حكم الجلوس فى مجلس شرك دون إنكار
هل من جلس فى مجلس لمنفعة دنيوية وسمع فيه استهزاء بالدين فكرهه بقلبه لكنه لم ينكره بلسان أو جوارحه ولم يقم من المجلس فهو كافر لقول الله تعالى "وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره إنكم إذا مثلهم" أم أنه يجب أن يرضى بقلبه بهذا الاستهزاء. ولقد قرأت للشيخ سليمان آل الشيخ أنه قال أن الآية على ظاهرها وأنه إذا ادعى أنه أنكر بقلبه فلا يقبل من لأنه أظهر كفرا. وكذلك استشهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب على كفر الذى سمع وسكت بقصة الجماعة الذين أعلنوا التوبة من بنى حنيف ثم صدر من أحدهم كلمة يترحم فيها على مسيلمة ولم ينكر البقية فاستتابهم عبد الله بن مسعود جميعا ولم يفرق بين القائل والساكت فهل عدم الإنكار بالجوارح أو اللسان هو ناقض للإسلام مكفر بذاته أم أنه يشترط الرضا.ومع أن أدلة من يقول بكفره دون اشتراط الرضا القلبى قوية عندى جدا . إلا أن هناك شكا عندى لأن نواقض الإسلام مكفرة بذاتها سواء أراد القلب الكفر أم لا فإذا كان الجلوس فى مجلس الشرك بدون قيام أو إنكار باللسان أ الجوارح كفر بذاته سواء رضى المرء بالكفر أم لم يرض به فهذا يعنى أن هذا الجلوس المذكور هو بذاته ناقض من نواقض الإسلام فلا يعذر فيه إلا المكره إكراها شرعيا حقيقيا كالإكراه بالقتل أو إتلاف عضو . وقد بينت آية الأنعام أن المسلمين فى أول الدعوة عندما كانوا يسمعون الشرك والكفر لا ينكرون أو يقومون أخذا بالتقية حتى نزلت آية الأنعام . ومن المعلوم أن التقية لا تجيز فعل أو قول الشرك فإذا كان الجلوس فى مجلس الشرك بدون قيام أو إنكار باللسان أ الجوارح كفرا بذاته حتى بدون رضا القلب فإن ذلك يستلزم كفر المؤمنين الذين جلسوا قبل نزول الآية بل يستلزم كفر كل من حضر كفرا أو شاهده أو سمعه ولم ينكره حتى لو كان خائفا أو يفعل ذلك لمصلحة شرعية لأن الكفر لا يجوز فعله أو قوله إلا بلإكراه . لذلك أشكل الأمر على وأرجو من المشايخ وطلبة العلم ما يعتقده أهل السنة والجماعة فى درجة المثلية فى هذه الآية.