رد: كيف تتعاملين مع همومك
كيف تتعاملين مع همومك[2]
بلقيس صالح الغامدي
ثالثاً/اذكري الله -عزّ وجلّ-:
ما أروع أن أملك فنّ إدارة همومي، فأتوجّه إلى الله ربي في لحظة من الهمّ فأرفع كفّي إليه - سبحانه- داعيةً مبتهلةً ومستغفرةً..وتارة دامعة العين ساجدة..وأخرى قارئةً لكلام ربّي في كتابه المبارك الذي أنزله ليرفع همومنا به، ويزيل ضوائق صدورنا بقراءته ، قال سبحانه:{مَا أنزَلنَا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقَى}[1]
فذكر الله طمأنينة تشرق على القلب وسعادة تفيض على العمر ونوراً يضيء به الوجه..
قال جل وعلا :{أّلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوب}[2] ، قيل إنّ ذكر الله في الآية :هو القرآن، وقيل : بل مطلق الذكر، وهو الصحيح - إن شاء الله-.
كثيرٌ هُمْ الذين صاحوا بالشكوى إلى الناس، وأحرقتهم دموع الهمِّ واليأس، ونَسوا ربَّ الجنّ والناس. فعليك بذكر مولاك قبل نزول الهموم والأحزان وبعد نزولها.
فقبل الإصابة بالهموم لا بدّ من الذكر لأنّه يدفع الهمّ ويريح من الغمّ، ومعلوم أنّ الدفع أسهل من الرفع، فإليك هذا الدعاء المفيد لدفع الهموم قبل وقوعها.
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: "كنت أخدم رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- إذا نزل، فكنت أسمعه كثيراً يقول:"اللهم إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وقهر الرجال"[3]..
أمّا بعد حلول الأحزان ونزولها فلقد أرشدنا رسولنا محمّد - صلّى الله عليه وسلّم- إلى كثير من الأدعية بشأن هذا الهمّ، ومنها ما رواه البخاريّ في الفتح عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- كان يقول عند الكرب:"لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربّ السموات وربّ الأرض وربّ العرش الكريم"
وقال:"دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كلّه، لا إله إلا أنت" [4]
أين المهمومة من ربّ رحيم حكيم ؟..ما أهمّها إلا لتُقبل عليه فتناجيه، وتشكو همّها إليه ليرفع - سبحانه -كربها ..ويغفر ذنبها..أين المحزونة والمكروبة والمصابة و المألومة؟ ما بالنا لا نتمسّك بحبائل الوصال مع الله ؟!..كفانا جفاء!..
عليك بالصلاة؛ فالصلاة نور .. وفيها تجتمع عبادة الدعاء، وعبادة قراءة القرآن، والاستغفار، والتكبير، والحمد، فكيف لا تكون بعد هذا نور وأمل لك في لحظتك هذه، بل في يومك، بل في حياتك..؟!
ولتعلمي أنّ الهمَّ عقوبة للمعرضة عن ذكر ربّها، تحيط بها الهموم وتحرقها الغموم، وتؤزُها الشياطين، فيضيق الصدر، وتدمع العين، وتضيق عليها الأرض بما رحبت، وتضيق عليها نفسها بما حملت ..
حالها:{كَأنَّما يَصَّعدُ في السَّماء} قال ربي وربكم - عزّ وجلّ-: {وَمَنْْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرحمنِ نُقَيّض له شيطاناً فَهُوَ لَه قرين}[5]
وقد أوضح الله - سبحانه وتعالى- أنّ لكلّ معرض عن ذكره عقوبة الضنك في العيش، فهذا يعني أنّه لا راحة لمعرض عن ذكر الله، وأنّه لكلّ ذاكر لله – سبحانه- راحة في البال وهناء في الخاطر، قال - عزّ وجلّ-:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذَكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشةً ضَنْكَا ونحَْشُرُهُ يوم القيامة أعمى قال رب لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}[6]
قال ابن كثير:"ضنكاً في الدنيا ، فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيّق حَرِجٌ لضلاله، وإن تنعَّم ظاهره، ولبس ما شاء، وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فهو في قلق وحيرة وشكّ، فلا يزال في ريبة يتردّد، فهذا من ضنك المعيشة"ا.هـ
رابعاً/لا تستسلمي للهموم:
إنَّ من علامة صحّة القلب أن يكون أشحَّ بوقته أن يذهب ضائعاً من أشدِّ الناس شحَّاً بماله.
فإيّاك والاستسلام للهمّ، بل اقرأي، وصلي أقاربك، وتابعي دراستك، واكتبي، واعبدي ربّك.
و لا تكوني حبيسةً لغرفة لا تزيد النار إلا حطباً. لأنّ الضعف أمام موقف من مواقف الحياة يكون طريقاً سهلاً لأن تقعي في شِباك الشيطان فيزيِّن لكِ أغنية أو يجرَّك إلى الغضب، أو إلى مهاتفة الجنس الآخر بهدف الشكوى والتخفيف من حدّة الشعور، أو اتخاذ مواقف معادية تجاه الناس إن كانوا سبباً فيما أصابك..
فإيّاك أن توقفي عقلك وتفكيرك، وتلغي إيمانك، فتضعفين، وسرعان ما تهلكين،.
بل حاولي أن تعبِّري عن وضعك بطرق صحيحة، فإن كانت الدموع وسيلة فلا بأس، ولكن لابدّ بعد هذا التعبير من موقف يزيل هذا الهمّ أو يقلّل من أثره، فمن الممكن أن تطلبي الاستشارة ممّن تثقين أنّها ستساعدك، وأنّها صاحبة عقل وصلاح وعلم، ولكن لا تنسي اللجوء أوّلاً إلى مسبب الأسباب، وقاضي الحاجات، الله - جلّ شأنه- . يقول الزبير ابن عدي : أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال:"اصبروا، فإنّه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتّى تلقوا ربّكم، سمعته من نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم"[7]
[1] [طه/2].
[2] [الرعد/28]
[3] رواه البخاري في الفتح رقم (2893).
[4] رواه أبو داوود في كتاب الأدب رقم (5090)وحسنه في صحيح الجامع(3388) وفي صحيح سنن أبي داوود رقم (4246).
[5] [الزخرف/36].
[6] [طه/124]
[7] رواه البخاري /الفتح(7068).
رد: كيف تتعاملين مع همومك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو وليد البحيرى
:{لا يَمَسُّهُمْ فيها نَصَبٌ ومَا هُمْ عَنْهَا بمُخرَجين} ( الحجر/48)
تصحيح
{لا يَمَسُّهُمْ فيها نَصَبٌ ومَا هُمْ مِّنْهَا بمُخرَجين}
رد: كيف تتعاملين مع همومك
كيف تتعاملين مع همومك[3]
بلقيس صالح الغامدي
خامساً/لا تشتغلي بالتوافه:
إن المتلفِّتة لكل كلمة تُقال لها ، أو لكل شبهة تُثار حولها ، فإنها بلا شك ستصاب بهمومٍ لا عِداد لها فإليكِ هذه الوصايا..
1-لا تسمعي من حاقد ، ولا تهتمي لكلام كاذب أو فاسق أو جاهل ، ولكن حاولي أن تتعلمي القوة وأن تحسني الظن وتسامحي وتتجاوزي ، وتقبلي النقد البنَّاء والمفيد في الإصلاح ، أما كل نقد مغرض يدفعه التشفي والانتقاص أو الإساءة فارمي به عرض الحائط ، وحاولي أن تتجاهليه.
2-لا تتحججي عن كثرة همومك بأن تصفي نفسك أنك ذات مشاعر مرهفة وعواطف جياشة وقلب حسَّاس ، ثقي أنه بالرغم من اختلاف طبائع البشر وأساليبهم في التعبير إلا أن الكل منِّا لديه مشاعره وأحاسيسه بل وكرامته ، ولا يرضى أن ُيهان بأي شكل ، ولكن هناك أمور لابد من التنازل عنها لأنها مقلقة ولاتجرّ إلا همّاً وغماً ، وتعلَّمي من عباد الرحمن صفتهم التي وصفهم بها ربهم من بين جملة صفات عديدة قال تعالى:{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمَاً} [الفرقان/ 63 ] قال ابن كثير في هذه الآية:"أي إذا سَفِهَ عليهم الجهَّال بالسيئ لم يقابلوهم عليه بمثله ، بل يعفون ويصفحون ، ولا يقولون إلا خيراً ، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزيده شدة الجاهل عليه إلا حلماً ..."
وقد أورد ابن كثير في تفسيره قصة عن النعمان بن مقرِّن المزني قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم –وسبَّ رجلٌ رجلاً عنده.قال:فجعل الرجل المسبوب يقول:عليك السلام-فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما إن ملكا بينكما يَذُبُّ عنك ،كلما شتمك هذا ، قال له: بل أنتَ، وأنت أحق به، وإذا قلتَ له: وعليك السلام، قال: لا ، بل عليكَ،وأنت أحقُّ به"إسناده حسن ولم يُخرِّجوه.
واحذري أن تكوني من الذين قال الله فيهم :{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنا بِاللهِ فَإذَا أُوذِيَ في اللهِ جَعَلَ فِتنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ }[العنكبوت/10]
ولكن تنبَّهي أن يصل بك التجاوز إلى حدٍّ ترضين به أن يُهان الدين أو شئ منه أو نبينا أو عرضك أو وطنك أو من لهم الفضل عليك بعد الله كالوالدين،ولكن سددي وقاربي.
3-لا تسعى إلى ما يكون جالباً للهموم من أمور الحياة الدنيا كالنَّظر فيما بأيدي الناس بل تلَفَّتي إلى ما فضَّلك الله به عن كثير من الناس في رزق أو صحة أو ولد أو زوج ليزول عنك القلق والغمّ والهمّ ويزداد سرورك بنعم الله التي رزقك إياها وحرم منها منْ هُمْ فوقك في غيرها.
فإليك ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"انظروا إلى من هو أسفل منكم و لا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم".
4-اسألي نفسك لماذا أنت مهمومة؟هل من أجل بلية ابتليت بها الأمة ؟أم من أجل محارم لله انتهكت ؟أم من أجل علماء وأولياء لله استهزئ بهم ؟أم من أجل ذنب أصبت به أم من أجل ماذا؟!
هاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو قدوة لكل إنسان لأنه بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده قيل عنه ساحر..ومجنون..وكا هن..وشاعر وهاهو يوضع فوق ظهره سلا الجزور وهو ساجد ، هاهو يرمى الشوك في طريقه.وهذا بلال لأنه وحَّد ربه وآمن به يُطرح على بطحاء مكة ويُؤمر بأن يرجع عن دينه فيقول: (أحد أحد .. ، وهذا الإمام أحمد بن حنبل يُسجن لأنه وضَّح الحق ودعا إليه..ويعقوب قال الله في وصفه لحالته: {وَابيَضّت عَينَاهُ مِنَ الحُزنِ فَهُوَ كَظيمٌ}[يوسف/84]
هاهو الهمُّ والحزن عاشه خير العباد ممن كان قبلنا ولكن السؤال الفارق الفاصل هو.. بأي شئ أصابهم الهم؟
سادساً/انظري إلى الهموم من منظور إيجابي إيماني:
*اعلمي.. أنه بالهموم تكفر الخطايا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)رواه البخاري.
واعلمي أن الله يربي على السراء والضراء عبده.. وعلى النعمة والبلاء.فيستخرج منه عبوديته في جميع الأحوال..
*لا تجعلي همومك دنيوية بل ارتقي بها لتكوني ممن حملت همّ آخرتها وتذكري العقوبات التي وردت في السنة المطهرة لصاحب همِّ الدنيا ما رواه أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من كانت الآخرة همَّه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همَّه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرَّق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له))رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع.
قال ابن القيم رحمه الله في الفوائد:"إذا أصبح العبد وأمسى –ليس همه إلا الله وحده-تحمَّل الله سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمه،وفرَّغ قلبه لمحبته ، ولسانه لذكره،وجوارحه لطاعته،وإن أصبح وأمسى والدنيا همه-حمَّله الله همومها و غمومها و أنكادها ، ووكَّله إلى نفسه ، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق،ولسانه عن ذكره بذكرهم،وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم،فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره،فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بُلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته .."انتهى بتصرف.
*تذكري أن الله إذا آيسك من عباده وأحزنك منهم فاعلمي أنه يريد أن يؤنسك به سبحانه فلا تحزني.
*ترقبي الفرج بعد الكرب واليسر بعد العسر ولقد وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنه فقال له:"اعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسراً"رواه أحمد في السلسلة الصحيحة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
رد: كيف تتعاملين مع همومك
كيف تتعاملين مع همومك[4]
بلقيس صالح الغامدي
سابعاً/التهيؤ النفسي:
إن الحازمة من توطِّن نفسها في الأمور الحقيرة والعظيمة سواء..وإنه مما ينبغي توقعه في أي وقت استيلاء الهمّ على النفس وهذا كما بيَّنا مسبقاً أمراً قد كُتب على الخليقة جمعاء وقد أقسم ربنا بذلك فقال:{لتركبن طبقاً عن طبق}[ الانشقاق/18]
فلا بد من تهيئة النفس وتوقع المصاب ، وفي ذات الوقت لابد من دوام سؤال الله السلامة والعافية و الرضى و السرور ،فإنْ وقع بعد ذلك مكروه فإنه ولا شك سيكون أخفُّ وَقْعَاً على تلك النفس لتوقعها وقوع ذلك من قبل.عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم:"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله...
ثامناً/تناول التلبينة:
والتلبينة هي حساء يعمل من دقيق أو نخالة، ويُجعل فيه عسل،وسُميت تلبينة لشبهها باللبن،وهي تُطبخ من الشعير المطحون.
روى البخاري عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع النساء ثم تفرقن إلاَّ أهلها وخاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطُبخت ثم صُنع ثريدٌ فصَبَّت التلبينة عليها ثم قالت:كُلْنَ منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"التلبينة مُجِمَّةٌ لفُؤاد المريض تُذهب ببعض الحُزْنِ".
ومعنى مُجِمَّة:تريح وتزيل الهم.
وهذا الأمر- إن استغربه بعض الناس-هو حق وصدق مادام قد ثبت من طريق الوحي المعصوم صلى الله عليه وسلم،والله خلق الأطعمة وهو أعلم بخصائصها ، وبالتالي فإن حساء الشعير المذكور هو من الأغذية المفرحة،والله أعلم.[يراجع زاد المعاد لابن القيم رحمه الله (5/120)].
ولقد بيَّن ابن حجر العسقلاني رحمه الله طريقة طبخ هذا الحساء لمريض الجسد وحزين القلب فقال:(ولعل اللائق بالمريض ماء الشعير إذا طبخ صحيحاً،وبالحزين ماؤه إذا طبخ مطحوناً،والله أعلم)[انظر فتح الباري(147)]." [علاج الهموم(بتصرف)]
وختاماً وفي نهاية سلسلتي هذه التي سعيت فيها أن أوجهك لمهارات إيمانية تربوية حول كيفية التعامل مع الهموم إليك هذه الهمسات:
..*حاولي إعانة المهمومة إن لم تكوني مهمومة وتذكري ما بشرنا به رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه قال- عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" من نفَّس عنمؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة..."رواه مسلم.
*تذكر ي ساعات الهم والحزن والضيق ، وساعات الراحة والرخاء..ستجدين حتما أنك تصابين بِالهموم لمدة أيام ، والرخاء والسعادة والراحة لمدة أشهر بل وسنوات..فلا تنكر ي نعمة الله عليك فاحمدي ربك واشكريه.
*تذكري أنك مسلمة، واختارك الله لهدايتك لهذا الدين ، وثبت عقيدتك عليه ، وغيرك يتخبط في ظلمات الجاهلية والضلال ، والأديان المنحرفة ، فانتميت لهذا الدين الذي جعل الله راحة النفوس واستقرارها في ظله ، وأراحك من همجية الباطل وصراعات الأديان الأخرى .
*لماذا الهمّ؟!ولديك كتاب ما أنزل إلا لترتاح...لماذا الهم؟!وأنت مسلمة؟
*ترقبي يا مهمومة الفرج (إن بعد العسر يسرا).
فعندما ينزل بساحتنا السخط والتذمر والسلبية والاعتراض فحينها لابد أن تصبح نفوسنا ضيقة حرجة فتقيدنا الهموم ، وتجرنا الأحزان ، وتحرقنا الدموع ، فلماذا؟؟! وماذا بعد هذا؟!.لا شئ بالطبع.
فالحل في تسليم يريح الخواطر، و رضاً يذيب الهموم، واحتساب يرفع في الدرجات.
أسأل الله أن يشرح صدورنا وييسر أمورنا وأن يكون معيننا..و أن يعاملنا بعفوه ورحمته، ونسأله عز وجل رحمة من عنده يحفظنا بها من كل سوء.