كيف يحمي كبار السن أنفسهم من "اللص الصامت"؟

كيف يحمي كبار السن أنفسهم من "اللص الصامت"؟


رشا عرفة


تعد هشاشة العظام مشكلة شائعة تؤرق كبار السن، وتسبب لهم الكثير من المخاطر، فهي تجعل عظامهم هشة عرضة للكسر عند التعرض لأقل الصدمات.
وتكمن مشكلة هذا المرض في أنه يحدث عادة دون أعراض، وقد لا يشعر به المريض إلا عند حدوث الكسر، حتى إذا شعر المريض ببعض الأعراض فإنه يرجعها إلى كبر سنه ولا يعيرها أي اهتمام، فهو يعتبر مرضا صامتا لدخوله خفية داخل الأعضاء العظمية بالجسم، حيث يستمر في تخلل العظام دون أن يشعر الإنسان به، ما يسهل الإصابة به، لذا أطلق عليه الأطباء اسم "اللص الصامت".
لكن ترى ما هو مرض هشاشة العظام؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يقي المسن نفسه من الإصابة به؟
هذا ما سنحاول الإجابة عليه من خلال هذا التقرير.
أسباب الإصابة
إن مرض هشاشة العظام هو حالة ضعف أو نقص في كثافة العظام الناتجة عن نقص في كمية كتلة العظم في الجسم، و نقص في كمية مادة الكالسيوم والمواد المعدنية الأخرى في العظم، ما يجعلها هشة وعرضة للكسر بسهولة.
وهناك مجموعة من الأسباب التي تتسبب في الإصابة به، والتي أرجعها الأطباء والمختصون إلى نقص الكالسيوم بسبب تقدم العمر، وعدم وجود توازن بين العظام التي تنكسر والعظام التي تنمو من جديد، وقلة ممارسة الرياضة، وقلة تناول وجبات تحتوي على الحليب والبيض وغيرها من المواد الغذائية التي تكسب الجسم مواد كلسية، ونقص هرمونات معينة خاصة عند النساء، واستعمال بعض الأدوية لفترات طويلة مثل الكورتيزون، وبعض مضادات التشنج والتجلط، وأدوية الغدة الدرقية, إضافة إلى نقص الوزن أو البنية الضعيفة، وعدم التعرض لضوء الشمس، والتدخين بكثرة، وأسباب مرضية أخرى تؤدي لنقص هرمون الأستروجين عند السيدات، كذلك زيادة هرمون الغدة الدرقية.
الأعراض
ومن أعراض هشاشة العظام انخفاض مستوي كثافة العظام، حيث تبدأ كثافة العظم في الانخفاض ببطء، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام نتيجة تقدم العمر. ولا تظهر أي أعراض للمرض في البداية إلا عندما تنخفض كثافة العظام لدرجة إمكانية حدوث كسر فيها، فتبدأ ظهور آلام وتشوهات في العظام، ويحدث ألم مزمن في الظهر في حالة حدوث تلف في فقرات الظهر، أو حدوث ضمور فيها، أو بعد حدوث إصابة بسيطة.
وقد يحدث الألم عادة بشكل مفاجئ، ويبدأ في منطقة معينة في الظهر ويسوء إذا حاول الشخص الحركة، وإذا حدث كسر في أكثر من فقرة يحدث انحناء غير طبيعي في العمود الفقري، ويسبب التهاب في العضلات، وكذلك يمكن أن يحدث كسر في بعض العظام الأخرى، وتكمن خطورة هذا المرض في المضاعفات التي تحصل بعد الكسور من عدم القدرة على الحركة، وهو ما يجعل الإنسان عرضة للإصابة بأعراض مختلفة مثل ضعف الدورة الدموية، والذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بجلطات في الأوعية الدموية، وآلام عامة، ووهن للعضلات.
ويصيب هذا المرض السيدات بصورة أكبر من الرجال، وهو ما أكدته الدراسات العلمية التي أشارت إلى أن نسبة إصابة النساء بهذا المرض تمثل أربعة أضعاف الإصابة عند الرجال، ويرجع السبب إلى نقص هرمون الإستروجين بعد انقطاع الدورة الشهرية.
الوقاية خير من العلاج
ونظرا لما يسببه هذا المرض من مشاكل عديدة للإنسان، أكد المختصون والأطباء على أن الوقاية من هذا المرض أهم من العلاج, وتبدأ الوقاية من مرحلتي الطفولة والشباب، فالكتلة العظمية في الجسم تتزايد تدريجيا بعد الثلاثين، حيث ثبت علمياً أنه كلما كانت الكتلة العظمية خلال سن الشباب قوية، كانت نسبة الإصابة بترقق العظام عند الكبر أقل، فالكتلة العظمية القوية في مرحلة الشباب تعد مخزونا عظيما يقي من هذا المرض في المستقبل.
كيف تقي نفسك
ومن أهم العوامل التي تساعد على اكتساب كتلة عظمية قوية في سن الطفولة والشباب تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل اللبن ومنتجاته، وتجنب تناول الأطعمة السريعة، وإتباع العادات السيئة كالتدخين، والحرص على ممارسة الرياضة بصورة منتظمة، والتعرض لأشعة الشمس خلال الساعات الأولى من الصباح وعند الغروب.
وينصح الأطباء كبار السن بالامتناع عن التدخين، وعدم الإسراف في شرب القهوة والمياه الغازية حتى يحموا أنفسهم من الإصابة بهذا المرض اللعين منها، كما ينصح الأطباء هذه الفئة العمرية بالحرص على ممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي وذلك لمدة نصف ساعة يوميا، وتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، وتناول الأدوية خاصة الهرمون البديل الذي يمنع هدم الأنسجة العظمية، ويساعد في بناء أنسجة جديدة، وضرورة إجراء فحص لكثافة العظام.