فقه الإمام البخاري رحمه الله في تراجمه .

( 1 )
الإمام البخاري رحمه الله محدث فقيه مطلع على مذاهب الفقهاء ومذهب أهل الرأي وكان شديد الإنكار على أهل الرأي لدقته
طلب الفقه صغيرا في بلده على يد ابي حفص الكبير فقه الأحناف
واخذ البخاري في مكة فقه الشافعي من أصحابه كالحميدي
وأخذ عن بعض أصحاب الإمام مالك
وأما الإمام أحمد فقد كان شيخه وجالسه وخبره وسمع منه وروى عنه
لذا تواترت الأدلة والبراهين على فقه الإمام البخاري رحمه الله
وتواترت أقوال أهل العلم في فقهه ورده على أهل الرأي
قال أبو مصعب : البخاري أفقه عندنا وأبصر من ابن حنبل . تهذيب التهذيب " ( 9/ 50 )
قال نعيم بن حماد : - وهو من شيوخ البخاري - : البخاري فقيه هذه الأمة . " تهذيب التهذيب " ( 9/ 52 )

( 2 )
قال الإمام النووي رحمه الله :
ليس مقصود البخاري الاقتصار على الأحاديث فقط بل مراده الاستنباط منها والاستدلال
لأبواب أرادها ولهذا المعنى أخلى كثيرا من الأبواب عن إسناد الحديث واقتصر فيه على قوله
فيه فلان عن النبي صلى الله عليه وسلم أو نحو ذلك وقد يذكر المتن بغير إسناد وقد يورده معلقا
وإنما يفعل هذا لأنه اراد الاحتجاج للمسألة التي ترجم لها وأشار إلى الحديث لكونه معلوما ....ويقع في كثير من أبوابه
الأحاديث الكثيرة وفي بعضها ما فيه حديث واحد وفي بعضها ما فيه آية من كتاب الله بعضها لا شيء فيه البتة وقد ادعى بعضهم أنه
صنع ذلك عمدا ..." هدي الساري " ( ص 10 )

وقد قام جمع من أهل العلم بالتأليف على تراجم صحيح البخاري :
* ابن المنير في كتابه " المتواري على أبواب البخاري "
* والشاه ولي الله الدهلوي " تراجم أبواب البخاري
* وللكاندهلوي : شرح تراجم أبواب البخاري .
وغيرهم

قال الحافظ في " هدي الساري " ( ص 13 )
" الكلام على تراجمه البديعة المنال المنيعة المثال التي انفرد بتدقيقه فيها عن نظرائه واشتهر بتحقيقه لها عن قرنائه "

( 3 )
زعم الكرماني رحمه الله صاحب الشرح المشهور أن البخاري رحمه الله تبع في تراجمه تراجم مشايخه ولذلك يسوقه كما يسوقونه
فأن ساقوه مقطوعا في الترجمة تبعهم في ذلك لو لم تظهر مناسبته للترجمة
وهذا مما أنكره الحافظ رحمه الله على الكرماني وتعقبه بقوله :
" فلم أجد من قال : ان البخاري يتقيد في تراجم كتابه بما يترجم به مشايخه بل الذي صرح به الجمهور
أن غالب تراجمه من تصرفه فلا وجه لهذا الاحتمال ولقد لهج الكرماني به في مواضع وليس بشيء "

( 4 )
البخاري رحمه الله في جميع ما يورده من
من تفسير الغريب إنما ينقله عن أهل ذلك الفن : كأبي عبيدة والنظر بن شميل والفراء وغيرهم
والمباحث الفقهية : مستمدة من الشافعي وأبي عبيد وأمثالهما
والمسائل الكلامية : فأكثرها من الكرابيسي وابن كلاب ونحوهما .

( 5 )
قال الحافظ في " الفتح " ( 1/ 8 )
" ظهر لي بالاستقراء من صنيع البخاري رحمه الله اكتفاءه بالتلويح عن التصريح
قال : وقد سلك هذه الطريقة في معظم تراجم صحيحه "