها تحليل أي صورة أو فكرة ذهنية إلى أجزائها أو خصائصها، ولا يطلق على الكلام لغة بالمعنى العلمي إلا إذا أدى هذا الكلام وظيفة نفسية قائمة على التحليل والتركيب والتصور الذهني.
وتعتبر اللغة عاملا اجتماعيا مؤثرا، فالحياة الاجتماعية تعتبر وسيلة أساسية للنضج اللغوي، فعن طريق الاستماع والكلام يجتاز الطفل شيئا فشيئا حالة الانطواء بأشكالها المختلفة (العاطفية والفكرية واللغوية) بسهولة أكبر.. وفي وقت أقصر ينتقل الطفل من اللعب الفردي إلى اللعب الجماعي، واللغة تربط الفرد بمجتمعه وتعطيه الشعور بالأمن والطمأنينة والسعادة والانتماء الاجتماعي، وكلما زادت حصيلة الفرد اللغوية زادت وارتفعت معها درجة توافقه النفسي والاجتماعي مما يؤدي إلى ارتقاء مستوى تفكيره وسلوكه وأدائه في الأعمال المسندة إليه.
تؤدي اللغة وظيفة أساسية فكرية في ترجمة العمليات العقلية المتنوعة في الدماغ لإبراز ما فيه من تفكير وإدراك وتخيل وتصور، فالفكر والتفكير يحدث في الدماغ ويترجم إلى رموز ثم يرسل إلى أماكن التنفس لتحديد الذبذبة واللفظ وبعدها يمر الهواء ليتم تعديله بحركات اللسان والمرور عبر الأسنان والشفاه والتي تجتمع لتكون الأصوات والكلمات والجمل في لغة معينة ويتم استقبال الفكر المحول إلى كلمات من قبل المستقبل عن طريق السمع.
