خبير نفسي: حفظ القرآن يمنع الزهايمر عند كبار السن
خبير نفسي: حفظ القرآن يمنع الزهايمر عند كبار السن
مي محمود
أكد الدكتور عبد اللطيف عمارة، أستاذ علم النفس في جامعة المنصورة بمصر، أن الاكتئاب يرتبط ارتباطا كبيرا بظهور أعراض الشيخوخة والضعف العام للصحة، وعدم إحساس الشخص بأهميته وإهمال من حوله له، موضحا أن الأشخاص الذين يتم تعمد إهمالهم وعدم الاهتمام بشؤونهم، تظهر عندهم حاجة لا إرادية في النسيان والعزلة عن المجتمع.
وأضاف أن ضعف الذاكرة والنسيان (الزهايمر) من أهم أعراض مرض الاكتئاب وخاصة عند كبار السن، مشيرا إلى أن حفظ القرآن يمنع ظهور الزهايمر مقارنة بالآخرين.
وحول أسباب انتشار المرض بين كبار السن، والوقاية والعلاج كان لموقع (رسالة المرأة) هذا اللقاء مع الدكتور عبد اللطيف عمارة.
وفيما يلي نص الحوار:
في البداية.. نريد إطلالة سريعة على تعريف مرض الاكتئاب؟
هو اضطراب قد يكون نفسيا أو اجتماعي المنشأ. في بدايته يكون بسيطا ومن السهل التعامل معه حيث يدخل ضمن الاضطرابات النفسية البسيطة، ولا يؤدي إلى خلل في السلوك أو التفكير، ويمكن أن يصاب به الكثيرون من الأشخاص العاديين عند حدوث أزمة أو كارثة أو مصيبة (كمصيبة الموت)، فيمتنع الإنسان عن الكلام والطعام والشراب والتواصل مع الناس، وكلما انتشله المقيمون معه من هذه الحالة بسرعة وأخرجوه من عزلته، عاد إلى حالته السوية بسرعة ومارس حياته العادية، أما إذا أهمله المحيطون به، فغالبا ما تطول الحالة وتتعقد بزيادة الإهمال وعدم الرعاية وعدم استشارة المختصين وقد يتفاقم الأمر، ويتحول إلى اكتئاب حاد يصاحبه خلل في السلوك والتفكير، وربما يفكر المكتئب في الانتحار، وفى هذه الحالة لا بد من العلاج الطبي والإيداع في أحد المستشفيات النفسية حتى يتم علاجه.
ما أسباب الاكتئاب عند كبار السن؟
من أسباب حدوث الاكتئاب ما يلي:
- الإحالة للتقاعد خاصة إذا كان موظفا في الحكومة وعدم قيامة بأي عمل مما يشعره بأنه شخص لا قيمة له.
- ضعف الصحة.
- الوحدة.
- الشعور بالفراغ.
وماذا عن أعراضه وأنواعه؟
أعراض مرض الاكتئاب عند كبار السن تتمثل في:
- ضعف الذاكرة والنسيان (الزهايمر).
- ضعف الصحة وربما لا يستطيع الاعتماد على نفسه في تلبية مطالبه البيولوجية.
- الإصابة ببعض الأمراض العضوية مثل الضغط أو السكر أو تيبس المفاصل.
- ضعف البصر والسمع.
- الوهن أو الضعف العام.
- الأرق.
أما عن أنواعه فينقسم إلى:
- اكتئاب بسيط وهو غالبا ما يصيب صغار السن.
- اكتئاب حاد وهو الذي يرتبط ارتباطا كبيرا بظهور أعراض الشيخوخة؛ كالضعف العام للصحة، وعدم الإحساس بالمكانة، وإهمال من حوله فيؤدي إلى الاكتئاب الحاد، وهذا ما أكدته الدراسات والأبحاث مؤخرا حيث بينت أن الأشخاص الذين يتم تعمد إهمالهم وعدم الاهتمام بشؤونهم تكون عندهم حاجة لا إرادية في النسيان والعزلة عن المجتمع.
ما علاقة التغذية بالاكتئاب؟
إن المجموعة الغذائية التي يصرح بها خبراء التغذية خاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة هي المفضلة لدى كبار السن، أما تناول الوجبات السريعة سابقة التجهيز والتي تكون غير متوازنة ومضافا إليها مواد حافظة ومكسبات طعم ورائحة تضر بالمسن؛ لأنها تزيد مرض الاكتئاب، لذلك يفضل تناول الخضروات والفاكهة الطازجة ومنتجات الألبان الطبيعية والبروتين (اللحم الأبيض) كالأسماك؛ فالأسماك ونحوها أفضل من اللحم الأحمر الذي يسبب النقرس في هذا السن، كما أكدت بعض الأبحاث أن تناول المكسرات وخاصة (عين الجمل) تزيد من قوة الذاكرة.
وما طرق الوقاية والعلاج؟
بالنسبة للوقاية عن طريق إتباع التالي:
- عند اقتراب الموظف من سن التقاعد سواء اختياريا أو إجباريا وفى عمل حر يفضل أن يبحث عن عمل يحقق فيه ذاته ويثبت فيه وجوده ويشغل به وقته سواء بأجر أو بدون أجر.
- إتباع برنامج رياضي مناسب وخاصة المشي في الهواء الطلق؛ ما ينشط الدورة الدموية، ويزيد المناعة، ويؤخر ظهور أعراض الاكتئاب.
- عدم تعاطي التدخين والمشروبات الكحولية والمخدرات.
- عدم ارتداء الذهب للرجال حيث أكدت الدراسات الأجنبية أن الرجال الذين لا يلبسون الذهب لا يظهر عندهم اكتئاب عند كبر السن .
- تقوية الإيمان وحسن الظن بالله - سبحانه وتعالى -، والحرص على حفظ القرآن الكريم؛ فهو يقي من الإصابة بالزهايمر، بحسب ما أكده الباحثون مؤخرا.
- الالتزام بتناول الدواء.
- يجب على الأقارب والمعارف التناوب بينهم جميعا ـ من خلال إعداد جدول ـ في رعاية المسن وزيارته والتحدث معه وتذكيره بإنجازاته العظيمة خاصة في شبابه سواء على المستوى العام في مجال العمل أو على المستوى الخاص في مجال الأسرة والأقارب؛ لأن ذلك يحسن صحته، وقد رأيت ذلك عندما كنت بأحد المستشفيات بالرياض، وكان هناك مسن مريض بمرض مزمن وحالته سيئة قامت إدارة المستشفى باستدعاء أقاربه، لاحظنا تحسن حالته بمجرد رؤيتهم، لذلك من الملاحظ أن المسن الذي يعيش وسط العائلة مع الأولاد والأحفاد أقل إصابة بالأمراض النفسية مقارنة بالذي يعيش بمفرده.
أما العلاج فيكون من خلال استشارة المتخصصين وإيداعه في مصحة نفسية إذا كانت حالته تستدعي ذلك.
