-
طلب سؤال
1- إن الدعاء والاستغفار والتعوذ من الأبواب التي تدخلها النيابة ، في إمكان الإنسان أن يستغفر لغيره ويستعيذ بالله لغيره ويدعو لغيره ، هذا ما قيل في سر إثبات نون الجمع في هذه الألفاظ ، بينما إذا وصل إلى الشهادة قال (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) لم يرد " نشهد أن لا إله إلا الله " بالنون ، لأن الشهادة إقرار منك واعتراف منك لا تنوب عن غيرك في ذلك وإنما هذا عملك الخاص ، لا تدخل النيابة في مثل هذا ، لذلك تكاد أن تتفق الروايات كلها بهذا الأسلوب ، وإن ثبتت رواية بـ " نشهد " يبحث عن ثبوتها - إن وردت أعني - إن وردت أو اطلعنا على بعض النسخ فيه " نشهد " يبحث عن ثبوتها ، لأن أكثر أهل العلم يقولون : لا تثبت " نشهد " ولكنها " أشهد " ، والفرق واضح بين ما تقدم وبين الشهادة .
وسؤالي هي إذا كان سبب إفراد الشهادة أنها لاتقبل النيابة فلماذا جمع "نحمده"هل معناه أن الحمد يقبل النيابة؟
وجزاكم الله خيرا
-
واغذروني إن حصل خطأ في السؤال أوالتعبير لأني جديد في المجلس
-
قال ابن القيم في تهذيب السنن 6 / 106 :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
لما كانت كلمة الشهادة لا يتحملها أحد عن أحد ولا تقبل النيابة بحال أفرد الشهادة بها.
ولما كانت الاستعانة والاستعاذة والاستغفار يقبل ذلك فيستغفر الرجل لغيره ويستعين الله له ويستعيذ بالله له أتى فيها بلفظ الجمع ولهذا يقول اللهم أعنا وأعذنا واغفر لنا.
قال ذلك في حديث ابن مسعود، وليس فيه نحمده !
وفي حديث ابن عباس: نحمده. بالنون مع أن الحمد لا يتحمله أحد عن أحد ولا يقبل النيابة ، فإن كانت هذه اللفظة محفوظة فيه إلى ألفاظ الحمد والاستعانة على نسق واحد . ( قلت : كذا وقع في تهذيب السنن ، وفي "التحفة المهدية شرح العقيدة التدمرية" للعلامة فالح بن مهدي الدوسري رحمه الله، قال: فإن كانت هذه اللفظة محفوظة فيه فقد جاءت بهذه الصيغة لتكون ألفاظ الحمد والاستعانة والتعوذ والاستغفار على نسق واحد )
وفيه معنى آخر : وهو أن الاستعانة والاستعاذة والاستغفار طلب وإنشاء فيستحب للطالب أن يطلبه لنفسه ولإخوانه المؤمنين، وأما الشهادة فهي إخبار عن شهادته لله بالواحدانية ولنبيه بالرسالة وهي خبر يطابق عقد القلب وتصديقه وهذا إنما يخبر به الإنسان عن نفسه لعلمه بحاله بخلاف إخباره عن غيره فإنه إنما يخبر عن قوله ونطقه لا عن عقد قلبه. والله أعلم.
-
قال الشيخ الألباني رحمه الله في خطبة الحاجة ص 9 - وقد نقل كلام شيخ الإسلام المتقدم آنفا والذي نقله ابن القيم - :
... من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد وأشهد ( 2 ) ..
_________
( 2 ) يلاحظ هنا أن الفعل بصيغة المتكلم المفرد بخلاف الأفعال المتقدمة فهي بصيغة الجمع وقد أبدى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ذلك حكمة لطيفة نقلها عنه تلميذه ابن القيم في " تهذيب السنن " ( 3 / 54 ) فقال :
والأحاديث كلها متفقة على أن :
نستغفره " و " نعوذ به " بالنون والشهادتين بالإفراد : " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله " . قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
لما كانت كلمة الشهادة لا يتحملها أحد عن أحد ولا تقبل النيابة بحال أفرد الشهادة بها ولما كانت الاستعانة والاستعاذة والاستغفار تقبل ذلك فيستغفر الرجل لغيره ويستعين الله له ويستعيذ بالله له أتى فيها بلفظ الجمع ولهذا يقول : اللهم أعنا وأعذنا واغفر لنا قال ذلك في حديث ابن مسعود وليس فيه " نحمده " وفي حديث ابن عباس " نحمده " بالنون مع أن الحمد لا يتحمله أحد عن أحد ولا يقبل النيابة
وفيه معنى آخر : وهو أن الاستعانة والاستعاذة والاستغفار طلب وإنشاء فيستحب للطالب أن يطلبه لنفسه ولإخوانه المؤمنين وأما الشهادة فهي إخبار عن شهادته لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة وهي خبر يطابق عقد القلب وتصديقه وهذا إنما يخبر به الإنسان عن نفسه لعلمه بحاله بخلاف إخباره عن غيره فإنه يخبر عن قوله ونطقه لا عن عقد قلبه . والله أعلم ".
قلت - الألباني - : إن لفظة : " نحمده " قد وردت في حديث ابن مسعود من طريقين كما يأتي، ووردت في حديث ابن عباس عند " مسلم "وغيره كما يأتي. اهــ