يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذَا سَيُبَلِّغُنَا الْمَقِيلَ
مصنف عبد الرزاق - كتاب الجامع - باب زهد الصحابة
[11/311] 20628 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ ، فَتَلَقَّاهُ عُظَمَاءُ أَهْلِ الْأَرْضِ ، وَأُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ ، فَقَالَ عُمَرُ : " أَيْنَ أَخِي ؟ قَالُوا مَنْ ؟ قَالَ : أَبُو عُبَيْدَةَ ، قَالُوا : أَتَاكَ الْآنَ ، قَالَ : فَجَاءَ عَلَى نَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ بِحَبْلٍ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَسَاءَلَهُ ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ : انْصَرِفُوا عَنَّا ، قَالَ : فَسَارَ مَعَهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَرَ فِي بَيْتِهِ إِلَّا سَيْفَهُ وَتُرْسَهُ وَرَحْلَهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : لَوِ اتَّخَذْتَ مَتَاعًا - أَوْ قَالَ : شَيْئًا - فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ هَذَا سَيُبَلِّغُنَا الْمَقِيلَ " .
رد: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذَا سَيُبَلِّغُنَا الْمَقِيلَ
هذه الرواية مرسلة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
هناك حديثان يبينان كيف قدم عمر رضي الله عنه الشام :
ذُكِرَ في المستدرك على الصحيحين للحاكم بسندٍ متصلٍ فقال:
- عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ لَقِيَهُ الْجُنُودُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَخُفَّانِ وَعِمَامَةٌ وَهُوَ آخِذٌ بِرَأْسِ بَعِيرِهِ يَخُوضُ الْمَاءَ، فَقَالَ لَهُ: يَعْنِي قَائِلٌ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، تَلْقَاكَ الْجُنُودُ وَبَطَارِقَةُ الشَّامِ وَأَنْتَ عَلَى حَالِكَ هَذَا؟، فَقَالَ عُمَرُ:
" إِنَّا قَوْمٌ أَعَزَّنَا اللَّهُ بِالإِسْلامِ، فَلَنْ نَبْتَغِي الْعِزَّةَ بِغَيْرِهِ ".
موقف عمر رضي الله عنه مع أبي عبيدة رضي الله عنه
- عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ عَرَضَتْ لَهُ مَخَاضَةٌ، فَنَزَلَ عُمَرُ عَنْ بَعِيرِهِ وَنَزَعَ خُفَّيْهِ، أَوْ قَالَ: مُوقَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ وَخَاضَ الْمَخَاضَةَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ: لَقَدْ فَعَلْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِعْلا عَظِيمًا عِنْدَ أَهْلِ الأَرْضِ، نَزَعْتَ خُفَّيْكَ، وَقَدَّمْتَ رَاحِلَتَكَ، وَخُضْتَ الْمَخَاضَةَ، قَالَ: فَصَكَّ عُمَرُ بِيَدِهِ فِي صَدْرِ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَقَالَ:
" أَوَّهْ، لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، أَنْتُمْ كُنْتُمْ أَقَلَّ النَّاسِ، وَأَذَلَّ النَّاسِ، فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ بِالإِسْلامِ، فَمَهْمَا تَطْلُبُوا الْعِزَّةَ بِغَيْرِهِ يُذُلَّكُمُ اللَّهُ تَعَالَى ".
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــ
ذكر العراقي في طرح التثريب فقال:
وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ، مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْت لِعَائِشَةَ: أَيُّ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) كَانَ أَحَبَّ إلَيْهِ؟ قَالَتْ: أَبُو بَكْرٍ.
قُلْت: فَمَنْ بَعْدَهُ؟ قَالَتْ: عُمَرُ.
قُلْت: فَمَنْ بَعْدَهُ؟ قَالَتْ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ".
وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ يَوْمَ السَّقِيفَةِ دَعَا إلَى الْبَيْعَةِ إلَى عُمَرَ أَوْ إلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، وَوَلاهُ عُمَرُ الشَّامَ، وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدِهِ الْيَرْمُوكَ وَالْجَنِيَّةَ وَسَرْغَ وَالرَّمَادَةَ، وَتُوُفِّيَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.
[ ج 1 : ص 129 ].
رد: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذَا سَيُبَلِّغُنَا الْمَقِيلَ