تخصيص الأشراف بهذا اللقب ( الشريف ) عرف حادث !
قال شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله كما في جامع الرسائل 4 / 157:
ولكن ذكر الناس أن الحجاج كان يَقتُل الأشراف أشرافَ الناس وهم رؤوسُ قبائل العرب، فظنَّ من ظنَّ أنهم بنو هاشم، وتخصيصُ لفظ الأشراف بهم عُرْفٌ حادثٌ، والشرف هو الرئاسة، كالحديث الذي رواه الترمذي (1) وصححه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "ما ذئبانِ جائعانِ أُرسِلا في غنمٍ بأفسَد لها مِن حرصِ المرء على المال والشرف لدينه".وفي الصحيح (2) عن عائشة أن قريشًا أهمهم شأنُ المخزومية، فقالوا: مَن يكلِّم فيها رسولَ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قالوا: ومن يَجترىءُ عليه إلاّ أسامة بن زيد، فكلَّمه فيها فغضِبَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: "إنما هلكَ من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سَرَق فيهم الشريفُ تركوه، وإذا سَرق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ، والذي نفس محمد بيدِه لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقتْ لقطعتُ يدَها".
فهذه كانت من أشرافِ قريش، وكانت مخزوميةً ... اهـ
__________
(1) برقم (2733) عن كعب بن مالك. وأخرجه أيضًا أحمد (3/456، 460) والدارمي (2733) . ولابن رجب جزء في شرح هذا الحديث.
(2) البخاري (6787 ومواضع أخرى) .