عرض للطباعة
تحية لكم
أريد العودة لموضوع الرئيس والرئيسي، والتأكيد أولا على أن النسب بحرف الياء متبع في اللغة العربية فنقول العصر الحجري نسبة لحجر، ونقول الشهر القمري نسبة لقمر، ونقول الموضوع الرئيسي والصفحة الرئيسية نسبة للإسم رئيس كما فعلتم أنتم في بداية الصفحة عندما كتبتم الصفحة الرئيسية وليس الرئيسة.
نرجو منكم توضيح الرأي حول هذا الموضوع، مع الشكر الجزيل.
حياك الله أخانا الفاضل.
تفضل هنا
الرّاجح أنّ الأصوبَ "الرّئيس" وليس "الرئيسي" و لا يُنْسَبُ بياء النّسبة فلا يُقالُ : "الرئيسي والرئيسية"، تُسْتَعْمَلُ هذه الصّفةُ للإنسان دون
غيره فيُقال فلانٌ رئيس في قومه أي سيِّدُ قومه، والـجمع رُؤَسَاء. وقد يُجاوَزُ بِهذه الصّفةِ موضِعُها الحقيقي إلى معنى مجازي فيطلَقُ لفظ
(الرئيس) مَجازا لوصف الشيء بالرئاسة نظرا لأن هذا الشيء يتبوأ منزلة عالية على غيره مما هو من جنسه
فالإطلاق على سبيل المجاز لا غير. وهذا القولُ مُقرَّرٌ في بابِه وتُؤيِّدُه قاعدة أنّ (الزّيادةَ في اللّفظِ زيادةٌ في المعنى) فإذا زدنا ياء النّسبة وقلنا
(الرئيسي) فلم نزِد معنى جديدا على المعنى الذي يدلّ عليه لفظ "الرئيس" ، فنقول : دخل الوزير من البابِ الرئيس؛ لأنّ هناك أبواباً أخرى
ثانوية أو خلفية يدخل منها صغار الموظّفين... ونَقولُ: الخبر الرئيس في النشرة، لأن هناك أخبارا جانبية... فالنسبة هاهنا (الرئيسي) لا تعني
شيئا، فإذا زعمْنا أنّ الصَّوابَ زيادة ياء النّسبَة في قولنا [النشرَة الرّئيسيّة] فكأننا ننسب النشرة إلى سيادة الرئيس، أو ننسب الباب إلى فخامة
الرئيس إذا قلنا (الباب الرئيسي) وكأنّه الباب الوحيد الذي يدخل منه هو دون غيره فهو منسوب إليه وحدَه، ومثلُه قولُنا (البابُ الوِزاري) لا يدخل
منه إلا الوزراء، أو المرسوم الوزاريّ أو القرار الرئيسي أي القرار الصّادر عن فخامة الرئيس...
و الرأي عندي أنّ العلّةَ دخلَت علينا من الترجمة الحرفية ولم ننتبِه فرُحْنا نلتمسُ العللَ والمُسوِّغاتِ ونُقدّم الأيمانَ المُغَلَّظَةَ على صحّة (الرئيسي).
أقول الآفَةُ آتيةٌ من التّرجمة، فأصلُ الكلمةُ: Principal نسبةً إلى prince أي الأمير، أو نسبةً إلى principe أي المبدأ، فينبغي أن نضرب عن الترجمة
الحرفية صفحا وننظر في أسلوب كلّ لغة وطريقتها في الدّلالة والتّعبير
هنا الرابط
شكر الله لكم، ونفع بعلمكماقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
من باب الاستفادة والاستزادة
قد يشكل على القارئ أنك ذكرت:
الباب الخلفيّ
الباب الأماميّ
الباب الثانوي
الخبر الجانبي
فأي شيء في الكلمات: (أمام، خلف، ثاني، جانب) حتى دخلت عليها الياء، بينما حرمت: (الرئيس) منها؟
وإياك أخي.اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد
لكن لم أذكر شيئا مما ذكرت
وقد وضعت الرابط لصاحب الموضوع، وقد قال:
وهذا القولُ مُقرَّرٌ في بابِه وتُؤيِّدُه قاعدة أنّ (الزّيادةَ في اللّفظِ زيادةٌ في المعنى) فإذا زدنا ياء النّسبة وقلنا
(الرئيسي) فلم نزِد معنى جديدا على المعنى الذي يدلّ عليه لفظ "الرئيس" ، فنقول : دخل الوزير من البابِ الرئيس؛ لأنّ هناك أبواباً أخرى
ثانوية أو خلفية يدخل منها صغار الموظّفين...
أعني:
هل نقول: الباب الخلف، أم الباب الخلفي؟
وهل نقول: الباب الأمام أم الباب الأمامي؟
وهل نقول: الخبر الجانب أم الخبر الجانبي؟
فإن قال: نقول: (الخلفي، الأمامي، الجانبي)
سألناه: فأيهما أصح: الباب الرئيس أم الباب الرئيسي؟
فإن قال: (الباب الرئيس) فنسأله: إذًا ما الفرق بين (الرئيس)، وبين (الخلفي، الأمامي، الجانبي)؟
أقول متطفلا: المراد وصف الباب بأنه أهم الأبواب؛ فهو بالنسبة لغيره من الأبواب كالرئيس بالنسبة للمرؤوسين، فكونه رئيسا وصف للباب نفسه.اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد
أما إذا أضفنا ياء النسبة إليه، فيصير الباب منسوبا للرئيس، وليس هو نفسه الرئيس.
وتأمل في الضد إذا كان الباب صغيرا أو أصغر، فلسنا نصفه بأنه الباب الصغيري، أو الأصغري.
ومن هنا يتضح لك الفرق بين الأمامي والخلفي والجانبي والشمالي والجنوبي، فكل ذلك قُصد نسبته إلى جهاته، ولا إشكال في تلك النسبة.
فهذه الكلمات ليست أوصافا في نفسها، مثل (الرئيس)، و(الصغير)، و(الطويل)، بل أسماء جامدة، فنحتاج إلى النسبة إليها إذا أردنا الوصف.
ولكن يشكل (الثانوي) ومثله (الأولي)، فلو طردنا القاعدة فهو (الثاني) و(الأول)، وهذه مسألة تحتاج إلى نظر، وأظن أن الأسلم طرد القاعدة انظر إلى قولهم (المفعول الأول والثاني)، ولم يقولوا (المفعول الأولي والثانوي) .