التابعي زيد بن أسلم كيف يكون مولى لعمر بن الخطاب ؟

في تهذيب الكمال (10 / 12) :
2088 – ع: زيد بن أسلم القرشي , العدوي , أبو أسامة , و يقال: أبو عبدالله , المدني , الفقيه , مولى عمر بن الخطاب .
و سؤالي هو كيف يكون زيد بن أسلم مولى لعمر بن الخطاب و تاريخ وفاته متأخر جدا عن تاريخ وفاة عمر بن الخطاب و هو 136 هجري ؟
وفي سير أعلام النبلاء :
(الإمام الحجة القدوة أبو عبد الله العدوي العمري المدني الفقيه حدث عن والده أسلم مولى عمر ، وعن عبد الله بن عمر ، وجابر بن عبد الله ، وسلمة بن الأكوع ، وأنس بن مالك ، وعن عطاء بن يسار ، وعلي بن الحسين ، وابن المسيب وخلق . )
و هنا يظهر التناقض ففي تهذيب الكمال أنه هو مولى لعمر بن الخطاب و في سير أعلام النبلاء والده أسلم هو الذي مولى عمر بن الخطاب .
فكيف نفسر هذا ؟

و قال المزي في تهذيب الكمال : ( خ م د ت س ق ) : أسلم القرشى العدوى ، أبو خالد ، و يقال : أبو زيد المدنى ، مولى عمر بن الخطاب ، و هو والد زيد بن أسلم و خالد بن أسلم ، قيل : إنه من سبى عين التمر ، و قيل : حبشى بجاوى من بجاوة . أدرك زمان النبى صلى الله عليه وسلم . اهـ .
فهنا قال المزي رحمه الله أن والد زيد بن أسلم هو الذي كان مولى لعمر بن الخطاب , فهل أخطأ المزي في ذكره أن زيد بن أسلم كان مولى لعمر بن الخطاب ؟

هذا الأمر يتكرر كثيرا جدا في كتب الرجال، والمزي على صواب، ولا يوجد خطأ، فعندما يقول المزي: زيد بن أسلم مولى عمر رضي الله عنه، فهذا تعريفٌ بأسلم لأنه وقع خلاف شديد في اسم جد زيد، وفي هذه الحالة يكون التعريف لأسلم.
مثل هذه:
«تهذيب الكمال» 21/512:
عُمر بن نافع القرشي العدوي المَدَني، مولى ابن عُمر، أَخو عبد الله بن نافع، وأبي بكر بن نافع.
فهنا أيضا مولى ابن عمر هو نافع وليس ابنه عمر، لأن نافعا وقع خلاف في اسم أبيه.

الأمر كما ذكر الشيخ الفاضل يحيى خليل ، جزاه الله خيرًا.
والولاء ينتقل من أول من أعتق إلى أبنائه جيلا بعد جيل .
لذلك يقال في نسب الإمام البخاري محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي ، والبخاري ليس عربيًّا أصلا إنما هو جعفي بالولاء فجدُّه كان من موالي الجعفيين وأنتقل إليه الولاء بالوراثة عن جده وهذا أمر معروف معهود في كتب الأنساب والتراجم ، بارك الله فيك.

جزاكما الله خيرا ونفع بكما