لم يرو أحمد في "مسنده" عن شيخه الشافعي - بهذا الإسناد - سوى هذه الأحاديث !

قال الحافظ ابن حجر في "النكت على كتاب ابن الصلاح" 1 / 266:
وليس في مسند أحمد على كبره من روايته عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - سوى أربعة أحاديث، جمعها في موضع واحد وساقها مساق الحديث الواحد .
وقد ساقها شيخنا في شرح منظومته.
وجمعتها مع ما يشبهها من رواية أحمد عن الشافعي عن مالك ومع عدم التقييد بنافع في جزء مفرد فما بلغت العشرة. والله الموفق.اهـ

قلت : هذه هي الأربعة المشار إليها:
5862 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ "، " " وَنَهَى عَنِ النَّجْشِ" ، " وَنَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ " ، " وَنَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ " ، - وَالْمُزَابَنَة ُ: بَيْعُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا -، وَبَيْعُ الْكَرْمِ بِالزَّبِيبِ كَيْلًا ".

كثر الله فوائدكم شيخنا

آمين ، شكر الله لك أبا البراء مرورك الكريم.

أخي الحبيب

هذا العنوان: "لم يرو أحمد في "مسنده" عن شيخه الشافعي سوى هذه الأحاديث"

مع قولكم: قلت : هذه هي 5862 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ "، " " وَنَهَى عَنِ النَّجْشِ" ، "وَنَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ " ، " وَنَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ " ، - وَالْمُزَابَنَة ُ: بَيْعُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا -، وَبَيْعُ الْكَرْمِ بِالزَّبِيبِ كَيْلًا". يفيد الإطلاق، أي أن هذه الأحاديث الأربعة لم يرو أحمد في مسنده عن شيخه الشافعي سواها؛ وهذا يخالف كلام الحافظ صاحب هذه الفائدة، الذي صدرت به هذه المشاركة، الحافظ يقول:"وليس في مسند أحمد على كبره من روايته عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - سوى أربعة أحاديث، جمعها في موضع واحد وساقها سياق الحديث الواحد". فالحافظ قيد هذه الأحاديث الأربعة، برواية أحمد عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر، فإن هذا من العنوان!! ثم تظهر المخالفة أكثر ببقية كلامه الذي لم تذكره، وهو:" وجمعتها مع ما يشبهها من رواية أحمد عن الشافعي عن مالك ومع عدم التقييد بنافع في جزء مفرد فما بلغت العشرة. والله الموفق". وهذا يفيد أن هناك أحاديث غير الأربعة المذكورة عن مالك عن نافع عن ابن عمر، رواها أحمد عن الشافعي عن مالك عن غير واحد، واكتفي بذكر حديث من هذه الأحاديث التي أشار إليها الحافظ ابن حجر، وهو يخالف الإطلاق الذي في عنوان المشاركة، واعني بالحديث الذي ذكره الحافظ ابن كثير في "تفسيره"، وماذا قال عنه، قال في "تفسيره" (2/ 164):"وقد روينا في مسند الإمام أحمد حديثا فيه البشارة لكل مؤمن بأن روحه تكون في الجنة تسرح أيضا فيها، وتأكل من ثمارها، وترى ما فيها من النضرة والسرور، وتشاهد ما أعده الله لها من الكرامة، وهو بإسناد صحيح عزيز عظيم، اجتمع فيه ثلاثة من الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة؛ فإن الإمام أحمد، رحمه الله، رواه عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي، رحمه الله، عن مالك بن أنس الأصبحي، رحمه الله، عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه". وقال أيضاً (7/ 550):"ما رواه الإمام أحمد، عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي، عن الإمام مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه". وهذا إسناد عظيم، ومتن قويم". والحديث في "المسند" (15778).

ماذا عن احاديث الامام مالك والموطأ, هل رواه الامام احمد في كتابه مثل ما فعل اهل الكتب الستة؟

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر غازي

أخي الحبيب
هذا العنوان: "لم يرو أحمد في "مسنده" عن شيخه الشافعي سوى هذه الأحاديث"


مع قولكم: قلت : هذه هي 5862 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ "، " " وَنَهَى عَنِ النَّجْشِ" ، "وَنَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ " ، " وَنَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ " ، - وَالْمُزَابَنَة ُ: بَيْعُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا -، وَبَيْعُ الْكَرْمِ بِالزَّبِيبِ كَيْلًا". يفيد الإطلاق، أي أن هذه الأحاديث الأربعة لم يرو أحمد في مسنده عن شيخه الشافعي سواها؛

---

شكر الله لك أخانا الفاضل .
لكن العنوان كما تفضلت :
لم يرو أحمد في "مسنده" عن شيخه الشافعي - بهذا الإسناد - سوى هذه الأحاديث.

ولم أقل في العنوان : الأربعة . بل قلت : هذه الأحاديث .

وقد ذكرتُ كلام الحافظ الذي من خلال السياق يتبين جليًّا أنه يعني إسنادًا معينًا ، وهو : مالك عن نافع عن ابن عمر .

لذلك نقلت الأحاديث الأربعة بعدما اتضح المراد، جريًا على المفهوم الواضح من كلام الحافظ رحمه الله من أنه يريد إسنادًا معينًا ، ولم أتطرق إلى بقية كلامه - أولاً قبل تعديل المشاركة - لوضوح ما أردته ، ثم عدلت المشاركة بعدُ ؛ تنزلا لك ولرغبتك، وفقك الله ما يحبه ويرضاه.
شكر الله لك تعقيبك النافع .

وللفائدة ، لعلي أذكر الأحاديث التي رواها أحمد في "المسند" عن الشافعي، عن مالك، دون التقييد بنافع .

الأول - كل ما يذكر من ط الرسالة -:
15778 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ يَعْنِي الشَّافِعِيَّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يُرْجِعَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ " .

الثاني :
8935 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، وَأَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الْمُلَامَسَةِ، وَالْمُنَابَذَة ِ ".

يتبع بإذن الله ..

الثالث :
8936 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي تَمِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ، لَا فَضْلَ بَيْنَهُمَا ".

الرابع :
8937 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلَا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَلَقَّوْا السِّلَعَ ".

الخامس :
8938 - وَقَالَ ( أي بنفس الإسناد السابق ) : " مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ ".

السادس :
11052 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ يَعْنِي الشَّافِعَيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ وَالْمُحَاقَلَة ِ " " وَالْمُزَابَنَة ُ: اشْتِرَاءُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ فِي رُءُوسِ النَّخْلِ، وَالْمُحَاقَلَة ُ: اسْتِكْرَاءُ الْأَرْضِ بِالْحِنْطَةِ ".

السابع :
16097 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ أَبِي لَيْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ أَخْبَرَهُ، وَرِجَالٌ مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِحُوَيِّصَةَ، وَمُحَيِّصَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أَتَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّون َ دَمَ صَاحِبِكُمْ؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ: " فَتَحْلِفُ يَهُودُ؟ " قَالُوا: لَيْسُوا بِمُسْلِمِينَ، فَوَدَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ .

فمجموعها كلها - مع الأربعة - زادت على العشرة بحديث واحد . والله أعلم .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد مسفر العتيبي

ماذا عن احاديث الامام مالك والموطأ, هل رواه الامام احمد في كتابه مثل ما فعل اهل الكتب الستة؟

---

إن كان المقصود من كلامك :
هل الإمام أحمد روى أحاديث للإمام مالك ، وهي في الموطأ ؟
فالجواب نعم ؛ قد روى أحمد في "مسنده" أحاديث لمالك وهو موجودة في موطئه.

وإن كنت تقصد شيئا آخر فوضحه أكثر ، بارك الله فيك.

إلى الأخ الفاضل أبي مالك جزاك الله خيراً على اللين واللطف، وبذل الفوائد، وفقك الله إلى العمل الصالح والعلم النافع.
أما ما يتعلق برواية الإمام أحمد في مسنده أحاديث الإمام مالك التي هي في موطئه، فإن الأمر يحتاج إلى إفراده، بمشاركة من مشاركاتك المفيدة إذا اتسع وقتك، حتى تكتمل الفائدة؛ فلو بدأت برواية الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك؛ فقد قال الحافظ في "النكت" (1/ 264):"وقد قال الإمام أحمد: "أنه سمع الموطأ من الشافعي عن مالك بعد أن كان سمعه من عبد الرحمن بن مهدي".
وفي "تدريب الراوي" (1/ 82):"فقد قال الإمام أحمد: إنه سمع الموطأ من الشافعي بعد سماعه له من ابن مهدي الراوي له عن مالك بكثرة، قال: لأني رأيته فيه ثبتاً".
فلو أظهرنا الأحاديث التي رواها الإمام أحمد في "مسنده" عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، مع مقارنتها بما في الموطأ لكانت فائدة كبيرة. والله أعلم.
أما ما يتعلق برواية الإمام أحمد عن الإمام الشافعي عن الإمام مالك عن نافع عن ابن عمر فقد أضاف الحافظ السيوطي بعض الفوائد، فقال في "تدريب الراوي" (1/ 79):"وبنى الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي أن أجل الأسانيد : الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر، واحتج بإجماع أهل الحديث على أنه لم يكن في الرواة عن مالك أجل من الشافعي، وبنى بعض المتأخرين على ذلك أن أجلها رواية أحمد بن حنبل عن الشافعي عن مالك ؛ لاتفاق أهل الحديث على أن أجل من أخذ عن الشافعي من أهل الحديث الإمام أحمد، وتسمى هذه الترجمة سلسلة الذهب ، وليس في مسنده على كبره بهذه الترجمة سوى حديث واحد وهو في الواقع أربعة أحاديث جمعها وساقها مساق الحديث الواحد".
وهي الأحاديث التي هي قوام المشاركة الأصلية، ثم قال في (1/ 91) :
"فوائد:
الأولى: تقدم عن أحمد أنه سمع الموطأ من الشافعي، وفيه من روايته عن نافع عن ابن عمر العدد الكثير، ولم يتصل لنا منه إلا ما تقدم. ( يشير إلى الأحاديث الأربعة ).
قال شيخ الإسلام في أماليه ( يعني الحافظ ابن حجر ) :
لعله لم يحدث به أو حدث به وانقطع". انتهى المراد من كلامه.
هذا ما أحببت عرضه عليكم ، والله ولي التوفيق .
وصلى الله على نبينا محمد على آله وصحبه وسلم.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

إن كان المقصود من كلامك :
هل الإمام أحمد روى أحاديث للإمام مالك ، وهي في الموطأ ؟
فالجواب نعم ؛ قد روى أحمد في "مسنده" أحاديث لمالك وهو موجودة في موطئه.

وإن كنت تقصد شيئا آخر فوضحه أكثر ، بارك الله فيك.

---

نعم هذا ما قصدته يا شيخ بارك الله فيك وانا اعتذر ان كان كلامي فيه اختصار مخل

جزاكما الله خيرا أخوي الكريمين أبا عمر غازي وماجد مسفر العتيبي على ما تفضلتما به من فوائد.