أحلامك.. كيف تصبح حقيقة؟

أحلامك.. كيف تصبح حقيقة؟



هدى محمد نبيه



من منا لا يملك حلما.. من منا لا يتملكه حلم.. حلم يراوده.. يؤرقه.. يجعل النوم يهرب من عينيه حينما يتذكره، فمن الطبيعي أن يكون لكل منا حلم يراوده بين الحين والآخر، فتجد من يحلم بسيارة حديثة، وهناك من يتمنى الحصول على درجة علمية هامة.


وتتنوع الأحلام وتختلف من شخص لآخر، ولكن من منا يسعى حقيقة لتحقيق حلمه، وتحويله إلى واقع ملموس؟ فالأحلام دائما ما تكون مقيدة بهمم أصحابها، فهناك أحلام تموت.. وأحلام تقتل.. بينما هناك أحلام أخرى تنمو وتزدهر.

بداخل كل واحد منا طاقة خفية وقوة هائلة، هذه القوة التي تقبع بداخل كل واحد منا، تسمى الإرادة، وأحياناً ما تكون هذه الإرادة خافتة، تنتظر منك أن تنميها وتمدها بالطاقة، ثم نبدأ في تنميتها، فتتحول أنت نفسك، بنفس حجمك وإمكاناتك، لطاقة هائلة غير عادية.

كيف تُولد الإرادة؟


ولكن هل يمتلك جميع الأشخاص، المقدرة على تنمية الإرادة بداخلهم؟

تتفاوت تلك المقدرة من شخص لآخر، والفرق يكمن هنا في قدرة الإنسان على استخراجها من أعماق نفسه، وقد يتساءل البعض، كيف يمكنني تفجير طاقة الإرادة بداخلي؟

1- تخيل حلمك دائما، وضعه أمام عينيك طوال الوقت.

2- ارسم طريق الوصول لتحقيق حلمك.

3- حدد إمكاناتك، وما الذي ينقصك لتحقيق ما تحلم به، مع محاولة سد هذا النقص عن طريق الدراسة، أو الحصول على الخبرة من المختصين.

فتخيل الهدف، وتخيل تفاصيله، وتعايش معه، بحيث يملأ الحلم مساحة من وجدانك وعقلك، عندئذ تتولد الإرادة، وبذلك يتحول الحلم إلى إرادة حقيقية لتحقيق هذا الحلم، فبداية الإرادة حلم.. والحلم إذا سيطر على العقل والفؤاد، فلا بد أن يتحقق، فلتجعل حلمك يملأ كيانك، فالنبي صلى الله عليه وسلم، زرع في الصحابة القدرة على تخيل الجنة، والصحابة حققوا المستحيل، لأنهم كانوا يرون الجنة ويحلمون بها.

ولكن قبل أن تبدأ في خطوات تحقيق حلمك، عليك أن تبتعد عن ثلاثة أشياء هي:

1 – السلبية، فكثيرون هم من يعيشون حياة سلبية، فتمر من حولهم العديد من الأنشطة البناءة دون أن يمدوا يدا للمشاركة.

2 – إضاعة الوقت، فهناك من يقضون أوقاتهم فيما لا ينفع، وبالتالي لا يسهمون في النشاط البناء سوى بالقليل.. هذا إن أسهموا.

3 – الانغلاق على النفس، المنغلقون على أنفسهم، هم المكتفون بقضاء الساعات الطوال أمام شاشة الكمبيوتر أو المحطات الفضائية، وأمام الإنترنت، ليس بحثا عن المعرفة في مواقع هادفة علمية بناءة، تساعدهم على تحقيق حلم أو هدف، وإنما بهدف قتل الوقت، فيما لا ينفع ولا يفيد.

ليصبح حلمك حقيقة


والآن هل تريد خطوات تحويل الحلم إلى حقيقة؟ إذن إليك بها:

1- قم بوضع قائمة، سمها قائمة "الأحلام"، على أن تكون هذه الأحلام مشروعة ويمكن تحقيقها، اختر منها ما يتناسب مع قدراتك وإمكاناتك.

2- ألزم نفسك، بخطة زمنية محددة لتحقيق حلمك، فالزمن هو عدو كل غافل، وصديق لمن يعرف قدره، فالزمن هو الأداة الأولى لتحقيق الحلم والهدف، كما أن اليقظة لازمة، لتحقيق الأحلام، فالزمن هو العنصر الوحيد الذي ينفد، ولا نستطيع ادخاره أو الاحتفاظ به أو نقله أو حتى تأجيله.

3- أحلامك هي ملك لك وحدك، لا تقارن نفسك بأحد، فأنت نسيج وحدك.

4- الإصرار والعزيمة، عندما تبدأ في تنفيذ حلمك، سوف يكون هناك عقبات، ثق أن العقبات مثل الصخرة الكبيرة يراها الضعيف سدًا، ويراها القوي درجة يرتقيها نحو تحقيق أحلامه، فكن قويًا واسترجع قول النبي: صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان". (أخرجه مسلم).

5- أن تقوم بكل ما يتطلبه تحقيق ذلك الحلم، وذلك ببذل الجهد، وتوفير الإمكانات اللازمة لتحقيق هذا الحلم، فلا ننتظر أن يظهر المارد، لكي يحقق لك حلمك.

6- لا تيأس إذا ما فشلت في تحقيق أحلامك.. واستمر في محاولاتك، للوصول إلى مبتغاك.

7- قد يكون في عدم تحقيقنا لبعض من أحلامنا خيرا لنا، وذلك مصداقا لقوله تعالى "... وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ...". }البقرة: 216{.

فبالرغم من أننا قد نفشل في تحقيق بعض من أحلامنا، ونذوق مرارة الفشل وآلامه، إلا أن النجاح هو الهدف الطبيعي في الحياة، والإنسان مجبر، منذ خلقه الله، على التحدي، ومنوط به النجاح، فإذا أردت أن تتحول أحلامك إلى حقيقة، فإن أول ما عليك فعله، هو أن تستيقظ من نومك وتتعلم كيف تحلم وعينيك مفتوحة.