يغفر ذنبك عند كل وجبة طعام

عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

أخرجه أحمد (3/439 ، رقم 15670) ، وأبو داود (4/42 ، رقم 4023) ، والترمذي (5/508 ، رقم 3458) وقال : حسن غريب. وابن ماجه (2/1093 ، رقم 3285) ، والطبراني (20/181 ، رقم 389) ، والحاكم (1/687 ، رقم 1870) وقال : صحيح على شرط البخاري. وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (3/62 ، رقم 1488). وحسنه الألباني (الإرواء ، 1989)

منقول

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=45401

بحث في حديث ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا ، وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي ... )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
قال الإمام أحمد في مسنده :
(15632) - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مَرْحُومٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
مَنْ أَكَلَ طَعَامًا ، ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا ، وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي ، وَلاَ قُوَّةٍ ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .
وأخرجه ابو داود ( 4025 ) والترمذي ( 3458 ) وابن ماجة ( 3285 ) وغيرهم .
أبو عبدالرحمن : عبد الله بن يزيد القرشي العدوي المكي ، المقرىء من صغار أتباع التابعين ، ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة .
سعيد : هو ابن أبي أيوب من كبار اتباع التابعين ، ثقة .
أبو مرحوم : هو عبدالرحيم بن ميمون المدني ، من الذين عاصروا صغار التابعين .
قال المزى 18 / 43 :
قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : ضعيف الحديث .
و قال أبو حاتم : يكتب حديثه و لا يحتج به .
و قال النسائى : أرجو أنه لا بأس به .
وَقَال ابن حجر في "التقريب": صدوق زاهد .
سهل بن معاذ بن انس : الشامى نزل مصر ، طبقة تلى الوسطى من التابعين .
قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : ضعيف .
قلت:جاء في الجرح والتعديل : حَدثنا عَبد الرَّحمن، أَخبَرنا أَبو بكر بن أَبي خَيثمة، فيما كَتَبَ إلَيَّ، قال: سَمِعتُ يَحيَى بن مَعين يقول: سهل بن معاذ بن أَنس، عَن أَبيه ضعيف. اهـ
فهذا يعني أن روايته عن أبيه ضعيفة بعينها ، وهذا من حديثه عن أبيه .

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 4 / 258 : [ لكن قال ( أي ابن حبان ) : لا يعتبر حديثه ما كان من رواية زبان بن فائد عنه .
و ذكره فى " الضعفاء " ، فقال : منكر الحديث جدا ، فلست أدرى أوقع التخليط فى حديثه منه أو من زبان ، فإن كان من أحدهما فالأخبار التى رواها ساقطة ، و إنما اشتبه هذا لأن راويها عن سهل زبان إلا الشىء بعد الشىء ، وزبان ليس بشىء .
و قال العجلى : مصرى تابعى ثقة ] اهـ .
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية على الحديث رقم (1129) :" هذا حديث لا يصح قال يحيى : سهل وعبدالرحيم ضعيفان ".

وقد أخرجه أبو داود وزاد في آخره ( وما تأخر ) ، والطبراني بلفظ ( وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ، غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) ، كلهم من طريق أبي مرحوم عن سهل بن معاذ عن أبيه .
وقد ضعف الذهبي هذا الحديث في التلخيص بأبي مرحوم ضعيف .
وقال المناوي في خريج أحاديث المصابيح ( 4/18 ) : في سنده أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس وهما ضعيفان .
وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3/175) : [فيه] عبد الرحيم أبو مرحوم عن سهل بن معاذ ضعيف .
واجتنبه العلامة مقبل بن هادي الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين ، والظاهر أنه يضعفه .
وبهذ يتبيّن أن الحديث ضعيف ولا يصح لحال أبي مرحوم وسهل بن معاذ ، قد ضعفه ابن الجوزي والذهبي والمنذري والمناوي .


ومن الصحيح الثابت في الباب :
قال البخاري في صحيحه [ 5458 ] :
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا .

قال ابن أبي شيبة مصنف [24991] :
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْد ، قَالَ :
كَانَ سَلْمَانُ إِذَا طَعِمَ يَقُول : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا الْمُؤْونَةَ ، وَأَوْسَعَ لَنَا الرِّزْقَ.

وقال عبد الرزاق في المصنف [19577] :
عن معمر عن منصور عن إبراهيم قال : شكر الطعام أن تسمي إذا أكلت وتحمد إذا فرغت .
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى ىله وصحبه .
سالم الشمري

أضف الى ذلك الدورانية في هذا الحديث في إثبات صحبة معاذ هذا, معاذ بن أنس نفسه لا تثبت صحبته لأنه لم يرو عنه مثل هذه الاشياء الا ابنه! لعله أراد ان يرفع من شان أبيه!! وعند المزي انه روى عن كعب الأحبار!

غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ

, أظنها كانت سبباً كافياً لتضعيفهم له, ومثل هذا النوع من الأحاديث في الرغائب كثرت في الشام ومصر عن مجاهيلهم دون كبار العلم في تلك الأمصار. (في مسند احمد ومعاجم الطبراني تجدها بكثرة)